09 - 05 - 2025

حقيقة ماحدث في امستردام .. تصرفات عنصرية لجمهور مكابي أوقعته في فخ الهولنديين

حقيقة ماحدث في امستردام .. تصرفات عنصرية لجمهور مكابي أوقعته في فخ الهولنديين

شهدت العاصمة الهولندية أمستردام ليلة الجمعة اشتباكات لجماهير نادي مكابي تل أبيب عقب مباراة فريقها أمام أياكس الهولندي وهي المباراة التي فاز أياكس بخماسية نظيفة ضمن منافسات الدوري الأوروبي.

وكان محيط ملعب يوهان كرويف الذي استضاف المباراة ميدانا لاشتباكات بين جماهير الفريق الإسرائيلي ومجموعة من الأشخاص في الخارج، وأظهرت مقاطع فيديو عبر موقع "إكس"، جماهير فريق مكابي تل أبيب، وهم يمزقون الأعلام الفلسطينية المعلقة على نوافذ الأبنية في محيط ملعب المباراة، من ثم بدأت الاشتباكات.

ويقول الإعلام العبري إن "10 جرحى على الأقل وثلاثة مفقودين في الاشتباكات، فضلاً عن محاولات دهس بالسيارات ومطاردات بالسكاكين"، تمت أحداث العنف التي حدثت قبل وعقب مباراة أياكس أمستردام الهولندي مع فريق مكابي في بطولة الدوري الأوربي ليلة الخميس الجمعة في أمستردام. (حيث تلعب الأندية والمنتخبات الاسرائيلية في قارة أوروبا).

وأرسل رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتانياهو طائرتين لإجلاء الإسرائيليين من المدينة الهولندية، بعد أعمال العنف، فقد خرجت المباراة عن إطارها الكروي والرياضي، وتحولت إلى أعمال عنف بخلفيات سياسية تأثراً بالحرب الدائرة في غزة ولبنان.

وأفادت السلطات المحلية أن أعضاء القنصلية الإسرائيلية يبحثون حاليا في المستشفيات عن 3 أشخاص اسرائيليين في عداد المفقودين.

وكتب بعض المغردين العرب ممن تواجدوا في أمستردام أن جمهور مكابي تل أبيب، هو جمهور (أولتراس)، واتضح أن أحد المشجعين يخدم في جيش الاحتلال الاسرائيلي، كما أن الموساد كان يتحرك مع الجماهير الاسرائيلية ترقباً وتوقعاً لأعمال عنف.

وقالت متحدثة باسم الشرطة الهولندية إن 57 شخصا تم اعتقالهم حتى الآن. وتم إرسال شرطة مكافحة الشغب الهولندية للسيطرة على الموقف.

وأعطى الحاخامان الرئيسيان في إسرائيل الإذن لشركة "إل عال" للطيران يوم السبت من أجل تقديم المساعدة لجمهور مكابي

بداية أحداث العنف تمثلت في ترقب المساندين لفلسطين أمام ملعب يوهان كرويف معقل أياكس في أمستردام، لكي يتظاهروا اعتراضاً على زيارة فريق مكابي الاسرائيلي، وطالبتهم الشرطة بالابتعاد كيلو متر على الأقل، وفي الأثناء قام مشجع اسرائيلي بتمزيق العلم الفلسطيني وانزاله من فوق أحد المباني.

وهنا انفجرت شرارة أعمال العنف بعد ذلك من جانب شباب من أصول مغربية وتركية وعربية يعيشون في هولندا، في مواجهة جماهير الفريق الإسرائيلي ممن أتوا من تل أبيب، وبعضهم من الجالية اليهودية الكبيرة التي تعيش في أمستردام، كما يعيش في هولندا نصف مليون مغربي، ونصف مليون تركي، وكذلك الآلاف من أصول عربية، مما جعل المواجهات تتخذ بعداً أكثر عنفاً.

وأكد وزير الخارجية الصهيوني الجديد جدعون ساعر في بيان رسمي أنه يتعامل مع الحادث الذي قال إنه لم ينته بعد، وأن السلطات في أمستردام لم تسيطر على الأمور بعد، وأضاف أنه كان على اتصال مباشر مع السفير الإسرائيلي في هولندا، إلى جانب رئيس الوزراء نتانياهو، كما قام بإنشاء خط ساخن للإسرائيليين واليهود المعرضين للخطر.

وأثناء تغطية إذاعة مونت كارلو الفرنسية ، اتصل بهم شخص شخص فرنسي يدعى سبيستيان وقال: أنا شخص محايد لا اؤيد أي فريق ، لكنني أريد منكم فقط ان تكونوا عادلين في إيصال المعلومات للجمهور.

وأضاف سبيستيان أنتم تتحدثون عما حدث بعد المباراة ، لكن لا أحد يتحدث عن سلوك الاسرائيليين في اليومين الماضيين ، الاسرائيليون وصلوا امستردام يوم الأربعاء والخميس بأعداد كبيرة جدا ولم يتعرضوا لأي مشكلة.

وماحدث هو أن المشجعين الاسرائيليين كانوا يقومون بالاستفزاز ، من خلال الغناء بالموت للعرب ...ويجب ان يقتل الجيش الاسرائيلي هؤلاء العرب الحقيرين ، وسخروا من الأطفال الذين لقوا حتفهم في غزه بالقول لاحاجة للمدارس في غزه ...لأنه لم يبق اطفال، ثم بعد ذلك تجولوا في امستردام ومزقوا العديد من الاعلام واعتدوا بالضرب على عرب في الشارع ، وفي الملعب قاموا بفعل صادم حيث ألقوا صيحات الاستهجان على دقيقة الصمت المخصصة لضحايا الفيضانات في اسبانيا، وكانوا يغنون هؤلاء الاسبان حقيرون، ولا يمكنا إظهار أن ماحدث  للمشجعين الاسرائيليين كان جراء معاداة السامية

وقالت وكالة سما الفلسطينية إن جمهور مكابي تل أبيب الإسرائيلي ، يعتبر واحداً من أكثر الجماهير عنصرية وتعصباً حتى في الملاعب الإسرائيلية ذاتها، وكثيراً ما افتعل المشاكل في الداخل والخارج.

وتبرز عنصرية مشجعي مكابي تل أبيب على وجه الخصوص لدى ملاقاته فرقاً من البلدات العربية في أراضي 48، أو نوادي تعتمد على لاعب عربي أو أكثر. كما أن اللاعبين العرب في صفوفه لم يسلموا من هتافات من قبيل "الموت للعرب". ليس هذا فحسب؛ بل يردد أحياناً هتافات وأناشيد سافرة ودموية، منها ما يحتفي بقتل أطفال غزة. من كلمات إحدى الأغنيات: "دعوا الجيش ينتصر (..).. لماذا في غزة لا يوجد تعليم؟ لأنه لم يبق هناك أولاد".

وتتغاضى حكومة الاحتلال ووسائل الإعلام الإسرائيلية عن كل هذه العنصرية والتحريض الدموي في تغطيتها أحداث أمستردام، مركّزة على مزاعم "معاداة السامية" واستهداف الإسرائيليين، ومحاولة تحويل الجلاد إلى ضحية، مع تهميش إطلاق مشجعين هتافات عنصرية خلال إنزال العلم الفلسطيني عن أحد المباني وتمزيقه قبل الاشتباكات التي أدت إلى إصابة بعضهم. كما تحاول دولة الاحتلال استحضار ما تعرض له اليهود في فترة النازيين وتوظيفها في هذه القضية.

وليست مثل هذه السلوكيات غريبة عن مشجعي مكابي تل أبيب، الذي يدعو أيضاً لاغتصاب مشجّعات الفرق الأخرى حتى تلك الإسرائيلية منها، من خلال ما يعرف باسم "أغنية الاغتصاب" التي يرد في كلماتها مثلاً: "سنأخذ الفتيات اللاتي يحببن التصرّف بصخب، وعندما نغتصبهن، سنصرخ اليوم، الموت هبوعيل (أي هبوعيل تل أبيب النادي المنافس بالمدينة)". لكن الأغنية التي ظهرت في "ديربي تل أبيب" أول مرة، كما يبدو، تستهدف منافسين آخرين أيضاً.  

وفي عام 2017 على سبيل المثال، وجّهت عضوة في الكنيست الإسرائيلي رسالة شديدة اللهجة إلى وزيرة الثقافة والرياضة وقتئذ ميري ريغيف، من أجل العمل على مكافحة الأغنية، واعتبرتها خطيرة. وتشهد كرة القدم الإسرائيلية تصعيداً ملحوظاً منذ سنوات بالعنف الكلامي والجسدي، والأغاني المستوحاة من المحرقة النازية، والهتافات العنصرية وأغاني الكراهية التي تحوّلت إلى مشهد معروف في كرة القدم المحلية، خاصة تجاه العرب.

ولم تكن المشاكل التي افتعلها جمهور النادي الإسرائيلي الأولى له في الخارج. ففي مارس الماضي، على سبيل المثال، سافر مكابي للقاء نادي أولمبياكوس في العاصمة اليونانية أثينا، حيث افتعل جمهوره أعمال شغب. وبحسب مواقع عبرية في حينه، هاجمت مجموعة من المشجعين شاباً عراقياً من أصول فلسطينية على ما يبدو، وانهالوا عليه بالضرب، بزعم تلويحه بالعلم الفلسطيني وشتم دولة الاحتلال.

كما يعرف جمهور الفريق بتعصّبه داخل اسرائيل وليس عنصريته فقط تجاه العرب. وفي ديسمبر 2023، التقى مشجعون من فريق مكابي تل أبيب بآخرين من مكابي حيفا الذي بات عنصرياً ومتعصباً أيضاً، في مطار بن غوريون، عقب مشاركة الفريقين في مباريات في الخارج، واندلع بينهم شجار تخللته اشتباكات عنيفة داخل المطار.

في تلخيص الموسم الكروي 2023/2024، وضع تقرير العنصرية والعنف الإسرائيلي، الذي يشرف عليه برنامج "نركل العنصرية والعنف من الملاعب"، جمهور مكابي تل أبيب في المرتبة الثانية بعد جمهور نادي "بيتار يروشالايم"، ومقره القدس المحتلة. وفي تقرير سابق للجهة نفسها، نشرته أواخر 2022، حول العنصرية والعنف في الملاعب، تربّع جمهور مكابي تل أبيب في المكان الأول على قمة الأكثر سوءاً وعنصرية وعنفاً.