20 - 05 - 2025

الجارديان: مصر تعد خطة لإعادة إعمار غزة تستثني حماس

الجارديان: مصر تعد خطة لإعادة إعمار غزة تستثني حماس

* البديل لخطة ترامب يتضمن تشكيل لجنة تكنوقراطية لكن الوضع العسكري المستقبلي لحماس لم يُحسم بعد

تستعد مصر بالتعاون مع البنك الدولي لإعداد بديل لخطة دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" المملوكة للولايات المتحدة، والتي بموجبها سيتم استبعاد حماس رسميا من الحكم والسيطرة على إعادة إعمار المنطقة.

وسوف يتم تسليم العملية على أساس مؤقت إلى لجنة دعم اجتماعي أو مجتمعي. ولن يشارك في عضوية اللجنة أي عضو من حماس. ولكن الوضع العسكري المستقبلي لحماس داخل غزة لم يتم حله بعد، وهو ما من المرجح أن يشكل عائقاً أمام تأييد إسرائيل للخطة.

إن الدول العربية ــ وخاصة الإمارات العربية المتحدة وقطر ــ تستعد لتقديم عروض مالية لتمويل إعادة الإعمار، ولكن على أساس منح الفلسطينيين الحق في البقاء في غزة وعدم إجبارهم على البحث عن ملجأ مؤقت أو دائم في مصر أو الأردن. وسوف تستغرق عملية إعادة الإعمار من ثلاث إلى خمس سنوات، بعد أن دمر 65% من الممتلكات في غزة.

وتعترف مصادر أوروبية بأن قضية تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل بشأن غزة لا تزال دون حل، وذلك لأن أي دولة عربية لا ترغب في تقديم قوات في غياب أفق سياسي واضح من جانب إسرائيل لقيام دولة فلسطينية.

من المقرر أن ينعقد يوم 27 فبراير المقبل اجتماع قمة عربي لبحث بديل لخطة ترامب بشأن غزة والكشف عن أجزاء منها.

ولم تطالب المملكة العربية السعودية حتى الآن صراحة باستبعاد حماس من عملية إعادة الإعمار أو إدارة غزة، لكن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة، أشاد بالدعوة الأخيرة التي وجهها أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لحماس للتنحي عن إدارة غزة ووصفها بأنها "مناسبة وعقلانية".

وقال أبو الغيط: "إن مصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تأتي فوق مصلحة الحركة، خاصة في ظل الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة، وما نتج عن ذلك من حرب دمرت قطاع غزة ومزقت نسيجه الإنساني والاجتماعي نتيجة لقراراتها".

وقال خلال قمة حكومات العالم الأسبوع الماضي إن اقتراح ترامب بنقل نحو مليوني فلسطيني من غزة من شأنه أن يدفع المنطقة إلى حلقة من الأزمات ذات التأثير المدمر على السلام والاستقرار. وأضاف: "إنه أمر غير مقبول بالنسبة للعالم العربي، الذي حارب هذه الفكرة لمدة 100 عام".

ومن المتوقع أن تضم اللجنة المقترحة في الخطة العربية تكنوقراط مستقلين وممثلين عن المجتمع المدني والنقابات، لضمان عدم هيمنة أي فصيل واحد.

حتى الدبلوماسيين العرب المعتدلين يقولون إن خطة ترامب ليست عملية ولا صحيحة من الناحية الأخلاقية، لكن أحدهم قال: "يتعين علينا أن نتعامل معها ونحول الناس عنها إذا أمكن". وقال مصدر عربي ثان: "الكثير منها يبدو بعيد المنال، مثل تحويل أنفاق حماس إلى شبكة مترو. لقد جاءت الفكرة من فراغ".

ولم تؤيد السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية خطة اللجنة خوفا من أنها قد تنذر بتقسيم دائم بين الضفة الغربية وغزة من خلال نظامين إداريين منفصلين.

وقال جبريل الرجوب، من حركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، إن الحركة رفضت مناقشة فكرة اللجنة، ووصفها بأنها "مقدمة لتكريس الانقسام"، وشدد على التمسك بما أسماه "وحدة الحكومة والنظام".

ولم يستبعد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بديلا لخطة ترامب، لكنه قال: "أي خطة تترك حماس في قطاع غزة ستكون مشكلة، لأن إسرائيل لن تتسامح مع ذلك"، وبالتالي سيكون ذلك بمثابة عودة إلى المربع الأول.

للاطلاع على الموضوع بالانجليزية يرجى الضغط هنا