11 - 05 - 2025

سفير أنقرة بمعرض الكتاب : مصر من الدول الأولى عالميًا في تعلم اللغة التركية.. وهناك فرص استثمارية واعدة

سفير أنقرة بمعرض الكتاب : مصر من الدول الأولى عالميًا في تعلم اللغة التركية.. وهناك فرص استثمارية واعدة

نظمت وزارة الخارجية المصرية ندوة خاصة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا. 

شارك في الندوة السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، وسفير مصر السابق في أنقرة علاء الحديدي، حيث تناولا تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وأبرز مجالات التعاون المشتركة في الاقتصاد والثقافة والتعليم، مع تسليط الضوء على الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين.

بدأت المحاورة الإعلامية هبة حمزة الندوة بالترحيب بالسفير التركي صالح موطلو شن، وطرحت عليه سؤالًا حول تقييمه لتطور العلاقات المصرية التركية على مدار المائة عام الماضية. 

أعرب السفير شن عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة، ووجه شكره لوزارة الخارجية وإدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب على تنظيم الندوة. 

وأشار إلى أن اللقاء جاء في توقيت مناسب بعد زيارة وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي إلى تركيا، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون بينهما.

أكد السفير التركي أن العلاقات بين مصر وتركيا ليست مجرد علاقات سياسية، بل تمتد إلى جذور تاريخية عميقة وروابط ثقافية واجتماعية.

 أشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت رسميًا عام 1925، لكنها تستند إلى تاريخ مشترك يمتد إلى فترة الحكم العثماني. 

وأوضح أن الشعبين المصري والتركي عاشا في ظل دولة واحدة وعلم واحد لفترة طويلة، مما ساهم في ترسيخ الروابط بينهما.

 وأضاف أن هذه العلاقات ظلت قوية رغم التحديات السياسية التي واجهتها على مدار السنوات.

أشار السفير شن إلى أن العلاقات الحالية بين مصر وتركيا تعكس إرادة قوية من القيادتين السياسيتين، حيث يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان إلى بناء شراكة استراتيجية تخدم مصالح البلدين. وأوضح أن هذه الشراكة تشمل مجالات عديدة مثل الاقتصاد، والثقافة، والتعليم، والاستثمار.

 كما أكد على أهمية الدور الذي تلعبه الروابط الثقافية في تعزيز العلاقات، مشيرًا إلى أن مصر تُعد من بين الدول الأولى عالميًا في تعلم اللغة التركية، مما يعكس مدى الاهتمام المتبادل بين الشعبين.

تطرق السفير التركي إلى مجال التعليم، مشيرًا إلى أن هناك ما لا يقل عن 10 آلاف طالب مصري يدرسون حاليًا في الجامعات التركية. 

وأعلن عن خطط لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب المصريين، حيث سيتم رفعها من 100 منحة إلى 500 منحة في المستقبل القريب.

 كما تحدث عن مشروع إنشاء جامعة تركية مصرية في مصر بالتعاون مع مجلس التعليم العالي التركي، بالإضافة إلى مشروع إنشاء كلية تركية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة العاشر من رمضان بالتعاون مع جامعة الزقازيق.

فيما يتعلق بالثقافة، أكد السفير شن على أهمية دور مصر كمركز للثقافة والفن في العالم العربي. 

وأشاد بالأسماء المصرية اللامعة مثل أم كلثوم، وعمر الشريف، ونجيب محفوظ، الذين يمثلون رموزًا للثقافة المصرية على المستوى الدولي. 

كما أعرب عن إعجابه الشديد بالتاريخ المصري وتراثه، مشيرًا إلى التعاون الثقافي الأخير الذي شهد إعادة 152 قطعة أثرية مصرية من تركيا إلى مصر خلال حفل رسمي. وأكد على أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين في المستقبل.

على الصعيد الاقتصادي، تحدث السفير شن عن الاستثمارات التركية في مصر، مشيرًا إلى أنها توفر حاليًا فرص عمل لأكثر من 100 ألف شخص. 

وأعلن عن خطط لزيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر لتتجاوز 5 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، و10 مليارات دولار خلال العقد المقبل. 

وأوضح السفير أن هذه الاستثمارات تندرج ضمن استراتيجية تركيا التي تهدف إلى تحقيق النمو بالشراكة مع مصر.

بدورها، رحبت المحاورة الإعلامية هبة حمزة بالسفير المصري السابق في أنقرة علاء الحديدي، ووجهت له سؤالًا حول تقييمه للعلاقات بين مصر وتركيا.

 أعرب السفير الحديدي عن تقديره للسفير التركي ولإدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب على تنظيم الندوة، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تتسم بالاستمرارية رغم التحديات التي واجهتها على مدار السنوات. 

وأوضح أن العلاقات بين الشعبين ظلت قوية ومستقرة، وأنها لم تتأثر بالخلافات السياسية.

أكد السفير الحديدي أن العلاقات بين مصر وتركيا تستند إلى تاريخ طويل من التعاون، مشيرًا إلى أن أول اتفاقية في التاريخ، وهي اتفاقية كاديش، كانت بين دولتين عظميين مثل مصر وتركيا. 

وأوضح أن هذه الاتفاقية شكلت نموذجًا يحتذى به في مجال القانون الدولي، مما يعكس دور البلدين في إرساء قواعد القانون والعلاقات الدولية. 

كما أشار إلى أن رجال الأعمال الأتراك ساهموا في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال نقل مصانعهم إلى مصر، خاصة في قطاع المنسوجات.

اختتم السفير التركي حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة والاقتصاد، معربًا عن أمله في أن تصبح مصر وجهة رئيسية للطلاب الأتراك لدراسة العلوم العربية والإسلامية، كما كانت في الماضي. 

وأكد على استعداده للعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين.