"أكبر هدية ممكن أن يقدمها الاحتلال لي .. هي أن يغتالني" هكذا قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار قبل نجاح المحتل في اغتياله صباح اليوم.
وتوالى ظهور بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال ويوآف جالانت وزير الحرب لإعلان الخبر والتعليق عليه بعد أن قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه في ختام عملية مطاردة استغرقت عاما كاملا قضت قوات من جيش (الاحتلال) في جنوب قطاع غزة على يحيى السنوار زعيم حركة حماس.
وقال جيش الاحتلال إن "السنوار كان قد دبر وخطط وأشرف على تنفيذ أحداث السابع من أكتوبر 2023. وقاد منظمة حماس وروّج لأيديولوجيتها قبل الحرب وخلالها. كما كان مسؤولًا عن قتل واختطاف الكثير من الإسرائيليين".
ويحاول جيش الاحتلال في بيانه تدمير المشهد الأسطوري لرحيل السنوار بالقول: "لقد تم القضاء على السنوار بعد سنة اختبأ فيها في قلب السكان المدنيين في المخابئ فوق وتحت الأرض وفي أنفاق حماس في قطاع غزة. لقد نفذ جيش الدفاع والشاباك عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيي السنوار مما أسفر أخيرًا في القضاء عليه". رغم أنه كان في ميدان القتال يقاتل ببأس شأنه شأن رفاقه المقاومين.
وتابع جيش الاحتلال: "على مدار الأسابيع الأخيرة تعمل قوات الجيش والشاباك بقيادة المنطقة الجنوبية العسكرية وفرقة غزة في منطقة جنوب قطاع غزة بناء على معلومات استخبارية لجهاز الشاباك وهيئة الاستخبارات التي أشارت إلى مناطق مشبوهة قد يتواجد في داخلها قادة حماس. قوة من لواء 828 عملت في المنطقة رصدت وقتلت ثلاثة. وبعد استكمال عملية تشخيص الجثة يمكن التأكيد أن (الشهيد) يحيى السنوار قد قتل".
فيما وجه وزير خارجية الاحتلال برسالة إلى العالم أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار اغتيل. كما قال إن اغتيال السنوار يخلق إمكانية الإفراج الفوري عن المحتجزين، وفقا لتعبيره.
وأظهر تقرير للشرطة الإسرائيلية تطابقا لأسنان الجثة مع المعلومات الطبية للسنوار، غير أن التقرير حمل تاريخ 23 سبتمبر الماضي كتاريخ لتقديم طلب الفحص
وقبل إعلان جيش الاحتلال أعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي أنه تم قتل السنوار وقالت مصادر حماس لرويترز إن المؤشرات تشير إلى مقتل السنوار في عملية إسرائيلية بغزة.
وقالت صحيفة يديعوت احرانوت إنه عُثر على كميات كبيرة من العملة الإسرائيلية وأوراق هوية مع جثة يحيى السنوار وجثث أخرى حوله.
وتولى السنوار، الذي كان زعيم حماس في غزة لسنوات، السيطرة على المكتب السياسي للجماعة في أغسطس بعد أن اغتالت إسرائيل الزعيم السابق، الشهيد إسماعيل هنية، في الشهر السابق.
وقالت CNN إن السنوار هو الشخصية الأكثر أهمية في حماس والتي كانت لا تزال طليقة، وتعتبره إسرائيل "العقل المدبر" لهجمات السابع أكتوبر التي زلزلت الاحتلال.
ولم يُشاهد السنوار في الأماكن العامة منذ هجمات حماس وادعت السلطات الإسرائيلية أنه كان مختبئًا في شبكة واسعة من الأنفاق التي تشق طريقها تحت غزة ، غير أن مشهدية رحيله بهذه الطريقة تنسف كل مزاعم الاحتلال عن شخصه.