أكد الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية أهميةِ حمايةِ حقوق الملكية الفكرية كركيزةٍ أساسيةٍ لدعمِ التنمية الاقتصادية المُستدامة في عالمِنا العربي المٌتغير.
وقال: لعل الاحتفالُ باليومِ العربي للملكيةِ الفكريةِ يأتي مواكبًا لدخولِ مصر مرحلةً جديدةً في تاريخ الملكية الفكرية بها، مُتمثلةً في تدشينِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ للملكية الفكرية وكذا إنشاء الجهاز المصري للملكيةِ الفكريةِ.
وأضاف عزمي على هامش الإحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية صباح اليوم الذي أقامه الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية بمشاركة مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار وبرعاية الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية.
حضر اللقاء المستشارة ريم الريموني رئيسة الإتحاد والدكتور أسامة الجوهري مساعد رئيس الوزراء مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والمهندس خالد عباس العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية الجديدة وأسامة البيطار الأمين العام للإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية.
وأوضح أن مرحلةُ جديدةُ واعدةُ، تهدُفُ إلى ترسيخِ احترام حقوقِ الملكية الفكرية بكافةِ أنواعِها وأشكالِها بما يكفُل حمايةَ حقوقِ المبتكرين والمخترعين والمُفكرين والمُبدعين، بما يتسقُ و تاريخها الطويل في ملفِ الملكية الفكرية وبما يعززٌ مكانتَها كدولةٍ رائدةٍ في مُحيطِها العربي والإفريقي، وذلك من خلال بناءِ اقتصادِ قائمٍ على المعرفةِ والابتكارِ.
وأشار الدكتور هشام عزمي إلى أن الاستراتيجيةُ الوطنيةُ للملكيةِ الفكريةِ التي أطلقتها مصُر في سبتمبر 2022 تعد خارطةَ طريقٍ واضحةً المعالم نحو تحقيقِ هذا الهدف. هذه الاستراتيجيةُ الطموحةُ التي تٌهدفُ إلى استغلال الإمكاناتِ الهائلةِ التي تتمتع بها الملكيةٌ الفكريةُ في دفعِ عجلةِ الابتكاِر والإبداعِ، وتحويلِ الأفكارِ إلى واقعٍ ملموسٍ يُساهمُ في دعمِ وتعزيزِ التنمية الاقتصادية.
والأهدافُ الأربعةُ الرئيسةُ للاستراتيجيةِ مُتمثلةً في حوكمةِ البنيةِ المؤسسيةِ للملكية الفكرية، وتهيئةِ البيئةِ التشريعية، وتفعيلِ المردودِ الاقتصادي للملكية الفكرية، وتوعيةِ المجتمع المصري بكافةِ فئاتهِ ، جاءت كلُها بهدفِ خلقِ بيئةِ جاذبةِ للاستثمار وتعزيزِ الابتكارِ والابداع وزيادةِ القدرةِ التنافسية للمنتجات والخِدمات الوطنية وتنويعِ مصادر الدخل القومي.
ونبه عزمي إلى أن الثمرةُ الأولي لهذه الاستراتيجية في إنشاءِ الجهاز المصري للملكيةِ الفكريةِ منذ ثلاثة أشهر خلت، ليصبح الجهةُ المنوطُ بها تنفيذَ هذه الاستراتيجية، حيث يلتزمُ بتقديمِ كافة أشكال الدعم والخدمات اللازمة للمُبدعين والمًبتكرين، وذلك من خلال توفيرِ بيئةٍ مُحفزةٍ للإبداع، وتبسيطِ الإجراءات، وتقديمِ الاستشاراتِ القانونية والفنية.
ولقد شهَدت الاشهرُ الثلاثةُ الماضية مُشاركةً فاعلة من قِبل الجهاز المصري للملكيةِ الفكريةِ في العديدِ من المحافل الدولية، مثل مؤتمر الحزام والطريق رفيع المستوى للملكية الفكرية في بكين، ومؤتمر مجموعة البريكس في موسكو، وكان أخُرها المؤتمر الدبلوماسي لاتفاقية التصاميم بالرياض. وتعكسُ هذه المشاركات حرصَ الجهاز على تفعيلِ دور مصر الدولي في مجال الملكية الفكرية ومواكبةِ التطورات العالمية، وكذا التعاون مع الشركاء الدوليين.
وقال عزمي إننا نُدركُ جيدًا أن هناك تحدياتُ كثيرة تواجهُ حمايةِ الملكية الفكرية في عالمِنا العربي، تحدياتُ تتطلبُ تنسيقَ الجهود وتضافرَالإمكانات وتوحيدَ الرؤى. فضِعفُ الوعي بأهميةِ الملكية الفكرية لدى الجمهور العام، والشركات الصغيرة والمتوسطة ط، ونقصُ الكوادر المؤهلة في مجال الملكية الفكرية.، وضعفُ البنيةِ التحتية اللازمة لحمايةِ الملكية الفكرية في البيئةِ الرقميةِ.
وانتشارُ القرصنة وتقليد المنتجات، هي تحدياتُ حقيقيةُ تواجهنا. كما أن التطوراتِ التكنولوجيةِ المُتسارعة، وليس أقلها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، تطرحُ تحدياتِ جديدةِ تتطلبِ منا إعادة النظر في تشريعاتنا القانونية بالإضافة إلى ذلك، تواجه قطاعاتُ بعينها مثل الصناعات الثقافية والإبداعية تحدياتِ كبيرة في حماية حقوق الملكية الفكرية. ويتطلب الامر للتغلبِ على هذه التحديات، تضافرَ جهود جميع القطاعات في المجتمعات العربية. فالشركات الصغيرة والمتوسطة بحاجةِ إلى دعمٍ أكبر لحماية ابتكاراتِها، والقطاعُ الأكاديمي مطالبٌ بتطويرِ برامجَ تعليمية مُتخصصة في مجالِ الملكية الفكرية.
وثمن رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية الدورَ المحوري للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية في تنسيقِ الجهود العربية في مجالِ الملكيةِ الفكرية، واقتراح آلياتٍ لتعزيز هذا الدور.
واستطرد قائلا :- إننا نجتمعُ اليومَ في لحظةٍ محوريةٍ، حيث يتطورالابتكار التكنولوجي بوتيرةٍ غير مسبوقةِ. فالذكاء الاصطناعي ، الذي كان ذات يوم عالمًا للخيالِ العلمي ، أصبح الآن حقيقةً تعيدُ تشكيلَ الصناعاتِ والاقتصاداتِ والمجتمعات.، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فإنه يتيحُ فرصًا هائلة وتحدياتِ مُعقدة لحمايةِ حقوقِ الملكية الفكرية.
وتُمثل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي تحدياتِ وفرصًا في آنٍ واحد. فمن جهة، تساهم هذه التقنيات في تسريع وتيرة الابتكار وتطوير منتجات وخدمات جديدة. ولكنها في الوقت ذاته، تفتحُ البابَ أمام تحدياتِ جديدة مثل القرصنة الإلكترونية وانتحال الهوية، والقضايا الأخلاقية المرتبطةِ بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أن اعتماد نماذج الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات يطرح تحدياتِ تتعلقُ بخصوصيةِ البيانات وحقوق الملكية الفكرية كثيرة إذن هي التحديات.
بيد أن اللغةَ العربيةَ بصفة خاصة تواجهُ تحدياتً كبيرة في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي. فغالبيةُ البياناتِ المُتاحةِ وخاصةً تلك المُستخدمة في تدريبِ نماذجِ الذكاء الاصطناعي تكون بلغاتٍ أخرى غير العربية .
واختتم هشام عزمي أن هذا المؤتمر يمثل منصةً مثاليةً لتبادلِ الخبراتِ والأفكار، وبناءِ شراكاتِ جديدةِ تُساهم في تعزيزِ التعاونِ العربي في مجالِ الملكية الفكرية. داعيا إلى العمل معًا لتحقيقِ الأهداف المشتركة، بغية جعلِ الملكية الفكرية مًحركًا رئيسًيا للتنمية الاقتصادية في المنطقة العربية.