أتابع بكل أسف ما يدور حول انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين بمن فيهم النقيب، وأرصد حالة من الخلاف والجدال والتخندق غير المنطقى وتحول انتخابات نقابة مهنية تخص أعضاءها دون غيرهم إلى جدال سياسي عقيم، لا مكان له فى العمل النقابي، يقسم الاعضاء الى قسمين وربما ثلاثة ولا أدرى لمصلحة من هذا؟
كنت أتمنى ألا تتدخل الدولة فى هذه الانتخابات وترسى تغييرا حقيقيا هذه المرة، لأن هذه نقابة وطنية مصرية من يقودها فى النهاية هو صحفي مصرى أيا كان اسمه ولون رابطة عنقه وماركة سيارته.
قطعا نرفض المساس بأسماء عظيمة قادت النقابة فترات كبيرة وقادت مؤسسات قومية عملاقه تاريخها من تاريخ مصر الحديثة، ولكن محاولة البعض وضع توابيت ثابتة وتقديس شخصيات ومحاولة نقد فترة قياداتها للنقابة، أمر مستفذ للغاية، فإذا كانت القيادة السياسية ذاتها لا تضيق بالنقد وترى أنه أمر طبيعى لأننا فى النهاية بشر، فكيف يضيق فريق بمجرد التلميح عن مرحلة سابقة فى النقابة.
وللحقيقة لى سؤال لازال عالقا فى حلقى من سنوات، لماذا يضيق أصحاب المصالح والهتيفه بالتغيير، والسؤال الأصعب منه لماذا يضيق البعض بالتوجه الفكرى اليسارى ومحاوله عديمي الثقافة وعديمي القراءة وعديمي الاطلاع وضع الإخوان واليسار فى سلة واحدة، وهما يناقضان بعضهما على مدار 80 عاما، حتى أن "سيد قطب" قال "إن الفكر اليسارى هو أخطر على الدعوة من غير المسلمين وهو أقرب من الفاسدين أيا كان زمانهم ومكانهم "
عزيزي الهتيف إن أعظم فترات النقابة كانت فى ظل قيادة التيار اليسارى لها، وهو اكثر وطنية لسبب بسيط أنهم ثابتون على قناعاتهم ويرفعون لافتات مواقفهم، يتغير الزمان ولا يتغيرون.
زميل صحفى لى دخل النقابة فى غفلة من الزمن يتحدث عن أن الناصرية انتهت وانتهى زمانها وفكرها، واضطرني للرد عليه انه لولا الناصرية وعبدالناصر كان سيجلس فى منزل "الريس عبدالواحد " ينتظر رغيف خبر جاف تحضره الأميرة "انجى" لحبيبها على عبدالواحد "إسقاطا على رواية رد قلبى" وكان لازال يرتدى الكستور والقبقاب.
معركة فكرية ليس هذه ميدانها يفتعلها طرف ضد طرف قاصدا التحشيد حتى من اجهزة الدولة ذاتها، وأرى أنها تضر الجماعة الصحفية ذاتها
بغض النظر عن ملحمة البدل الأبدية التى نعيشها منذ سنوات، فأننى أرى أن قضية الحريات وإلغاء الحبس فى قضايا النشر هى قمة طموحنا جميعا، وهى مقياس حقيقى لالتزام النقيب القادم.
أيا كان من سيقود النقابة فهو قيمة وقامة وله منا كل التقدير، ولكن عاتبا وهامسا لبعض المؤسسات التى سربت حزمة مساعدات تاريخية للصحفيين عقب الانتخابات ولم تعلن عنها حتى الآن، فكأنها تربطها بمرشح بعينه إن حقق الفوز سينالها الصحفيون وإن لم يحدث فهى لن تلتزم بها لسبب بسيط أنها لم تعلنها من الأساس.
كان يجب النظر بعين مجردة، خاصة أن المتسابقين لا يوجد بينهم من يحمل كراهية أو عداء لوطنه، بل يتسابقون فى وطنيتهم، وألا تجعل مخرجات مكاسب الانتخابات هذه بفوز فريق على فريق أو فوز مرشح على مرشح.
ليس هكذا تورد الإبل ..
---------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ