نظّمت سفارتا ألمانيا وفرنسا، أمس الثلاثاء، ندوة رفيعة المستوى بعنوان “تعزيز الحلول الخاصة بالمحيطات ضمن العمل المناخي: ربط العلوم، الخطة والتنفيذ”، وذلك في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، في إطار التحضيرات لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC 3) المقرر عقده في مدينة نيس الفرنسية خلال شهر يونيو 2025.
تأتي هذه الفعالية في سياق التعاون المشترك بين “محادثات المناخ بالقاهرة” التي تنظمها السفارة الألمانية في مصر، و“المحادثات الزرقاء”التي تعدّ مبادرة فرنسية عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا المحيطات ضمن أجندة العمل المناخي.
افتتح الندوة كلٌّ من السفير إيريك شيفاليه، سفير فرنسا لدى مصر، والسفير يورجن شولتس، سفير ألمانيا لدى مصر، حيث أكد السفير شيفاليه أن “حماية المحيطات تمثل أولوية قصوى، فبعد مرور عشر سنوات على توقيع اتفاقية باريس خلال مؤتمر المناخ COP21، ستستضيف فرنسا مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في يونيو المقبل، مما يعكس التزامنا المستمر بحماية البحار وتعزيز الجهود المناخية بالتعاون مع شركائنا مثل مصر وألمانيا.”
من جانبه، شدد السفير شولتس على أن “تحقيق حلول مستدامة لحماية المحيطات والمناخ لا يمكن أن يتم إلا من خلال تعاون وثيق بين ممثلي العلم والسياسة والتنفيذ، فالتعاون هو الأساس لإحداث تغيير حقيقي ومستدام.”
تناولت الندوة الدور المحوري للمحيطات في العمل المناخي، خاصة فيما يتعلق بحماية البحار، وعزل الكربون، والتكيف مع تغير المناخ، حيث ناقش المشاركون تأثير هذه القضايا على السياسات البيئية العالمية والتنوع البيولوجي البحري، بالإضافة إلى أهمية الالتزامات الدولية لحماية المحيطات مثل اتفاقية باريس واتفاقية الأمم المتحدة BBNJ الخاصة بحفظ التنوع البيولوجي البحري خارج حدود الولايات الوطنية، والتي لا تزال في طور التصديق.
حظيت الفعالية بمشاركة حوالي 150 شخصًا، من بينهم صناع سياسات، وعلماء، وممثلون عن المجتمع المدني، إلى جانب شخصيات مؤثرة من مصر وفرنسا وألمانيا، حيث تطرقت المناقشات إلى دمج قضايا المحيطات ضمن الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.
وشملت قائمة المتحدثين الرئيسيين كلًّا من الدكتورة إلهام علي من جامعة السويس والهيئة الوطنية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، وأليكسندرا لاموت من وزارة التحول البيئي والتماسك الإقليمي الفرنسية، والدكتور رالف زونتاج من مجلس المستقبل العالمي، والدكتور محمود حنفي من جمعية الغردقة لحماية البيئة والمحافظة عليها، والدكتور تامر كمال من وزارة البيئة المصرية.
ناقش المتحدثون خلال جلستين رئيسيتين أهمية المحيطات كنظم بيئية حيوية وموارد اقتصادية، كما استعرضوا حلولًا مبتكرة واستراتيجيات عملية لحماية التنوع البيولوجي البحري وتعزيز مرونة النظم البيئية البحرية، بما يسهم في تطوير سياسات بيئية أكثر كفاءة واستدامة.
تمثل “محادثات المناخ بالقاهرة” مبادرة انطلقت عام 2011 في إطار الشراكة المصرية-الألمانية في مجالات الطاقة والبيئة، حيث توفر منصة للحوار بين صناع القرار، والخبراء، والمجتمع المدني، لتعزيز التعاون في القضايا البيئية والمناخية.
أما “المحادثات الزرقاء”، فهي سلسلة فعاليات عالمية أطلقتها فرنسا بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في يونيو 2025، بهدف حشد الجهود الدولية لحماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري، بالتعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.