10 - 05 - 2025

سفير عُمان بالقاهرة : اللغة العربية إرث حضاري وبحر لا ينضب من الإبداع

سفير عُمان بالقاهرة : اللغة العربية إرث حضاري وبحر لا ينضب من الإبداع

أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان بمصر، خلال كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، أنها تمثل إرثًا حضاريًا وثقافيًا عميقًا يربط الماضي بالحاضر، مشيدًا بدورها المحوري في تشكيل الهوية الثقافية للعالم العربي.

وقال السفير، في الأمسية التي استضافها صالون "أحمد بن ماجد"، إن اللغة العربية، التي وصفها أديب مصر الكبير عباس العقاد بـ”اللغة الشاعرة”، تظل حية ومتجددة، كما عبّر عنها شاعر النيل حافظ إبراهيم بأنها بحر يخبئ في أحشائه الدرر. 

وأكد أن هذا الاحتفال يأتي للإبحار في بحار هذه اللغة التي أسهمت في تشكيل الفكر الإنساني عبر العصور.

وتحدث السفير عن العراقة الثقافية لسلطنة عمان، مشيرًا إلى أن بلاده كانت من أوائل الدول العربية التي تبنّت العربية كلغة هوية وثقافة. 

وأضاف: “ساهمت سلطنة عمان، منذ العصور الإسلامية المبكرة، في إثراء اللغة العربية، فأنجبت علماءً عظامًا مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي، والمبرد، وابن دريد الأزدي، وغيرهم ممن كان لهم أثر لا يُمحى في تاريخ الإنتاج اللغوي”.

كما أشار إلى أن العمانيين نقلوا العربية إلى إفريقيا عبر تجارتهم البحرية، ما أسهم في نشأة لغات مثل السواحيلية التي تأثرت بالعربية وامتزجت بها.

 وأشاد السفير بقرار مصر إدخال تعليم اللغة السواحيلية في معاهدها عام 2021، معتبرًا ذلك خطوة لتعزيز الجسور الثقافية بين العالم العربي وإفريقيا.

وأعلن السفير تخصيص الاحتفال هذا العام لتكريم أعلام سلطنة عمان الذين خدموا اللغة العربية، وكذلك شخصيات عربية معاصرة قدمت إسهامات بارزة للمكتبة العربية. 

ووجه شكره إلى فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد، وعمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، وغيرهم من الشخصيات المشاركة في الأمسية.

وفي ختام كلمته، شدد السفير العُماني على أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل رسالة حضارية وشارة هوية، مشيرًا إلى أن الاحتفاء بها واجب مستمر يعكس اعتزاز الأمة بماضيها وحاضرها. 

وأعرب عن تطلع لأن تكون العربية دائمًا في مقدمة اللغات التي تخدم الإنسانية وتلهم العالم.

وختم السفير بتقديم الشكر للحضور، معربًا عن أمله في استمرار هذه الجهود لتعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا، متمنيًا للجميع أمسية ممتعة ومثمرة في رحاب لغة الضاد.