استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة،  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال لقائهما في قصر الشاطئ، رحب برئيس الوزراء الجورجي متمنيًا للبلاد وشعبها دوام التقدم والازدهار.

وبحث الزعيمان الجورجي والإماراتي سبل تعزيز التعاون بين الإمارات وجورجيا في المجالات الرئيسية، حيث وقعت الإمارات اتفاقية استثمارية بقيمة 6 مليارات دولار لإقامة مشاريع تنموية في جورجيا.

وقد أكد بن زايد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتنمية شراكات قوية مع الدول الأخرى، بما في ذلك في المجالات التي تعزز التنمية المتبادلة.

شهد بن زايد وكوباخيدزه خلال اللقاء توقيع مذكرة تفاهم بشأن الاستثمار لإقامة مشاريع تنموية في جورجيا.

وفي بيان صادر عن الحكومة الجورجية، أكدت أن جورجيا تشهد أكبر استثمار في تاريخها، حيث ستستثمر شركة التطوير "إعمار العقارية" و"إيجل هيلز" 6 مليارات دولار في جورجيا.

كما وقع الصفقة رئيس مجلس إدارة "إيجل هيلز أبوظبي"، محمد العبار، ونائب رئيس الوزراء الأول ووزير الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا، السيد ليفان دافيتاشفيليو، ورئيس حكومة جمهورية أدجاريا المتمتعة بالحكم الذاتي، تورنيكي ريفادزي، بحضور العديد من المسؤولين من كلا البلدين.

وقد أشار رئيس الوزراء الجورجي إلى توقيع مذكرة التفاهم التي تنص على استثمار غير مسبوق في جورجيا بقيمة 6 مليارات دولار، سيتم تنفيذه من قبل شركة ذات خبرة استثنائية في قطاع الاستثمار، وهي مجموعة "إعمار" الشهيرة. 

ويعتبر هذا إنجازًا كبيرًا،  وسيتم تنفيذ مشروع تطوير متعدد الوظائف، وسيشمل تطوير بنية تحتية متعددة الوظائف في تبليسي، عاصمة جورجيا، وكذلك في باتومي وجونيو.

ويساهم هذا المشروع بشكل كبير في تنمية اقتصاد جورجيا وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة، وكل ذلك من شأنه أن يجذب المزيد من المستثمرين إليها، كما ستسهم التطورات في دفع تدفقات كبيرة من السياح.

كشفت شركة "إيجل هيلز" أن هذه الشراكة الاستراتيجية تمثل علامة فارقة في تنمية المنطقة، من خلال إنشاء مشروعين طموحين في تبليسي وباتومي، وإعادة تشكيل هاتين المدينتين إلى وجهات نابضة بالحياة للعيش المستدام والمرافق ذات المستوى العالمي والحيوية الاقتصادية.

وأضافت الشركة أن المشروع سيعمل على توليد الآلاف من الوظائف، ودفع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز قطاع العقارات، وتعزيز السياحة، وجذب تدفق كبير من السياح سنويًا، من خلال دمج المساحات الخضراء الواسعة والممارسات المستدامة. 

وتعمل "إيجل هيلز" على صياغة مجتمعات نابضة بالحياة تحتفي بسحر جورجيا الطبيعي والتراث الثقافي.

ويدخل منتزه كرتسانيسي في تبليسي ضمن المشروع، وسيتم تطويره على ضفة النهر ليمزج بسلاسة بين التطور الحضري وهدوء الطبيعة. يمتد منتزه كرتسانيسي على مساحة 590 هكتارًا، منها 170 هكتارًا مخصصة للحدائق والمساحات الخضراء،  وهو مفهوم متعدد الاستخدامات يتبنى الاستدامة من خلال المساكن الأنيقة، ومساحات البيع بالتجزئة، ومركز صحي وسبا على أحدث طراز، مما يوفر مجتمعًا مزدهرًا حيث تتعايش الطبيعة والحياة العصرية بانسجام.

كما يقع "جونيو مارينا" في باتومي على طول الشواطئ الساحلية المذهلة والشواطئ البكر للبحر الأسود، ويتميز بمشروع تطوير رائع على الواجهة البحرية، يتمركز حول منطقة مارينا عالمية المستوى. 

ويعد مشروع "جونيو مارينا" مذهلاً بمساحة 260 هكتارًا، وسيوفر مساكن تحمل علامات تجارية، وفنادق فاخرة، وحدائق للبيع بالتجزئة، ومساحات مفتوحة واسعة للحدائق، مما يؤكد على الحياة الخضراء. إن الجمع بين المناظر البانورامية وأسلوب حياة المارينا الديناميكي والنهج المبتكر الواعي للبيئة من شأنه أن يضع باتومي كوجهة عالمية رائدة مع تعزيز الجمال الطبيعي للساحل.

وناقش الزعيمان سبل تعزيز التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجورجيا، والتركيز على مجالات رئيسية مثل الاستثمار، والتجارة، والاقتصاد، والزراعة، والطاقة المتجددة، والبيئة، والاستدامة، حيث تشكل هذه القطاعات جزءًا من أولويات التنمية المشتركة بين البلدين.

وفي هذا السياق، أضاف البيان أنه تم التأكيد على الاستثمار الكبير لمجموعة موانئ أبوظبي في مشروع ميناء تبليسي الجاف، الذي سيفتتح رسميًا في عام 2025، وكذلك الانتهاء الناجح للمفاوضات مع "إعمار" المطور الرئيسي. ونتيجة لذلك، سيتم إجراء استثمارات بمليارات الدولارات في جورجيا.

كما تبادلا الزعيمان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة تلك المتعلقة بالتنمية المستدامة.

ومن الجدير بالذكر أن "إيجل هيلز أبوظبي" هي شركة تطوير عقاري لديها مشاريع في العديد من الدول، مثل ألبانيا وكرواتيا والبحرين والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا والمغرب والأردن ولاتفيا وغيرها.

 وتشمل بعض مشاريعها الرئيسية الواجهة البحرية لصربيا وبلغراد، ومدينة "سنتنيري" في نيجيريا، و"مراسي البحرين" في البحرين.

وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لجمهورية جورجيا في العالم العربي، حيث تزيد حصتها عن 63% من إجمالي تجارة جورجيا مع الدول العربية. كما تعد الإمارات سادس أكبر مستثمر عالمي في جورجيا، بحصة تبلغ 5% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى جورجيا. 

وقد تجاوزت الاستثمارات بين البلدين مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2021، ومن المتوقع أن تحفز الاتفاقية الجديدة التدفقات الاستثمارية بين البلدين، خصوصًا في القطاعات ذات الأولوية مثل السياحة والتجزئة والخدمات اللوجستية والتصنيع.