في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر، نظم مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) ندوة خاصة حول المخطوطات العثمانية في مقر إقامة السفارة التركية بالقاهرة، بحضور مشاركين أتراك ومصريين.
وخلال الندوة، التي ألقاها المدير العام لمركز إرسيكا، الأستاذ الدكتور محمود أرول قليج، تم تقديم النسخة العربية من المخطوطة التركية العثمانية “عبر البشر في القرن الثالث عشر”، التي كتبها محمد عارف باشا، سكرتير كافالالي محمد علي باشا ووالي تكيرداغ في الدولة العثمانية.
وأوضح قليج أن النسخة الأصلية من العمل محفوظة في جامعة إسطنبول، مشدداً على أن المخطوطات تُعد علامة بارزة في ذاكرة الأمة.
وأكد قليج أن هناك تعاوناً وثيقاً مع السلطات المصرية بشأن رقمنة وحفظ المخطوطات التركية العثمانية، لافتاً إلى أن هذا العمل يقدّم معلومات مباشرة عن جهود كافالالي محمد علي باشا ومحمد عارف باشا في نشر اللغة والثقافة التركية في مصر.
كما أشار إلى أن مكتبة السليمانية في تركيا، التي تضم أكبر مجموعة من المخطوطات في العالم الإسلامي، تعتبر نظيراً لمكتبة دار الكتب المصرية، مشدداً على أن البلدين من بين الأهم في تبني المخطوطات والحفاظ عليها.
وأشار إلى أن عدد المخطوطات الإسلامية في العالم اليوم يُقدر بأكثر من مليون وخمسمائة ألف مخطوطة، موزعة في ألفين وخمسمائة مجموعة مختلفة في مائة وستة بلدان، وأكثر من ألف وثلاثمائة مدينة، ما يعكس أهمية هذا التراث الثقافي المشترك.
وفي رده على سؤال حول إمكانية ترجمة المخطوطات العثمانية إلى اللغة العربية، أشار قليج إلى أن أحد منشورات مركز إرسيكا بعنوان “البلاد العربية في الوثائق العثمانية” ساهم في تسجيل تفاصيل دقيقة، مثل كل شارع وزقاق في فلسطين، مضيفاً أن إحدى الوثائق أثبتت ملكية العرب لحرم المسجد الأقصى، وهو ما قدمه المركز للفلسطينيين عند طلبهم لها.
من جانبه، ألقى سفير الجمهورية التركية في القاهرة، صالح موطلو شن، كلمة خلال الندوة، أعرب فيها عن سعادته بتنظيم هذا الحدث بمشاركة الدكتور قليج، مشيراً إلى أن كتاب “عبر البشر في القرن الثالث عشر” يُعد مصدراً مهماً لفهم التاريخ المصري التركي المشترك. وأضاف أن النسخة الأصلية من هذا العمل وصلت إلى القاهرة في عهد الملك فؤاد، حيث تم حفظها ونسخها وترجمتها إلى اللغة العربية، لكنها فقدت لاحقاً قبل أن يُعاد اكتشافها، موجهاً الشكر للدكتور محمد سرحان على ترجمته الحالية للكتاب.
كما أعلن السفير شن أن وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، سيقوم بزيارة رسمية إلى تركيا في 4 فبراير 2025، تتضمن إقامة حفل "تسليم قطعة اثرية مصرية من قبل تركيا إلى مصر خلال تلك الزيارة"، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل حدثاً ثقافياً بارزاً بين البلدين وستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الثقافي بين مصر وتركيا.
ولد ونشأ في دارمه بالقرب من قوله، وكان جده والد أمه محمود باشا واليا عليها، وعمه احمد أغا هو أخو طوسون ابن محمد علي باشا في الرضاعة، واخو جده محمد الدفتردار هو زوج نازلي هانم بنت محمد علي.
قدم عارف باشا إلى مصر في شبابه والتحق بخدمة محمد علي، الذي عينه معاونًا له كاتبًا في معيته، وسافر معه إلى كريت، ثم ألحقه محمد علي بخدمة إبراهيم باشا.
وكان من رجاله في الشام، عينه إبراهيم باشا في المجلس العالي، ثم زوجوه من آمنة هانم القوله لي ابنة خليل القوله لي ابن باتيش هانم اخت مصطفى باشا والد أسرة يكن، مدير رشيد والبحيرة ووالد عبد الحميد نافع بك.
في عصر الوالي عباس باشا وخلفه سعيد باشا كان عارف مديرا للبحيرة ولإسنا ومديرًا للتشريفات وعضوًا في مجلس الأحكام، وفي عهد إسماعيل حصل على رتبة الميرميران وكان مقربًا من توفيق باشا وأنشأ جمعية المعارف المصرية التي كانت من أوائل الجمعيات التي نشرت الكتب في مصر، من أشهرها سفينة المولوية، وقد ضمت الجمعية700 عضوا من علية القوم مثل الأمير توفيق باشا ولي العهد، و رفاعة الطهطاوي و شريف باشا وغيرهم كثير.
سافر عارف باشا إلى إستانبول وتولى متصرفًا ل Tekirdağ لمدة عام ، ثم تولى متصرفًا ل Çankırı. 1875م.
وفي اسطنبول كتب عارف باشا كتابه "عبر البشر" 1290ه / 1873م وتكلم فيه عن أصول أسرة محمد علي كما سمعها من محمد علي نفسه وابنه إبراهيم.