26 - 06 - 2025

يحيى القزاز : إيقاف تمويل الأبحاث الميدانية يؤثر على قُدرة الطلاب وأعضاء التدريس في جامعة حلوان

يحيى القزاز : إيقاف تمويل الأبحاث الميدانية يؤثر على قُدرة الطلاب وأعضاء التدريس في جامعة حلوان

في تصريحات خاصة لـ "المشهد"، قال الدكتور يحيى القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، أنه  مستاء من قرار إيقاف تمويل الأبحاث الميدانية وأن هذا القرار سيؤثر بالسلب على قدرة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على إجراء أبحاثهم، حيث يأتي هذا القرار بعد 30 عاماً من الاستقرار في نظام التمويل، مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التغيير ومردوده على البحث العلمي.

وأشار القزاز ، إلى أن التمويل الذي كان يخصص لاستئجار سيارات الدفع الرباعي والمواصلات والإقامة في الميدان قد توقف بشكل مفاجئ، رغم وجود خطة بحثية معتمدة منذ سنوات، ثم تم المطالبة بعمل خطة جديدة لتبرير الصرف، مما يضع علامات استفهام حول إدارة الجامعة.

وأكد القزاز ، أن الخطة البحثية هي خطة خمسية معدة ومعتمدة من القسم والكلية وبناء عليها تم صرف المتطلبات المالية لمدة ثلاثين سنة، متسائلا:  "لماذا بعد ثلاثين سنة من استقرار نظام الصرف يتوقف الصرف عن تمويل الأبحاث الميدانية، والمطالبة بخطة بحثية هي موجودة بالفعل؟، كما أن الصرف استمر حتى العام الدراسى الماضى في وجود رئيس الجامعة الحالي.

وتساءل القزاز عن من الذي اكتشف هذا الجهل فأراد أن يصححه،  وكيف يوافق مجلس الجامعة لمدة 30 سنة على صرف أموال لأبحاث ميدانية بلا مسوغ يجيزه، أليس هذا اتهام لأساتذة الجامعة والإدارة بالجهل العلمى والإدارى؟، مفيدا بأن لم يكن أساتذة الجامعة جهله بقوانين الإدارة ولا بقواعد البحث العلمى، والذى حدث كان صحيحا ويستند على خطة وقواعد، وإن كان خطأ فحاسبوا الإدارة التي صرفت 30 سنة وإنما لا توقفوا البحث العلمى ، أن بعد قرار إيقاف التمويل والمطالبة بعمل خطة مستجدة رغم وجودها سابقا، ان هذا يدينهم ويضعف موقفهم، وإلا ما الذي اضطرهم للصمت والموافقة؟ مؤكدا أن ليس أمامنا سوى رئيس الجامعة لأنه مديرها الأول والمسؤول عن كل شيء، وعن ما يحدث من تعطيل وتأخير صرف استقر ثلاثين عاما، أن  لا علاقة لنا بما يقال عن موقف السيد اللواء أمين جامعة حلوان من إيقاف الصرف بعد تعيينه للتأكد من مطابقته للقانون، موضحا أن هذا حقه الإداري، وإنما السؤال هنا  "لماذا التأخر والتحجج بأعذار مختلفة طيلة 5 أشهر، وبعض طلاب الماجستير والدكتوراه يتوقف منحهم الدرجة على زيارة ميدانية مؤجلة أو ملغية لمقارنة وتصحح النتائج النظرية مع الميدانية، أم نلفق النتائج ليحصل على الدرجة؟".

وعَرَفَ الدكتور القزاز، أن الجيولوجيا هي علوم الأرض المختصة باستكشاف الثروات المعدنية والمياه والبترول والغاز، واختيار أماكن بناء الأنفاق والسدود والأراضى الزراعية والمجتمعات العمرانية، كما أن  الاستكشافات الجيولوجية تتم في مواقع العمل الميداني ومنها الجبل والصحراء والبحار،  وليس في المكاتب، متسائلا: هل استكشف حقل بترول أو معادن بدون مسح جيولوجي وحفر في الصحراء أو البحر، وهل يمكن ان تدرب الجيوش نظريا في المكاتب وعلى شاشات الكمبيوتر أم عمليا في الميادين؟.

وأوضح القزاز ، أن جودة البحث العلمي مقياس تصنيف الجامعات دوليا، وتقدم الدول وقوتها، إن كانت قوة الجيوش تحمى حدود الأوطان وتحافظ على استقلالهم، فهنا أهمية البحث العلمي في توفير للجيوش بالحروب أدوات القوة ومنها مسيرات وصواريخ يتم التحكم فيها عن بعد وغيرها، مفيدا أن الصراع الدولي الحالي هو صراع علمى، والمعارك تتم بتكنولوجيا البحث العلمى المتطورة، مشيرا أن  عصر المعارك "بالشومة" والسلاح الأبيض والمسدسات قد انتهى إلا مع العصابات والمرتزقة للسرقة وتصفية الحسابات.

وأفاد القزاز، أن كل شيء في حياتنا يتوقف على جودة التعليم وتطور البحث العلمى، لا يأتيا من فراغ ولا بمسميات براقة فارغة من مضمونها، ولكن بتخصيص تمويل قادر على النهوض بالتعليم والبحث العلمى، وذلك جاء في إطار الدفاع عن حق طلاب الدراسات العليا، لإنجاز رسائلهم التي لا يستطيعون إنجازها بلا تمويل، ولا يقدرون على المطالبة بتمويل خشية التنكيل بهم، ولإبراء ذمتى من الصمت، فأطلعتكم على الأمر، وقد أديت دوري في حدود إمكانياتي التي لا تتعدى البحث العلمى والإشراف على الرسائل، وتعجز عن التمويل، وأحملكم المسئولية كاملة، وإذا كنتم أنتم أصحاب القرار لستم حريصين على تمويل البحث العلمى للمنافسة على تصنيف جيد بين الجامعات العالمية وتقدم الدولة، فكيف نهتم نحن؟! وإذا كانت مشكلة السيد اللواء أمين جامعة حلوان في عدم رضاه عن نظام استمر ثلاثين عاما، ويريد السيطرة عليه بالتحكم في الصرف المالى،  فلا بأس ولا مانع فنحن  لدينا مستلزمات العمل الميدانى وهى سيارات دفع رباعي، وسيارات تحمل العينات من الحقل للجامعة، ومواصلات السفر ذهابا وإيابا، والإقامة والإعاشة، ومن هنا  نقترح حلا لمشكلة الإيقاف يتلخص في بديلين أولهما  أن تتفق الجامعة ممثلة في السيد اللواء أمين الجامعة مع جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة على الآتى مدفوع الأجر، وهم توفير المواصلات ذهابا وإيابا لموقع العمل في الصحراء مع التأمين، واستئجار سيارات دفع رباعي، وايضا توفير مكان إقامة في خيام في الصحراء.

واستكمل مقترحاته ، في توفير الإعاشة بأبسط الإمكانيات كجنود القوات المسلحة على الجبهة، وأن يقوم أمين الجامعة بالتعاقد مع شركات خاصة لتوفير ما سبق ذكره أعلاه، وهذا  لعدم تعطيل العمل وسرعة الإنجاز كما هو سائد في عموم الدولة.

وفي نهاية تصريحات الدكتور القزاز ، أعرب عن أن الجيوش  تحتاج لتوفير وتأمين ميزانياتها في الحفاظ على كفاءتها وعدم انهيارها، والتعليم والبحث العلمى يحتاجان لتوفير ميزانية تفي بأغراضهم من أجل التطور، وإذا كان الجيش قوة جسم الدولة فالتعليم عقلها المفكر ويستطيع الجسم أن يسير ويدرك بلا ذراع أو بلا ساق أو بلا عين أو كلى أو بهم جميعا، لكن لا يستطيع أن يسير ويدرك بلا عقل.. العقل هو العلم المنظم لحياة وممات البشر.