تحت عنوان " السيادة ممارسة وليست شعارا" أعلن في العاصمة اللبنانية بيروت عن تأسيس الجبهة الوطنية لمناهضة الاحتلال الأمريكي.
الجبهة التي أعلن عن تأسيسها مساء الأحد 9 فبراير وتضم شخصيات مسيحية وإسلامية مستقلة وأكاديميين، وسياسيين ينتمون لعدة تيارات سياسية منها الناصرية واليسارية والبعثية، وأعضاء من حزب التوحيد الإسلامي والجماعة الإسلامية، تهدف لإسقاط الهيمنة الأمريكية على لبنان في كافة المؤسسات وفضح التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية والكشف عن الشخصيات الحزبية والسياسية دون استثناء لأحد من الخاضعين لإملاءات السفارة الأمريكية في لبنان.
السيادة أفعال لا أقوال
تأسيس الجبهة يأتي رداً على تصريحات نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، يوم الجمعة الماضية من القصر الرئاسي اللبناني عقب لقاء الرئيس جوزيف عون، هنأت خلالها إسرائيل بهزيمة حزب الله، الذي قالت إنه لن يكون له مكان في الحياة السياسية اللبنانية، ولن يشارك في الحكومة التي يتم تشكيلها، كاشفةً عن ضغوط واشنطن التي وصفتها بالخطوط الحمراء لمنع الحزب من المشاركة في الحكومة اللبنانية، مشددة على أن نهاية حزب الله قد بدأت، ونهاية ما وصفته بعهد ترهيبه في لبنان والعالم.. كما أثارت أورتاجوس حفيظة غالبية القوى السياسية والشعبية في لبنان بنشر صورة لها بصحبة ضابط بالجيش اللبناني عبر حسابها على موقع "إكس" وهي تحمل صاروخاً لحزب الله.. كما لوحظ من خلال الصورة التذكارية مع رئيس الجمهورية اللبنانية أنّ المبعوثة الأميركية كانت ترتدي نجمة داوود في إصبعها، مما أثار غضب الشارع اللبناني والقوى السياسية المعارضة للهيمنة الأمريكية.
ومن جانبه قال رئيس الجبهة الوطنية لمناهضة الاحتلال الأمريكي العميد الركن المتقاعد نضال زهوي لـ " المشهد" إن تأسيس الجبهة جاء على أثر الممارسات الأمريكية بعنجهيتها المعهودة وكأنها تمتلك الأرض والشعوب في هذه المنطقة، والخطأ الفظ الذي ارتكبته المبعوثة الأمريكية في القصر الجمهوري بتصريحاتها، التي تعبر عن حقيقة هيمنتها على الدولة اللبنانية بكثير من التفاصيل، والتي استفزت مشاعر اللبنانيين من أقصاه إلى أقصاه، مؤكداً أن تأسيس الجبهة يهدف إلى الحفاظ على السيادة الوطنية وموقع رئاسة الجمهورية وباقي مؤسسات الدولة.
وكانت بيروت وعدة مناطق بالجنوب اللبناني قد شهدت مظاهرات احتجاجية على تصريحات نائبة المبعوث الأمريكي، وسط تحذيرات من الكتل النيابية الموالية للمقاومة من خطورة الانصياع للإملاءات الخارجية خاصة الأمريكية التي ستدخل البلاد في نفق التعثر والاضطراب يفوق ما عانى منه اللبنانيون على مدى السنوات الماضية، وفقاً لتصريحات عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، حفاظاً على سيادته فعلاً لا قولاً.
وفي تصريحات خاصة لـ"المشهد" قال العميد نضال زهوي لقد تغلغل الأمريكي في كل مفاصل الدولة اللبنانية ويتجلى هذا بالسلطة القضائية و السلطة الرابعة أي الإعلامية وهاتين السلطتين عليهما حصانة كل منهما بحسبه، أما السلطة التشريعية أصبحت خلال الحرب وبعدها في قبضة الأمريكيين وهي التي أنتجت السلطة التنفيذية في لبنان عن طريق التعيين المباشر من الولايات المتحدة الأميركية دون مواربة، بالإضافة إلى وجود قاعدة عسكرية أمريكية في بلدة حالات الساحلية، وليس بالصدفة أن تكون هذه القاعدة مقابل البلوك رقم 4 الواعد في احتياط الغاز، لذلك شعرنا بواجبنا الوطني أن نقوم بالعمل على فضح أي إجراء غير وطني يصب في مصلحة أمريكا ومن ورائها العدو الإسرائيلي، وشد أزر الوطنيين في الإدارة والمؤسسات الحكومية، ولتحقيق ذلك سنقوم بالعديد من الفعاليات التي تؤدي إلى التخلص من العبودية لأمريكا مهما كلف الثمن
حزب الله لم يهزم
فيما أكد القيادي بحزب الله حسين الحاج حسن أن ما قالته نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس ليس جديداً، وهي عندما تتحدث عن شكر العدو الإسرائيلي لأنه هزم حزب الله بحسب تعبيرها، فهذا تأكيد متجدد للتماهي الأميركي الكامل مع العدو الصهيوني، مشدداً على أن حزب الله لم يهزم، وهو مع باقي حركات المقاومة متجذر في الأرض، علماً أن هذا الكيان الغاصب الذي شكرته، سيزول يوماً من الوجود، ونحن لم ولن تتغيّر قناعتنا مهما اشتدت المحن والظروف.
وانتقد الحاج حسن من وصفهم بأدعياء السيادة الذين لم ينطقوا بكلمة واحدة جراء تصريحات أورتاجوس وتدخلها في تشكيل الحكومة اللبنانية والشأن اللبناني، ولم يصدروا بياناً، ولم تجتمع أحزابهم وشخصياتهم، وكأنهم لم يسمعوا ما قيل، أو سمعوا ولا يريدون أن يعلّقوا لأسباب أقلها إنهم عاجزون، وأكثرها أنهم متماهون مع السياسة الأمريكية.