نظمت سفارة تركيا بمصر حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ101 لإعلان الجمهورية التركية.
وقد شهد الحفل حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيد خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والأمير عباس حلمي، والأمير محمد علي، بالإضافة إلى عدد من السفراء والمسؤولين المصريين وأصدقاء الإعلاميين.
بدأ السفير كلمته بالترحيب بالحضور قائلاً: "أرحب بكم وبتكريمكم في حفل الاستقبال الذي ننظمه بمناسبة الذكرى الـ 101 لإعلان الجمهورية التركية".
وأوضح أن الجمهورية التركية الشابة، التي يبلغ عمرها 101 عام، تملك تاريخًا عميقًا يعود لأكثر من ألف عام في الأناضول، مستشهدًا بتقاليد الدولة التي تغذيها هذه الجذور التاريخية.
وأشار إلى أن المؤسسين، وخاصة الغازي مصطفى كمال أتاتورك، كانوا قد اتخذوا قرار إعلان الجمهورية رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها الأمة جراء الحرب العالمية الأولى وحرب الاستقلال. وذكر أن في الذكرى العاشرة للجمهورية عام 1933، تم إغلاق دفاتر الماضي، حيث تم بناء إدارة جديدة تهدف إلى التنمية والسلام والتقدم.
التحديات والإنجازات:
في سياق حديثه، ذكر السفير أن تركيا، اليوم، تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، أصبحت واحدة من الدول العشر الرائدة عالميًا في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة والدفاع. ومع ذلك، لم يخف التحديات التي تواجهها تركيا على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأكد أن مبدأ "السلام في الوطن، السلام في العالم"، الذي حدده أتاتورك، يظل أساسًا لسياسات تركيا الخارجية.
كما أشار إلى أن تركيا تبذل قصارى جهدها في محاربة المنظمات الإرهابية، مثل منظمة غولن وحزب العمال الكردستاني وداعش، للحفاظ على وحدة الدولة وسلامتها.
القضية الفلسطينية:
أكد السفير أن منطقة الشرق الأوسط تواجه عدم استقرار، مشددًا على ضرورة إنهاء احتلال فلسطين لتحقيق الأمن والسلام.
ولفت إلى أن حقوق الفلسطينيين تنتهك يوميًا، معربًا عن قلقه إزاء الأعداد المتزايدة من الضحايا الفلسطينيين.
وطرح تساؤلات حول كم من الأرواح يجب أن تُفقد لوضع حد لهذه المأساة، مؤكدًا على أهمية تحقيق عالم أكثر عدالة من خلال حل القضية الفلسطينية.
العلاقات التركية المصرية:
تطرق السفير إلى علاقات تركيا مع مصر، مشيدًا بخطوات التعاون الاستراتيجي التي بدأت مع زيارات رفيعة المستوى من الجانبين، مشيرًا إلي الاحتفال بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سيكون بأنشطة مختلفة في المجالات الثقافية والفنية والأكاديمية والعلمية.
وأشار إلى توقيع 17 اتفاقية تعاون خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، والتي تغطي مجالات متعددة، بما في ذلك الصحة والعلوم الطبية.
كما أعرب عن تقديره للجهود التي بذلها السيد خالد عبد الغفار في إطار المساعدات لغزة وتوقيع اتفاقية التعاون.
وأكد على أهمية العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر، مشيرًا إلى وجود فرص كبيرة للتوسع في التجارة والاستثمار، وهدفهم هو تحقيق رقم قياسي يتجاوز 9 مليارات دولار في التجارة الثنائية.
وقال: لا يوجد مانع لعدم الوصول إلى 15 مليار دولار في 5 سنوات، و20 مليار دولار في 10 سنوات، و50 مليار دولار في 50 عاما
وأضاف ، يواصل المستثمرون الأتراك في مصر أعمالهم بنجاح، مما يساهم في دعم الاقتصادين التركي والمصري.
وقال السفير شن إنه قد تكون هناك زيارات رفيعة المستوى من تركيا إلى مصر قريبًا.
وأشار إلي أنه قبل حوالي أسبوع، التقى وزير المالية المصري أحمد كوجوك مع مستثمرين أتراك في إسطنبول. وأضاف أن وزير التجارة والاستثمار سيتوجه إلى إسطنبول لحضور اجتماع التعاون الاقتصادي لمنظمة التعاون الإسلامي في بداية نوفمبر وسيلتقي أيضًا بالمستثمرين الأتراك.
التعاون الثقافي والسياحي:
نوه السفير إلى أهمية التعاون في مجالات السياحة والثقافة، مشيرًا إلى خطط لجلب نجوم المسلسلات التركية الشهيرة إلى مصر، وأن هناك العديد من الأنشطة الثقافية والفنية المخطط لها في عام 2025 للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال: نحن نخطط لتنظيم العديد من الأنشطة التي من شأنها إحياء ذكرى علاقاتنا الحديثة وتاريخنا المشترك، والتي ستلهمنا لجعل علاقاتنا المستقبلية أقوى وأوثق.
وفي هذا السياق، قال، إن سفارة الجمهورية التركية في القاهرة ستستضيف العديد من الأنشطة الفنية والثقافية والعلمية في عام 2025، مستذكرًا الأنشطة مع الممثلين الذين لهم أدوار في مسلسلات تركية، وبعضهم يحظى بشعبية كبيرة في مصر، وجاءوا إلى القاهرة منذ يومين في إشارة الممثلان التركيان بوراك دينيز ونسليهان أتاغول، والذي تحدث معهم أيضًا، قائلا: نرغب في جلب نجوم هذه المسلسلات التلفزيونية التركية الشهيرة إلى مصر في عام 2025، مشيرًا إلي أن هناك العديد من الأصدقاء المصريين الذين سيشاركون في هذه المهمة.
ختام الحفل:
في ختام كلمته، قدم السفير تحياته وتقديره لذكرى الشهداء وقدماء المحاربين الذين أسسوا الجمهورية، وخاصة الغازي مصطفى كمال أتاتورك، والذين استشهدوا وسفكوا دماءهم في سبيل هذه القضية منهم إخواننا الذين استشهدوا في الهجوم الإرهابي على شركة توساش للصناعات الجوية والدفاعية ، معربًا عن شكره لكل الحضور لمشاركتهم في الحفل.
بهذا، أعاد السفير تأكيد أهمية العلاقات التركية المصرية وضرورة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وتعود العلاقات المشتركة بين الأتراك والمصريين إلى أكثر من 1000 عام.
تأسست العلاقات الدبلوماسية الحديثة عام 1925، بعد عودة تركيا إلى مسرح التاريخ كجمهورية ومصر كمملكة مستقلة.