انطلقت مساء أمس الجمعة الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي يستمر حتى 17 من ديسمبر الحالي، في منطقة الكهيف بالشارقة. بمشاركة خمسة عروض مسرحيَّة إنتاج دائرة الثقافة بالشارقة ، وشهد الافتتاح حضور الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة.
وافتتحت فاعليات المهرجان بمسرحية «الرداء المخضب بالدماء» وهو من تأليف حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي، والذي جسد بثلاثة فصول جانبًا من سيرة الشاعر العربي« بشر بن عوانة»، مبينًا جسارته، وكبرياءه، وعاطفته، وقوة بيانه، وفصاحة لسانه، وذلك انطلاقًا من الموقف الدرامي خلف طلبه الزواج من ابنة عمه فاطمة، كما تخبر عنه قصيدته المعنونة «لو شهدت ببطن خبت«
وتعبر المسرحيَّة عن شجاعة العربي، وإخلاصه وتفانيه في العمل، وتواقة إلى النصر، وتكشف عن صدق مشاعره التي لا تعرف المستحيل، ولا ترضى بغير الانتصار، التي عبر عنها الشعر «ديوان العرب»، الذي حفظ لنا العديد من قصص البطولة والكبرياء، وطبيعة الحياة في الحضر والصحراء.
وتخلل العرض الذي قدمته فرقة مسرح الشارقة الوطني، وأخرجه محمد العامري، وشارك فيه مجموعة من الممثلين المحليين والعرب، والعشرات من فناني الأداء، والخيالة، وتقنيي الإضاءة والصوت، عروض الأداء والسرد وإلقاء الشعر والاستعراض ومشاركة الخيول والجمال والفنون العربية تجسيداً للإرث الثقافي العربي الأصيل.
وتستمر فعاليات المهرجان مستمرة حتى 17 من ديسمبر حيث سيقدم اليوم السبت المسرحيَّة التونسيَّة «قصر الثرى» من تقديم فرقة فن الضفتين، وفي اليوم الأحد تشارك المملكة الأردنيَّة بمسرحيَّة عنوانها «الديرة» لفرقة رف للفنون الأدائيَّة، بينما في اليوم الرابع يأتي العرض المصري «الزينة» لفرقة ستديو77، إخراج عادل حسان، أما اليوم الأخير يقدم العرض الموريتاني «الحكيم» فرقة إيحاء للفنون الركحيَّة، إخراج عبدالفتاح سلي.
ويتضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان ندوات فكريَّة يومي 14 و15 ديسمبر، وتأتي في هذه الدورة تحت عنوان «المسرح الصحراوي.. التجربة والوعي»، بهدف تسليط الضوء على الأثر الذي أحدثته تجربة المهرجان في المشهد المسرحي العربي، من الناحيتين العمليَّة والنظريَّة.
ومن الجدير بالذكر أن بدأ مسرحية افتتاح المهرجان هذا العام «الرداء المخضّب بالدماء»، هي العمل المسرحي الثالث الذي يقدمه القاسمي للمسرح الصحراوي لدفع وإثراء مسيرة هذا المهرجان. وذلك بعد عرضيه «علياء وعصام»، وعرضت في الدورة الأولى (2015)، ثم «داعش والغبراء» وعرضت في الدورة الثانية (2016).