شهد المتحف القومي للحضارة المصرية، اليوم الإثنين، حفلًا بهيجًا بمناسبة مرور عشرة أعوام على إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، بحضور نخبة من سفراء ومسؤولين.
وألقي السفير علي الحفني نيابة عن السفير أحمد والي، رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، كلمته بالترحيب الحار بالحضور قائلاً: ما أجمل أن نلتقي بصديق قديم قادم من مكان بعيد!، مستشهدًا بحكمة كونفوشيوس التي تعكس روح العلاقات المصرية الصينية الممتدة.
وأكد السفير حفني أن الاحتفال في هذا الموقع التاريخي الذي يجسد حضارة مصر العريقة يُعد رمزًا للاحتفاء أيضًا بالحضارة الصينية، حيث أن الحضارتين المصرية والصينية من أقدم الحضارات الإنسانية التي ساهمت في تقديم اختراعات وأفكار رائدة للعالم.
وأشار بفخر إلى معرض الآثار المصرية المقام حاليًا في متحف شانغهاي بالصين، والذي يضم أكثر من 1300 قطعة أثرية، ويستقطب عشرات الآلاف من الزوار يوميًا، مما يعكس قوة الروابط الثقافية بين البلدين.
أوضح السفير أن العلاقات بين مصر والصين شهدت تطورًا ملحوظًا منذ أن كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية في عام 1956.
وأكد أن البلدين يتشاركان رؤى متطابقة حول العديد من القضايا العالمية، ويواصلان تعزيز تعاونهما في مختلف المجالات. ومنذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في عام 2014 تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ، شهدت العلاقات طفرة غير مسبوقة، انعكست في توقيع بروتوكول تنفيذي جديد لعام 2024-2029 لتعميق التعاون الثنائي.
أشاد السفير والي بالصين كدولة نجحت في تحقيق نقلة نوعية، حيث تمكنت من التغلب على تحديات الاستعمار والانقسام الداخلي لتصبح قوة اقتصادية وعلمية عالمية. وأكد أن مبادرات مثل “الحزام والطريق”، “مبادرة التنمية العالمية”، و”مبادرة الأمن العالمي” تمثل مساهمات هامة لتحقيق السلام والتنمية على الصعيد الدولي، وتحظى بدعم مصر الكامل.
تحدث السفير عن الدور البارز لجمعية الصداقة المصرية الصينية في دعم العلاقات بين البلدين، مشيدًا بجهود الجمعية التي تُعد من أقدم وأهم جمعيات الصداقة في مصر.
كما وجه شكرًا خاصًا للسفير الصيني لياو ليتشيانغ وأعضاء السفارة الصينية على دعمهم المستمر، مما أسهم في تحقيق قفزات نوعية في العلاقات الثنائية.
اختتم السفير كلمته بتوجيه تحية خالصة وتهنئة قلبية للرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ بمناسبة هذا الإنجاز، معبرًا عن تمنياته بمزيد من الازدهار لجمهورية الصين الشعبية، ومزيد من التعاون والنمو للعلاقات المصرية الصينية، قائلاً: “من يشرب من ماء النيل، لابد أن يعود إليه كما يقول المصريون.”
ويمثل الاحتفال شهادة على العلاقات الوثيقة بين مصر والصين، ويؤكد التزام البلدين بمواصلة البناء على هذا الإرث المشترك لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لشعبيهما.