افتتحت لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي القطرية، معرض "معا نكون"، والذي ضم أكثر من 36 عملا فنيا أبدعه الصغار من مرضى مستشفى سرطان الأطفال في مصر.
حضر افتتاح المعرض عدد من مسؤولي متاحف قطر، و عمرو كمال الدين الشربيني سفير مصر لدي الدوحة، وعدد من المهتمين.
ويسلط المعرض الذي يستمر حتى 7 نوفمبر الجاري، الضوء على دور الفن في دعم الصحة النفسية والجسدية، وإبراز الروابط الثقافية العميقة بين قطر ومصر.
اشتمل المعرض على مجموعة ملهمة من اللوحات والرسومات التي تعكس إبداع وقوة الأطفال الذين يخضعون لعلاج السرطان، وتروي كل قطعة فنية حكاية خاصة مليئة بالأمل والشجاعة والخيال الخصب.
وقالت لولوة الخاطر إن المعرض يأتي تجسيدًا لروح الأخوة العربية وقدرة الإنسان على الصمود وتجاوز الصعاب من خلال الفن والإبداع ، تشرفنا في دولة قطر حيث تم استضافة فناني مصر وفلسطين الصغار عمرا والكبار صمودا وإبداعا من خلال معرض "معا نكون".
وأضافت أن مستشفى سرطان الأطفال 57357 في مصر، يقوم بجهود رائعة ومتميزة في علاج ودعم رحلة التعافي للآلاف من أبنائنا في مصر ومنهم فنانو معرض "معا نكون" كما أنهم يحتضنون عددا من أبناء غزة حفظهم الله جميعا.
وقالت الخاطر إنه التقت خلال زيارتها في العام الماضي لتفقد الأشقاء الفلسطينيين بكوكبة رائعة من أطباء مصر ومن المتطوعين إلا أن أكثر ما استوقفها هو برنامج العلاج بالفن الذي تقوم عليه السيدة الفاضلة والإنسانة الرائعة أماني رجائي .
وأوضحت أنها اتفقت أن نقيم معرضا في الدوحة وقد كان، برغم كل الصعاب التي يمر بها فنانونا الرائعون.
وأعربت عن شكرها للشيخة المياسة بنت حمد، على دعمها الدائم للفن الذي يكون في خدمة الإنسان والقضايا النبيلة والسفير عمرو الشربيني على دعمه وكلمته الافتتاحية التي جسدت عمق العلاقات بين البلدين، معربة عن شكرها لمنحف الفن الإسلامي ممثلا في شيخة النصر والأستاذ الفاضل سالم الأسود وجميع زملائي في وزارة الخارجية.
وخلال حفل الافتتاح، قال إبراهيم بن سلطان الهاشمي مدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الخارجية: "لقد اختار الفنانون الذين نحتفي بهم اليوم الطريق الأسمى، أن يكون فنهم تعبيرا عن رحلة التعافي والاستشفاء، وتعبيرا عن مقاومة المصاعب، وتأكيدا على جوهر إنسانيتنا، فهم بذلك خاطبوا فينا ما نحن بأمس الحاجة إليه عبر 36 قطعة فنية صنعتها أيديهم، وهو الإلهام والأمل والتطلع إلى المستقبل المشرق".
وأضاف: "وفي معرض حديثنا عن المعاني الكبرى، نستذكر الصمود الأسطوري لأهلنا في غزة الذين يواجهون المحاولات الممنهجة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فلا أسمى من أن يدافع الإنسان عن وجوده وعقيدته وأرضه في وجه الاحتلال الغاصب، وأن تكون رسالته في وجه آلة التدمير الهمجية هي الثبات والمقاومة" منوها باعتزازه بمشاركة بعض المتعافين من غزة في المعرض من الذين قاوموا الاحتلال بفنهم وإبداعهم.
وأعرب مدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الخارجية عن شكره للقائمين على مستشفى 57357 على الجهود الاستثنائية التي يقومون بها لربط الفن بالتعافي وتمكين المتعافين من إقامة مثل هذا المعرض. وكذلك عبر عن شكره لمتحف قطر الإسلامي على احتضان المعرض.
من جهتها، أعربت شيخة ناصر النصر مدير متحف الفن الإسلامي عن سعادتها باحتضان متحف الفن الإسلامي لهذا المعرض الذي يحتفي بمبدعين لديهم الإرادة والعزيمة.
وقامت بإهداء الحضور مجموعة من كتب حكايات من غزة، موضحة أن هذه المجموعة عبارة عن مبادرة نظمها متحف الفن الإسلامي لفائدة الأطفال والشباب القادمين من غزة إلى دولة قطر لسرد قصصهم الواقعية التي تجسد روح المقاومة والتحدي الناتجة من معاناة أطفال وشباب شهدوا لحظات مؤلمة لكن بعيون وأنامل تفيض بالأمل والإصرار على الحياة.
وفي كلمته، أعرب عمرو كمال الدين الشربيني سفير مصر العربية لدى الدوحة ، عن شكره للقائمين على تنظيم معرض "معا نكون" في متحف الفن الإسلامي بالتعاون مع وزارة الخارجية، مؤكدا أن المعرض يجسد محورا هاما للتعاون بين مصر وقطر في أبعاده الإنسانية والفنية عبر بناء جسور من التواصل والتعاون المشترك.
وقال السفير، إن الفن هو أرقى أنواع التعبير الإنساني ويخاطب الجميع وهو الأقرب لكل الناس"، منوها بأن لوحات هذا المعرض من إبداع أنامل أطفال مصر تعبر عن ذلك وتعكس موهبة حقيقية وثقة في الأجيال القادمة في قدرتها على العمل والعطاء رغم كل الصعاب.
وثمن قوة العلاقات المصرية القطرية وارتباطهما بأواصر تاريخية من الأخوة وعلاقات متأصلة من التعاون المشترك وتعزيز التضامن العربي، وتشهد وتيرة هذه العلاقات تطورات جارية لتعزيز التعاون الثنائي بما يخدم تطلعات الدولتين والشعبين ويعزز من جهود الدفاع عن قضايا أمتنا العربية.
وأضاف أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وقطر تكتسب أهميتها في إطار المساعي الرامية للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف القضايا تحت مظلة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وهو ما يجعل من التطور الذي تشهده علاقات البلدين بمثابة دفعة مهمة وحيوية لحل الأزمات في المنطقة والعالم".
بدوره، قال سالم الأسود المري نائب مدير متحف الفن الإسلامي للتعليم وتوعية المجتمع: "إننا سعداء في متحف الفن الإسلامي باستضافة هذا المعرض الذي يشارك فيه 15 طفلا من مستشفى سرطان الأطفال في مصر لعرض أعمالهم الفنية التي تعبر عن أحلامهم وآمالهم، وتجسد شجاعتهم وإرادتهم في مواجهة التحديات". وأضاف: "إن كل عمل فني يعكس الانتصارات والتحديات التي واجهها كل طفل خلال رحلته العلاجية ما يعبر عن قوتهم وشجاعتهم، ويؤكد أننا معا نستطيع أن نحول الألم إلى أمل من خلال رحلة الإبداع والعطاء".
وفي السياق ذاته، أعرب شريف حسين نائب المدير التنفيذي في جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان بمصر، عن شكره لوزارة الخارجية القطرية ومتاحف قطر على استضافة هؤلاء المبدعين ورسم البسمة على وجوههم.
وفي الإطار ذاته، عقد متحف الفن الإسلامي ورشات عمل وأنشطة تفاعلية للأطفال الزائرين تمحورت حول الاستشفاء بالفن والتعبير الإبداعي، ووفرت بيئة داعمة استكشف من خلالها الأطفال مهاراتهم الفنية، ما ساعدهم على التعبير عن تجاربهم ومشاعرهم بأساليب إبداعية.
وقد امتد البرنامج على مدار أسبوع، وشمل ورشات عمل مختلفة وجولات في مواقع حول الدوحة.
ويدعو معرض "معا نكون" الجمهور من محبي الفن والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومختلف فئات المجتمع، للتفاعل مع القصص التي ترويها الأعمال الفنية والاحتفاء بصمود الروح الإنسانية. مع التأكيد على دور الفن في الاستشفاء وبناء الروابط بين الثقافات.