واقع مرير يعيشه المواطنون المترددون على عيادات التأمين الصحي فى محافظة قنا، تجولت " المشهد " داخل بعض العيادات ورصدت وقائع غريبة ومريرة بالفعل تستحق الحساب والعقاب ولكن ولكون محافظة قنا قد خرجت عن سيستم الحساب الحكومى بصفة عامة، فقد تمادى المخطئ وتعالى فى التعامل وبات يظن نفسه فى مأمن من مكر المسؤول الذى لا يأتي ابدا.
امام احدى العيادات التابعة للتأمين الصحى والتى تقع بمنتصف مدينة قنا وعلى بعد خطوات من إحدى المدرس الخاصة هناك رصدنا تعاملا مع مسن على المعاش اقل ما يقال عنه انه بالفعل غير آدمى، انتهى بطرد الامن الخاص بالعيادة المسن الى الشارع وسط دهشة المارة، والغريب ان السبب كما يقول المسن انه سأل عن سبب تأخر الطبيب المعالج وانه كان ينتظر منذ الصباح، ولكونه عاد وكرر السؤال اكثر من مره فاستوجب الطرد والإهانة.
ويبدو أن هناك تعليمات بأن يمكث مديرو العيادات فى مكاتبهم، حيث يمكنك للمواطن المسن المتردد على هذه العيادات أن يحظى بمقابلة أي مسؤول باستثناء مديرة العيادة والتى غالبا ما تكون سيدة، فقط تقوم كل مديرة عيادة بغلق مكتبها عبر مقعد خشبى كبير وبعدها تضع على مكتبها من الخارج موظفا غالبا ما يكون مفتول العضلات يخبرك بجملة واحدة وبكل عنف وصوت غليظ "انت معاك إيه، قولى بس، بص أصل المديرة معاها تليفون مهم وبعده اجتماع وبعده يمكن تفكر تروح بدري"
حقيقة الامر هناك عيادات تأمين صحى فى الشمال تحديدا، الطبيب يذهب فى الخامسة عصرا ونظام الحجز الإليكتروني للتأمين الصحى يخبر الحاجز أن موعده صباحا، ويذهب هذا المسن او المرأة الارملة منذ العاشرة صباحا وتظل تنتظر الطبيب حتى الخامسة إن حضر من الأساس، وسط اجواء تكون صيفا قاتلة فى الصعيد بمعنى الكلمة، وبعد ان يحضر يتعامل بشكل يستحق المحاسبة وغالبا ما يتم تحويل المريض لعيادات العاصمة وينتهى دوره عند هذا.
ملف التأمين الصحى فى محافظة قنا ذو شجون وأجهزة المحافظة لا تعلم عنه شيئا، والكل ينتظر تدخلا عاجلا من أجهزة الدولة.