19 - 05 - 2025

الممثلة العليا كاجا كالاس: أوروبا لن تُستبعد من أي اتفاق بشأن أوكرانيا

الممثلة العليا كاجا كالاس: أوروبا لن تُستبعد من أي اتفاق بشأن أوكرانيا

وصلت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كاجا كالاس، إلى بروكسل لحضور اجتماع مجلس الشؤون الخارجية، مؤكدة أن هذا اليوم يحمل طابعًا خاصًا بالنسبة لها، إذ يصادف عيد استقلال إستونيا، وهو مناسبة احتفالية تتزامن منذ ثلاث سنوات مع ذكرى انطلاق الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وأوضحت كالاس أن الأولوية القصوى الآن هي دعم أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الاجتماع سيناقش اعتماد الحزمة السادسة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي تستهدف مجموعة واسعة من القطاعات، من منصات الألعاب الإلكترونية إلى الأسطول الروسي السري المستخدم في التحايل على العقوبات. كما كشفت عن مبادرة دفاعية جديدة لدعم القدرات الأوكرانية في مجال الذخيرة على المدى القصير.

وتطرقت إلى قضايا أخرى على جدول الأعمال، من بينها الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سيتم فرض عقوبات على الأفراد المتورطين في الصراع في شرق البلاد، إلى جانب مناقشة تعليق اتفاقية المواد الخام مع رواندا. 

كما أشارت إلى أن الاجتماع سيناقش تعليق العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تشمل قطاعات النقل والطاقة والمصارف، بالإضافة إلى ملفات الشرق الأوسط الأخرى.

وفيما يتعلق بالعلاقات الأوروبية الإسرائيلية، أكدت كالاس أن مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل سيعقد اجتماعًا يشارك فيه للمرة الأولى ممثلو جميع الدول الأعضاء الـ27، مما يتيح لهم التفاعل المباشر مع المسؤولين الإسرائيليين والتعبير عن آرائهم.

وخلال جلسة الأسئلة والأجوبة، شددت كالاس على أن أي اتفاق بشأن أوكرانيا لا يمكن أن يتم دون مشاركة أوروبا وأوكرانيا، مؤكدة أن “أي اتفاق لا يشملنا لن يكون قابلاً للتطبيق”، في إشارة إلى المفاوضات التي قد تشمل روسيا. وردًا على سؤال حول اللقاءات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، أكدت كالاس أهمية التواصل المستمر مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مشيرة إلى أنها ستتوجه إلى واشنطن للقاء وزير الخارجية ماركو روبيو وآخرين لمناقشة هذه القضايا.

وحول تصريحات ترامب التي وصف فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”الديكتاتور”، اعتبرت كالاس أن الأمر ربما كان خطأً في التسمية، مشيرة إلى أن “روسيا لم تشهد انتخابات حقيقية منذ 25 عامًا، بينما زيلينسكي رئيس منتخب ديمقراطيًا”.

 وأضافت أن القوانين في العديد من الدول تمنع إجراء الانتخابات خلال الحروب، حيث يكون التركيز على مواجهة العدو الخارجي وليس على المنافسات الداخلية.

وفيما يتعلق بالتطورات السياسية في ألمانيا، بعد الانتخابات الأخيرة، أعربت كالاس عن تطلعها إلى تعاون وثيق مع الحكومة الألمانية الجديدة، مشيرة إلى أهمية تسريع تشكيل الحكومة لضمان استمرارية القرارات الأوروبية الكبرى.

وعن الملف السوري، أكدت أن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب تطورات الأوضاع، مشددة على أن أي حكومة سورية يجب أن تكون شاملة لكافة المكونات المجتمعية، وأنه في حال لم يتحقق ذلك، فإن العقوبات الأوروبية ستُفرض مجددًا. 

كما أكدت دعمها لحماية حقوق الأكراد وغيرهم من الجماعات داخل سوريا، مشيرة إلى ضرورة تفادي أي أعمال انتقامية أو تطرف.

وفيما يتعلق بجورجيا، أكدت كالاس أن الوضع هناك مقلق، موضحة أن الاتحاد الأوروبي فرض بالفعل عقوبات على الأفراد المتورطين في استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، لكنه يواجه صعوبة في إقناع دولتين أوروبيتين بالموافقة على هذه العقوبات، مشددة على استمرار الجهود الدبلوماسية في هذا الشأن.

أما بشأن احتمال إرسال قوات أوروبية لحفظ السلام إلى أوكرانيا في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فقد أكدت كالاس أن “السلام لم يتحقق بعد، وروسيا لا ترغب فيه حاليًا”، مضيفة أن المناقشات تتركز حاليًا حول الضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا.

وعن تأثير الدعاية الروسية على الإدارة الأمريكية الجديدة، لفتت كالاس إلى أن “الخطاب الصادر من الولايات المتحدة يعكس بوضوح انتشار الرواية الروسية”، دون أن تعلق بشكل مباشر على ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تتصرف لصالح روسيا أو الغرب.