تحتفل غدا الجمعة الروائية منى عبداللطيف بإطلاق "سٍفر العمي"؛ العمل السابع عشر لها، مع رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي رواية تجمع بين عدة ألوان أدبية (التاريخ والديستوبيا والجريمة والفانتازيا)، وتناقش سِفر العمى عدة قضايا إجتماعية كقضية الختان وأثره النفسي والبدني على المرأة خاصة بعد الزواج، وقضية التنمر، والغيرة بين الأخوات، والتفرقة الأسرية في المعاملة ليس فقط بين الذكر والأنثى إنما بين البنات بعضهن البعض كحال ناجية إحدى شخصيات الرواية يتيمة الأب، تزوجت أمها من زوج أختها المتوفاة ليربي ابنتها وتربي أبنته لكنه ظلم ناجية ظلما شديدا لتمتعها بقدر أعلى من جمال ابنته وهي ما لم تختره...
الفترة التي تناولتها الرواية تاريخيا هي فترة العدوان الثلاثي ومقاومة شعب بورسعيد وبسالته، خاصة المرأة التي لعبت دورا هاما في تلك المرحلة من تمريض عن طريق التدرب على يد المتطوعات من الهلال الأحمر أو مقاومة الميدان وهو ما لم يكن معتادا في تلك الفترة إنما التركيز الأكبر كان عما يدور داخل البيوت والنفوس وتأثر العائلات بما جرى ونظام البيوت والعادات في تلك الفترة خاصة بيوت حي العرب الضيقة، التي كانت تنقسم إلى خزنة وفسحة ورواق وكانت رغم ضيقها تسع الأقارب والجيران والأحباء.
تناولت الرواية أيضا مسألة لغز الهرم الأكبر وسر الطاقة الكونية وإجابة سؤال ماذا لو كان الشيطان خازن الدنيا؟ ينتهي أجله بنهايتها فماذا يمكنه أن يفعل ليغير مصير الدنيا وساكنيها وهل سينجح في ذلك؟ مستندة على أسطورة المعركة اليومية بين أبوفيس ورع مع العلم أن أبوفيس هو الشيطان في الميثولوجيا المصرية القديمة.
هناك أيضا رحلة وجودية لطبيب وباحث عن الإيمان وهي رحلة محفوفة بالمخاطر بدأت بالشتات وانتهت باليقين.
أما عن السفاح فهو مريض فصام شخصيته المسيطرة تدعى آدم يقتل النساء الضائعات ويسلخ جلودهن ثم يصنع منها أوراق يسلمها للباحث كي يسطر حكايتهم.
وكعادتها لا تقدم منى عبداللطيف الحلول الجاهزة النهايات السعيدة، إنما تجربة فكرية، وفي سفر العمى بعدما قدمت التاريخ والقضايا الجتماعية ، هناك أيضا جزء خاص بالسفر عبر الزمن عكست الروائية من خلاله بعض عادات المصريين القدماء وقوانين الماعت والتسامح وصدامهم مع واقعنا وخوفهم من ضياع مصر عن طريق أحد الملوك وأسميته ديدوموس.
وتؤكد الروائية منى عبداللطيف أن هناك عدة جوانب وقضايا أخرى سيتم اكتشافها بالقراءة -منعا للحرق- وتضيف إنما يمكنني أن أقول إن هذا ظاهر العمل أما باطنه فهو نفسي بشكل كبير حيث يبرز الجوانب المتناقضة للشخصيات وصراعها الداخلي وهوى النفس وإمكانية السيطرة عليه وكبد الإنسان في رحلته الداخلية وتمزقه بين ذواته المتباينة.
منى عبد اللطيف:
- كاتبة روائية وناقدة وصحافية.
- تشغل منصب نائب رئيس قسم الأدب بجريدة مصر اليوم نيوز.
- حصلت على لقب مستشارة دبلوماسية وقنصلية ومحكمة تجارية دولية عام 2022.
- عضو بمنظمة حقوق الإنسان حتى الاجتياح الصهيوني لغزة.
- أحد أعضاء الأمانة العامة لمنتدى تمكين المرأة والسلام العالمي التابع للرئاسة - سابقا-.
- أدارت العديد من الندوات ولها عدد من الحوارات الصحافية والمقالات النقدية.
- قدمت نقدا لعدة مسلسلات تليفزيونية من خلال برنامج يا مسهرني ولها لقاءات إذاعية وتليفزيونية ناقشت فيهم أعمالها الأدبية وهي:
- رواية سموم (اجتماعية تناقش قضايا التحرش والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال داخل أسرهم وتحولاتهم النفسية وتعاملهم مع المجتمع بعدها).
- رواية اغتصاب (اجتماعية تناقش الاغتصاب بأنواعه النفسي والجسدي واغتصاب الحقوق).
- ثلاثية يودايمونيا وهي عبارة عن ثلاث روايات هم (العنقاء، أسطورة الأساطير، الدينونة) تبدأ الثلاثية من قبل بدء الخلق حتى دينونة ذلك العالم في إطار من الرعب والفانتازيا والديستوبيا والفلسفة.
- سلسلة الظل للجيب وهي سلسلة متصلة عبارة عن أربع نوفيلات هم (أبل باي، المتاهة، بيت الدمى، الأرملة السوداء) تبدأ بعدة جرائم لتنتقل بين العوالم الموازية والرقمية عن طريق مجموعة أبطال يمتلكون قدرات غير عادية ويحكمون العالم بعدما أنقذوه من خلال أهرام سوداء لكن هل استطاعوا فعلا إنقاذ العالم؟ أسرار كثيرة وحكايات ووحوش وتغيرات جذرية تحدث ومازالت لم تنتهي حتى الآن...
- المجموعة القصصية صندوق الدنيا (تندرج تحت مسمى الأدب الغرائبي وتتناول قضايا ومواضيع مختلفة)
- المجموعة القصصية ألم (اجتماعية كل قصة تناقش قضية اجتماعية عن طريق رحلة صاحبها النفسية)
- قصة وكتاب تلوين فرط الرمان للأطفال (فانتازيا)
- قصة مياو (فازت بمسابقة دار أكوان للنشر ونشرت في كتاب مجمع عنوانه مالا تدركه الأبصار)
- كما ترجمت عدة أعمال كتابين لديل كارنيجي( كيف تكسب أصدقاء وتؤثر في الناس، دع القلق وابدأ حياتك) وكتاب لسيجموند فرويد(ما وراء مبدأ اللذة) وهي تراجم كاملة.
- سِفر العمي تتوفر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 صالة 2 جناح B10
