أعلن محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي اليوم الثلاثاء، نجاح الجهود التي تجريها كافة الجهات المعنية وعلى رأسها رجال القوات البحرية في إنقاذ سائحين أحدهما فنلندي الجنسية والآخر سويسري ضمن المفقودين في حادث غرق مركب مرسى علم.
أشار المحافظ، إلى أن إجمالي من جرى إنقاذهم حتى الآن بلغ 33 شخصًا، فيما جرى انتشال 4 جثث فقط، ليصبح إجمالي عدد من جرى إخراجهم من المياه 37 شخصاً على قيد الحياة، ولا تزال عمليات البحث مستمرة للعثور على 7 آخرين مفقودين.
ووجه اللواء عمرو حنفي بتقديم الرعاية الطبية اللازمة للناجين.
وشهدت مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر حادثًا مأساويًا فجر أمس الاثنين، حيث غرق اللنش السياحي «سي ستوري» أثناء رحلة غطس، مما تسبب في حالة من الصدمة للجميع.
اللنش الذي انطلق من ميناء بورتو غالب يوم الأحد الماضي، كان على متنه 44 راكبًا بينهم 13 مصريًا و31 أجنبيًا من جنسيات متعددة، حتى الآن، تم إنقاذ 33 راكبًا، و 4 جثث بينما تستمر عمليات البحث عن 7 مفقودين آخرين.
وبدأت نيابة البحر الأحمر تحقيقاتها في غرق اللانش السياحي بمرسى علم
واستقبل مركز السيطرة بمحافظة البحر الأحمر إشارة استغاثة من أحد أفراد الطاقم بعد انقلاب المركب في منطقة شعب سطايح شمال مرسى علم، على بعد 46 ميلا بحريا من الشاطئ. كان من المفترض أن تستمر الرحلة حتى الجمعة المقبل، لكنها انتهت بشكل مأساوي بسبب موجة كبيرة ضربت اللنش بشكل مفاجئ، ووفق روايات الناجين، بدأت القوات البحرية مدعومة بطائرة هليكوبتر ووحدة بحرية «الفرقاطة الفاتح»، عمليات الإنقاذ فور تلقي البلاغ. ورغم سوء الأحوال الجوية وصعوبة المنطقة، تمكنت الفرق من إنقاذ عدد من الركاب في منطقة الغدير بوادي الجمال، ونقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.
وقال أحد الناجين، إن الحادث وقع بشكل مفاجئ وصادم، حيث استغرقت عملية انقلاب المركب ما بين 5 و7 دقائق فقط، وهي فترة قصيرة جدًا جعلت من الصعب على الركاب والطاقم التصرف، ووصف أحد أفراد الطاقم المصري اللحظات الأولى قائلًا: كانت الموجة ضخمة بشكل غير طبيعي، لم نرَ شيئًا مثل هذا من قبل، ضربت المركب فجأة، وتسببت في اهتزازه بشكل عنيف قبل أن ينقلب. حاولنا تنبيه الركاب، لكن الوقت كان ضيقًا للغاية.
وتحدث أحد السائحين الأجانب، وهو غواص محترف، عن التجربة قائلًا: «كنت على السطح عندما بدأت الأمور تسوء، شعرت بالمركب يميل بشدة، وحاولت التمسك بشيء ثابت، لكن الانقلاب كان سريعًا جدًا. سمعت صراخًا من داخل الكبائن، لكن لم يتمكن الكثيرون من الخروج بسبب انغلاق الأبواب وامتلاء المكان بالماء».
وأضافت إحدى الناجيات، وهي سائحة بريطانية «كان الظلام حالكًا، والماء يحيط بنا من كل جانب، حاولت السباحة لأعلى لكن التيار كان قويًا جدًا، وكنت أشعر بالاختناق. ما أنقذني كان سترتي العائمة التي أبقتني على السطح حتى جاءت فرق الإنقاذ».
ووفقًا للمعلومات، فإن اللنش «سي ستوري» يمتلكه مواطن مصري، بطول 34 مترًا وعرض 9.5 متر. وتمت المراجعة الفنية الأخيرة له في مارس 2024، وحصل على شهادة صلاحية لمدة عام دون وجود أي عيوب فنية ملحوظة.
وبدأت الجهات المختصة تحقيقًا موسعًا لمعرفة ما إذا كانت هناك أخطاء بشرية أو تقصير في تطبيق معايير السلامة. يتم حاليًا استجواب طاقم المركب لتحليل التفاصيل ومعرفة السبب الرئيسي وراء الحادث. لم تتوقف الجهود منذ وقوع الحادث، حيث تعمل القوات المسلحة والقوات البحرية على تمشيط المنطقة بحثًا عن المفقودين باستخدام طلعات جوية وأعمال مسح بحري مكثفة. وقد تم نقل الناجين إلى فنادق قريبة لتوفير الراحة والدعم النفسي لهم.
من جانبها، قامت وزارة السياحة بتشكيل غرفة عمليات مركزية وأخرى فرعية بمحافظة البحر الأحمر لمتابعة الوضع. كما تم التنسيق مع السفارات والقنصليات لتسهيل الإجراءات الخاصة بالمفقودين والناجين. وأكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن سلامة الركاب هي الأولوية القصوى، مشددًا على أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار الساعة. ووجه شكره لجميع المشاركين في عمليات الإنقاذ، مشيرًا إلى توفير الدعم الطبي والنفسي للناجين، كما أوضح أن عمليات الإنقاذ لاتزال مستمرة بالتعاون مع مركز الإنقاذ البحري وغرفة العمليات بالمحافظة.