وصل وفد مكون من عشرة أشخاص من رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) والهلال الأحمر التركي مؤخرًا إلى القاهرة، حيث عقد اجتماعًا تنسيقيًا مع الهلال الأحمر المصري، كما التقى بالسفير صالح موطلو شن.
ووصلت اليوم الأربعاء سفينة المساعدات الإنسانية الأولى "البحر المتوسط" إلى ميناء العريش، ومن المقرر أن تصل سفينة المساعدات الإنسانية الثانية "أمير جوي" إلى ميناء العريش بحلول يوم الأحد، وذلك في إطار جهود المساعدات الإنسانية التركية المستأنفة.
في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا في غزة، نتيجة للجهود المثابرة التي تبذلها مصر وقطر، تقرر مرور ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات عبر غزة يوميًا، وفتح معبر رفح. وفي هذا السياق، عملت تركيا، التي تعد من بين الدول الأوائل التي ترسل مساعدات إنسانية إلى غزة، بالتعاون مع مصر على تسريع جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية عبر مصر.
حيث وصل مؤخرًا إلى القاهرة وفد من هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD)، وهي الوكالة التنسيقية الرئيسية في تركيا في مجال المساعدات الإنسانية، والهلال الأحمر التركي، وعقد اجتماعًا تنسيقيًا في الهلال الأحمر المصري، ثم تحرك الوفد إلى منطقة شمال سيناء.
وأجرى الوفد مشاورات مع السلطات المصرية المحلية بشأن الوضع في معبر رفح وعبور المساعدات الإنسانية.
وفي إطار جهود المساعدات الإنسانية التي تبذلها تركيا، استأنفت شحناتها عبر ميناء العريش الذي كانت تستخدمه سابقًا. وانطلقت سفينة "البحر المتوسط"، التي تحمل 835 طنًا من المساعدات الإنسانية، من ميناء مرسين ووصلت إلى ميناء العريش اليوم 29 يناير.
كان في استقبال السفينة بالميناء سفير الجمهورية التركية بالقاهرة صالح موطلو شن، ومسؤولو الميناء، ونائب مدير إدارة الكوارث والطوارئ، ومسؤولو الهلال الأحمر المصري.
ومن بين 835 طنًا من الحمولة الموجودة على متن السفينة المذكورة، هناك أكثر من 10 آلاف خيمة يحتاجها سكان غزة بشكل عاجل. حيث تم الإبلاغ من قبل الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني عن الحاجة الماسة لهذه الخيام، إذ إن 80% من منازل غزة دمرت خلال أيام الشتاء الباردة، وخاصة منازل النازحين إلى شمال غزة. كما تتضمن الشحنة المذكورة أيضًا مواد مختلفة ضرورية ومفيدة مثل دورات المياه المتنقلة.
وفي تصريحاته عقب استقبال السفينة، أفاد سفير الجمهورية التركية بالقاهرة صالح موطلو شن بأن جهود المساعدات الإنسانية التركية بالتعاون مع مصر مكنت من إرسال مساعدات واسعة النطاق إلى غزة.
وقال من الآن فصاعدًا، سيتم تكثيف إرسال المساعدات بحرًا عبر العريش، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري والسلطات الأخرى. مضيفًا أن منظمات المجتمع المدني التركية على وشك استئناف جهودها لإرسال المساعدات التي وفرتها من القاهرة إلى غزة عبر الشاحنات.
وفي هذا السياق، أعرب السفير شن عن أمله في أن تدخل شاحنات المساعدات إلى غزة بشكل أكثر فعالية بعد فتح معبر رفح البري وفق التنظيم الجديد والإدارة الجديدة في الأيام المقبلة.
وأشار أيضًا إلى أن هناك مرضى جرحى ما زالوا في غزة ينتظرون العلاج وهم بحاجة إليه، وقال إنه مع فتح معبر رفح، سيتمكنون من إرسال بعض المرضى إلى تركيا عبر مصر.
وأكد أنه لا يوجد بديل عن معبر رفح الحدودي فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ومرور الأفراد، موضحًا أن تركيا حتى الآن أرسلت 14 سفينة، من بينها السفينة "البحر المتوسط"، وأن السفينة الخامسة عشر "أمير جوي" ستصل إلى ميناء العريش خلال الأيام المقبلة بحمولة تقترب من 2000 طن.
وفي المستقبل، إذا استمر وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة بهذا الكم، فإن تركيا بالتعاون مع السلطات المصرية ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية عبر ميناء العريش دون انقطاع، قائلاً: "لن نترك أشقائنا المظلومين والمضطهدين في غزة وحدهم".