06 - 05 - 2025

ما وراء تأجيل زيارة الرئيس السيسي لواشنطن: غضب في القاهرة من تصرفات ترامب وأقواله

ما وراء تأجيل زيارة الرئيس السيسي لواشنطن: غضب في القاهرة من تصرفات ترامب وأقواله

بينما تعالت أصوات شعبية تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدم الاستجابة لدعوة دونالد ترامب بزيارة البيت الأبيض، قالت مصادر دبلوماسية مصرية مساء الثلاثاء إن الرئيس سيؤجل زيارته المقررة إلى واشنطن وسط توترات متزايدة مع الولايات المتحدة.

حسب ماتسرب تم تأجيل الزيارة، التي كانت مقررة في 18 فبراير، إلى أجل غير مسمى بسبب معارضة القاهرة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستيلاء على غزة لبناء ما أسماه "ريفيرا الشرق الأوسط" ونقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن دون عودة.

لم تعلق مصر في بيان رسمي على تأجيل الزيارة، لكن كبار المسؤولين المصريين وصفوا العلاقات مع واشنطن بأنها الأكثر توتراً منذ ثلاثة عقود، وصدرت بيانات وتصريحات رسمية تستنكر المقترح الترامبي، وهو ماتسبب في ردود فعل سلبية للغاية من إدارة ترامب على موقف مصر من الاقتراح.

الرئيس المصري من ناحيته جدد طرحه (الثلاثاء) والذي أكد ضرورة البدء في إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وشدد السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على "ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلا للحياة، وذلك دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم" وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية. وقال الرئيس إن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة.

ما أثار غضب القاهرة شعبيا ورسميا، الإشارة المتكررة من جانب ترامب للرئيس السيسي بوصف "الجنرال"، وهو مصطلح استخدمه (بلطجي البيت الأبيض) مرة أخرى خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وهو ما اعتبرته القاهرة "استخفافًا" بمكانة مصر ورئيسها.

كذلك كانت انتقادات نتنياهو لمصر ( التي ادعى انها المسؤولة عن تحويل غزة إلى سجن كبير في الهواء الطلق) والمملكة العربية السعودية (التي اقترح عليها إنشاء دولة فلسطينية على أراضيها) سببا في التوتر، فرغم أن مصر ردت بشدة على مزاعمه إلا أن هناك يقين أنه لم يكن ليتجرأ على ذلك دون الحصول على موافقة ضمنية من الولايات المتحدة.
ويبدو أن زيارة وزير الخارجية بدر عبدالعاطي لواشنطن لم تثمر سحب ترامب اقتراحه وقال مصدر دبلوماسي مصري في واشنطن إن وزير الخارجية حذر المسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونغرس من أن تنفيذ خطة ترامب لإعادة التوطين قد يؤدي إلى عودة ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة. وأن مثل هذه الجماعات، التي أضعفتها جهود مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط، يمكن أن تكتسب القوة من القضية الفلسطينية، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وزيادة تهديد المصالح الأميركية.

وكان تهديد ترامب بقطع المساعدات الأميركية لمصر والأردن إذا رفضا قبول الفلسطينيين النازحين من غزة والذي تراجع عنه في لقائه الثلاثاء مع العاهل الأردني، سببا آخر للتوتر.

وقال دبلوماسي مصري كبير إن أي تحرك لحجب المساعدات الأمريكية من شأنه أن يهدد بشكل مباشر معاهدة السلام لعام 1979 بين مصر وإسرائيل، باعتبار أن المساعدات الاميركية لمصر هي جزء رسمي من الاتفاقية، فإذا تم سحبها، فسوف يتعين إعادة النظر في المعاهدة نفسها".