22 - 05 - 2025

ألمانيا تدعو إلى إنهاء العنف في شرق الكونغو وتطالب رواندا بوقف دعمها لحركة M23

ألمانيا تدعو إلى إنهاء العنف في شرق الكونغو وتطالب رواندا بوقف دعمها لحركة M23

أعربت مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، لويز أمتسبرغ، عن قلقها العميق إزاء التصعيد المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، محذرة من التداعيات الكارثية التي يخلفها تقدم ميليشيا M23 المدعومة من رواندا، والتي يُعتقد أنها سيطرت على العاصمة الإقليمية غوما.

وقالت أمتسبرغ في بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية، أمس، إن لوضع الإنساني في المنطقة متدهور للغاية، حيث يعيش العديد من السكان في ظروف قاسية. تقدم ميليشيا M23 وسيطرتها على غوما يزيد من معاناة المدنيين بشكل لا يمكن تصوره. آلاف الأشخاص يفرون من القتال، بينما يواجه الكثيرون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه.

وأوضح البيان أن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات يتزايد في مناطق النزاع. أما في غوما والمناطق المحيطة بها، حيث لجأ مئات الآلاف سابقًا، فقد بات الوضع كارثيًا، مع اضطرارهم مرة أخرى للفرار وانقطاع طرق الإمداد، ما أدى إلى انهيار الخدمات الطبية وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وأضافت المسؤولة الألمانية أن العاملين في مجال الإغاثة يواجهون صعوبات بالغة في تقديم المساعدات الإنسانية، حيث تعمل المنظمات الإغاثية في ظل قدرات محدودة للغاية، ومع ذلك، فإنهم لا يسلمون من تبعات القتال الدائر.

 كما أعربت عن قلقها من أن عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) التي تنفذها رواندا وميليشيا M23 أثرت على الرحلات الجوية الإنسانية، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي فوق غوما.

وفي هذا السياق، دعت ألمانيا ميليشيا M23 إلى الانسحاب الفوري، مطالبة رواندا بوقف دعمها للحركة، كما شددت على ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية فورًا والعودة إلى طاولة المفاوضات. 

وأكدت أن الحكومة الألمانية، بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وخارجه، تعمل على استقرار الوضع في شرق الكونغو، مشيرة إلى أن برلين، بصفتها الرئيس الحالي لـ مجموعة الاتصال الدولية لمنطقة البحيرات العظمى، ملتزمة بتحقيق السلام والاستقرار.

وشددت أمتسبرغ على أهمية حماية المدنيين وعمال الإغاثة وقوات حفظ السلام وفقًا للقانون الدولي، مطالبة جميع الأطراف باحترام هذه الالتزامات تحت أي ظرف.

 كما أكدت أن البعثات الدبلوماسية والموظفين الدبلوماسيين يجب ألا يكونوا أهدافًا للهجمات، منددة بشدة بالاعتداءات التي تعرضت لها السفارات، إضافةً إلى الهجوم الذي استهدف مقر مؤسسة كونراد أديناور في كينشاسا.

وأوضحت المسؤولة الألمانية أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في شرق الكونغو، مؤكدة دعم بلادها الكامل لجهود عملية لواندا بقيادة الرئيس الأنغولي جواو مانويل غونسالفيس لورينسو، إلى جانب عملية نيروبي. 

وطالبت رواندا بإنهاء وجودها غير القانوني في الكونغو ووقف دعمها لـ M23، كما دعت الجيش الكونغولي إلى نزع سلاح ميليشيا FDLR والانخراط في حوار شامل مع جميع الأطراف المعنية.

واختتمت أمتسبرغ بيانها بالتأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 30 يوليو 2024 ضمن عملية لواندا، مشددة على أن التزام جميع الأطراف بهذا الاتفاق هو السبيل الوحيد لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية في المنطقة.

يُذكر أن لويز أمتسبرغ زارت شرق الكونغو في يوليو 2024، حيث تفقدت مدينة غوما وعقدت لقاءات مع المنظمات الإنسانية ومسؤولي بعثة MONUSCO لحفظ السلام، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية، بما في ذلك الحاكم السابق لمقاطعة جنوب كيفو.