عاد ترامب إلى نقطة الصفر في صفقته القديمة للقرن، والتي كانت تعني شطب القضية الفلسطينية نهائيا من خريطة الشرق الأوسط، بمبادرته تهجير سكان غزة إلى كل من مصر وإسرائيل.
الصحافة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي ومع بدء سريان وقف إطلاق النار، تحدثت عن فكرة أخرى في رأس ترامب بتهجيرهم إلى إندونيسيا أو جزيرة جرينلاند.
الرئيس الأمريكي الجديد القديم محاط بمجموعة من المستشارين اليمينيين المتطرفين الذين يتبنون أفكار اليمين المتطرف الإسرائيلي، ولذلك سارع إيتمار بن جفير وسوموتريتش بتأييد هذا الطرح الذي يعني (تطهيرا عرقيا شاملا لغزة من كتلة سكانية تقارب المليونين).. ولم تكن مصادفة استعمال ترمب مصطلح التطهير في تصريحه: You're talking about a million and half people, and we just clean out that whole thing وعنون موقع Axios تقريره به.
قال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يوم أمس السبت أنه يريد من الأردن ومصر أن يأخذا الفلسطينيين من غزة إلى أراضيهما "مؤقتًا أو طويل الأمد".
منذ بداية الحرب كانت مصر والأردن تقودان معارضة العالم العربي لأي نقل قسري للفلسطينيين من غزة. تحدث ترامب يوم السبت هاتفيا مع العاهل الأردني الملك عبد الله، الذي هنأه على تنصيبه. وقال الديوان الملكي الأردني في بيان إن العاهل الأردني "شدد على الدور المحوري للولايات المتحدة في دفع كافة الأطراف للعمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة". لكن ترامب قال إنهما ناقشا موضوعا مختلفا تماما، ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن، وإمكانية انتقال المزيد من غزة إلى هناك. (قلت له: "أود أن تتولى المزيد"، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وأرى أنه في حالة من الفوضى. إنها فوضى حقيقية).
وأضاف أنه يعتزم التحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد ومطالبته بقبول الفلسطينيين من غزة. وقال ترامب: “أنت تتحدث عن مليون ونصف مليون شخص، ونحن فقط نتخلص من هذا الأمر برمته”. "إنه موقع هدم بالمعنى الحرفي للكلمة. تم هدم كل شيء تقريبًا ويموت الناس هناك، لذا أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع مختلف حيث يمكنهم العيش بسلام من أجل التغيير".
يعلق موقع Axios: أصبح استيعاب اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بعد حرب 1948، وبعضهم شردتهم إسرائيل قسراً، أحد أهم الأحداث في تاريخ المملكة. وفي الوقت نفسه، ترى مصر أن نقل الفلسطينيين من غزة إلى أراضيها يمثل تهديدًا للأمن القومي. في بداية الحرب، عندما طرح نتنياهو هذه الفكرة، رد السيسي أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر.
القلق أن يحول ترامب الفكرة أو المبادرة إلى صفقة تجارية من صفقاته تمولها الدول العربية الغنية بما سيبدو أنه عمل إنساني لإنقاذ كتلة سكان غزة بإعادة توطينهم وبناء مساكن لهم في كل من مصر والأردن، وهو ما سيجر معه لاحقا كتلة سكانية أكبر من الضفة الغربية التي يريد اليمين المتطرف ضمها.
ترامب ينظر إلى إسرائيل بأن مساحتها صغيرة، وهذا يشجعها على التوسع إلى درجة احتلال أراض جديدة من جنوب لبنان تشمل 66 قرية ترفض الإنسحاب منها رغم انقضاء فترة الستين يوما المنصوص عليها في اتفاقية وقف الحرب، إضافة إلى ما قامت اقتطاعه من أراض سورية جديدة عقب إطاحة نظام الأسد.
------------------------------
تعليق : فراج إسماعيل
رئيس تحرير قناة العرب الإخبارية
(نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)