20 - 05 - 2025

إسرائيل تنسحب وتصر على احتلال التلال الخمسة.. وحزب الله ينتظر الجهود الدبلوماسية وتشييع نصر الله

إسرائيل تنسحب وتصر على احتلال التلال الخمسة.. وحزب الله ينتظر الجهود الدبلوماسية وتشييع نصر الله

انسحب الجيش الإسرائيلي مع الساعات الأولى من الثلاثاء 18 فبراير 2025/ من بلدات "كفر كلا والعديسة وحولا وميس الجبل" الحدودية بجنوب لبنان وفق الموعد المحدد لاتفاق وقف إطلاق النار، وكانت وكالة فرانس برس قد نقلت عن مصدر أمني لبناني بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية استكمال الجيش انسحابه من جنوب لبنان باستثناء المواقع الخمسة التي أعلن عنها سابقا، وهي التلال الـ 5 "العزية والعويضة واللبونة والحمامص وبلاط".. فيما ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن الجيش اللبناني يواصل انتشاره في بلدات حدودية بعد انسحاب جيش الاحتلال منها باستثناء التلال الخمسة.. وقبل الانسحاب واصل جيش الاحتلال تنفيذ تفجيرات متعددة ومتواصلة في بلدات خاصة "كفركلا والعديسة على الحدود الفلسطينية.. ومن جانبها حذرت إدارة البلدات الأهالي من دخول البلدات حتى ينتهي الجيش وهندسته العسكرية من تأمين البلدات خشية تفخيخ المنازل وتسميم مياه الشرب.

**ساعات القلق قبل الانسحاب

وكان الإعلام الإسرائيلي قال في وقت سابق إن الجيش سينسحب وسيسمح للبنانيين بالوصول إلى القرى التي ظل بها، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن استكمال الانسحاب (الذي كان من المفترض أن يتم في 26 يناير 2025، وطلبت إسرائيل مهلة ليوم 18 فبراير 2025) جاء بناء على اجتماع قادة الجيش مع ضباط أميركيين وقادة قوات اليونيفيل، تم خلاله الاتفاق على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القرى اللبنانية الواقعة على طول الحدود، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوتر في المنطقة.

فيما ساد القلق الأوساط السياسية والسلطة اللبنانية، حيث أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون، عن تخوفه من عدم تحقيق الانسحاب الكامل، لأن إسرائيل لا يؤتمن لها، مشيراً إلى أن الرد اللبناني سيكون من خلال موقف وطني موحد وجامع.

وأكد عون أن خيار الحرب لا يُفيد، وسنعمل بالطرق الديبلوماسية، لأن لبنان لم يعد يحتمل حربًا جديدة، والجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون، وأن سلاح حزب الله فسيأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون.

وقام رئيس الحكومة نواف سلام، بالتواصل مع نظرائه في مصر والأردن وقطر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزيري خارجية السعودية والجزائر ممثلة الدول العربية بمجلس الأمن لحشد الدعم للموقف اللبناني الداعي لإتمام الانسحاب الاسرائيلي في موعده المتفق عليه دون أي تأخير..

** حزب الله يتوعد بالرد

فيما أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه إذا بقي الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ولم ينفذ الاتفاق فلن نقول له كيف سيتم التعامل معه.. وقال في كلمة له مساء الأحد /16 فبراير 2025/ على إسرائيل أن تنسحب بالكامل في 18 فبراير، ولا مبرر لبقائها في أي نقطة، مطالباً الدولة اللبنانية باتخاذ موقف سيادي حازم، ورفض أي تسويات أو تمديد للاحتلال.. وفي ذلك السياق قالت مصادر مقربة من حزب الله لـ "المشهد" إن الحزب منشغل حاليا بالتحضيرات الخاصة بتشييع جثمان الشهيد حسن نصر الله والأمين العام هاشم صفي الدين، والمقرر أن تتم في 23 فبراير الجاري.. مؤكداً أن الحزب أعاد تنظيم صفوفه ومستعد للمواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولكنه سيعطي الفرصة للدولة أولاً.

وفي تصريحات صحفية ليل الإثنين /17 فبراير 2025/ قبل ساعات من موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، أكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، أن الانتهاكات الإسرائيلية وبقاء الاحتلال في أراضينا فذلك متروك للدولة اللبنانية وسيكون لنا موقف بشأنه، خاصة ونحن موعودون من رئيس الجمهورية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضينا في الثامن عشر من فبراير وإطلاق سراح الأسرى.

** الخيارات المُرة لحزب الله

ويرى المحلل السياسي سمير سكاف أن حزب الله بعد توقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار أمامه 3 خيارات هي: انتظار الحلول الديبلوماسية تحت المظلة الأميركية، المنحازة لإسرائيل.. أو التراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار، والعودة للحرب لطرد اسرائيل إذا ما بقيت على التلال الخمس.. أو قبوله بالأمن الإسرائيلي وفقا للاتفاق وتسليم سلاحه للجيش اللبناني.. وإن كان سكاف يرى عودة الحزب للحرب متوقف على الانسحاب الإسرائيلي الكامل ومدى نجاح الجهود الدبلوماسية للحكومة.

منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) العميد منير شحادة، قال إن السلطة اللبنانية أبلغت أميركا وفرنسا رفضها القاطع لتمديد مهلة بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان ولو لنصف ساعة، كما رفضت الطرح القاضي باحتفاظها والتمركز في النقاط الخمس، فهذا يعتبر احتلالا سيجري التعامل معه على هذا الأساس، مشيراً إلى رفض إسرائيل اقتراح فرنسا بنشر قواتها تحت مظلة قوات الطوارئ الدولية لحل الأزمة.

ويرجع شحادة – خلال حديثه مه المشهد-- إصرار إسرائيل على البقاء في هذه النقاط الخمس بعمق يتراوح بين 300م غربًا و2000م شرقًا، هدفه يتعدى السيطرة على نقاط إستراتيجية والتحكم بكامل منطقة جنوب الليطاني، فهي تريد أن تقول، إن النقاش حول الخط الأزرق ونقاط الخلاف فيه أصبح من الماضي، ونحن أمام أمر واقع جديد، بخط انسحاب جديد داخل الأراضي اللبنانية.

الوكالة الوطنية للإعلام التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية نقلت عن عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس، قوله "إذا بقي العدو في نقطة واحدة من النقاط التي يقال إنه سيبقى فيها داخل لبنان فإن ذلك يعتبر احتلالا ويجب أن يواجه بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والاتصالات والضغوطات، وإلا من حق الشعب الدفاع عن أرضه وحدوده بكل الوسائل وهو حق لا يمكن التخلي عنه".