استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو في قصر الاتحادية بالقاهرة، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. تأتي هذه الزيارة تتويجًا للروابط التاريخية التي تجمع بين مصر وإندونيسيا والتي تمتد لعقود طويلة.
عُقدت جلسة مباحثات رسمية بين الرئيسين، تناولت سبل دفع التعاون الثنائي في مجالات التجارة، الطاقة، التعليم، الدفاع، والصناعات المتقدمة. وأكد الرئيس السيسي على أهمية العلاقات الاقتصادية مع إندونيسيا، مشيرًا إلى النمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة بعد انعقاد اللجنة المشتركة في يوليو 2024.
كما بحث الطرفان سبل تعزيز الاستثمار المشترك ودعم الشركات الإندونيسية للتوسع في السوق المصري، الذي يمثل بوابة محورية إلى الأسواق الإفريقية. وأشاد الرئيس ويدودو بالنجاح الاقتصادي الذي حققته مصر مؤخرًا، مؤكدًا رغبة بلاده في تعزيز الشراكة الاقتصادية مع القاهرة.
في سياق متصل، أعرب الرئيسان عن أهمية التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف. وتم الاتفاق على تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق في القضايا الأمنية التي تمثل أولوية للبلدين.
أشار الرئيس ويدودو إلى اهتمام بلاده بتطوير التعاون في قطاع التعليم، مثمنًا دور الأزهر الشريف في تقديم المنح الدراسية للطلاب الإندونيسيين. ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي استعداد مصر لدعم الجهود الإندونيسية في نشر قيم الاعتدال والتعايش السلمي.
تناول الرئيسان تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث شدد الرئيس السيسي على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين. كما أكد الجانبان رفضهما التام لانتهاكات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، داعين إلى استئناف المفاوضات بناءً على قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
تطرقت المباحثات إلى الأوضاع الإقليمية في السودان وليبيا ولبنان، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم الحلول السياسية التي تضمن الاستقرار والسلام في هذه الدول. كما شدد الرئيس السيسي على دور مصر المحوري في حل النزاعات بالطرق السلمية وتقديم الدعم الإنساني للدول المتضررة.
في ختام المباحثات، أكد الرئيس السيسي أن زيارة الرئيس ويدودو تأتي في توقيت مهم لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، معربًا عن تطلعه لتحقيق مزيد من التعاون في المستقبل. من جهته، أشاد الرئيس ويدودو بدور مصر الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الشراكة المصرية الإندونيسية تمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين الدول النامية.
