يحيي الشعب الكويتي، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ64 للعيد الوطني، في مناسبة متجددة يجدد فيها المواطنون ولاءهم لوطنهم وقيادتهم الحكيمة التي تعمل على ازدهار البلاد وترسيخ مكانتها إقليمياً ودولياً، مؤكدين اعتزازهم بتاريخهم ومسيرة التنمية التي شهدتها الكويت منذ الاستقلال.
وتأتي هذه الاحتفالات متزامنة مع الذكرى الـ34 لتحرير الكويت من العدوان العراقي، حيث تتزين شوارع البلاد بألوان العلم الوطني، وتعكس الأجواء العامة مشاعر الفخر والاعتزاز بالماضي، والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارًا بقيادة الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي يؤكد في كل مناسبة أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف من أجل بناء كويت المستقبل.
وسط هذه الاحتفالات، تجدد التأكيد على عمق العلاقات الكويتية المصرية، والتي شهدت في الآونة الأخيرة دفعة قوية تمثلت في الزيارة الناجحة لرئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، إلى الكويت، حيث حظي باستقبال رسمي رفيع المستوى من قبل سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي أكد خلال اللقاء على خصوصية العلاقات بين البلدين، مشددًا على أن دعم مصر يمثل دعماً مباشراً لمصالح الكويت، امتداداً لوصايا الآباء المؤسسين.
ووجّه الأمير الحكومة الكويتية لدراسة سبل تنشيط التعاون الاقتصادي مع مصر، بما يسهم في تعزيز المصالح المشتركة، كما استلم دعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة الطارئة المقرر عقدها بالقاهرة في 4 مارس المقبل.
كما التقى مدبولي ولي العهد الشيخ صباح الخالد، و رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، حيث دارت مباحثات إيجابية تناولت مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ما يعكس الرغبة الجادة في تعزيز التعاون الثنائي على كافة المستويات.
منذ استقلالها في 19 يونيو 1961، والكويت تسير بخطى ثابتة نحو بناء دولة حديثة قائمة على أسس الديمقراطية والتنمية، حيث جاء اعتماد الدستور في نوفمبر 1962 ليضع الأسس القانونية لنظام الحكم.
وفي عام 1965، تم دمج العيد الوطني مع ذكرى جلوس الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، ليصبح 25 فبراير هو اليوم الوطني الرسمي للبلاد. وعلى مدار العقود الماضية، حققت الكويت إنجازات بارزة في مختلف المجالات، مستندة إلى رؤية حكيمة وسياسات متوازنة تقوم على تعزيز التنمية، وترسيخ العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، ودعم الأمن والاستقرار الدوليين.
ولطالما لعبت الكويت دورًا رياديًا في العمل الإنساني، حيث كرّمت الأمم المتحدة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، بمنحه لقب “قائد للعمل الإنساني” عام 2014، في اعتراف عالمي بدور الكويت كمركز رائد في المساعدات الإنسانية والإغاثية.
لا يُعد شهر فبراير مجرد فترة زمنية في تاريخ الكويت، بل يمثل مرحلة مفصلية تُذكّر الأجيال المتعاقبة بدور الآباء والأجداد في بناء الوطن، حيث تتواصل الاحتفالات بالإنجازات والتطلعات، وسط التزام القيادة الكويتية بمواصلة مسيرة النهضة والتطوير، وحرص الشعب على التمسك بالقيم الوطنية التي شكلت ركيزة أساسية في مسيرة الكويت نحو التقدم والرخاء.