10 - 06 - 2025

مصر والأردن تدعوان لوقف العدوان الإسرائيلي وتؤكدان توافق الرؤى حول التصعيد الإقليمي

مصر والأردن تدعوان لوقف العدوان الإسرائيلي وتؤكدان توافق الرؤى حول التصعيد الإقليمي

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن المحادثات مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، تناولت العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعكست توافقاً كاملاً في الرؤى حول سبل التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك الحرب الدائرة على قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الضفة الغربية، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان وما ترتب عليه من تصعيد خطير.

وأشار عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني، إلى أن زيارة الصفدي إلى القاهرة تأتي في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم العربي، مما يتطلب تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين لمواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول سياسية وأمنية للأزمات التي تتفاقم في المنطقة.

وتطرق عبد العاطي إلى أن المحادثات كانت فرصة لتأكيد قوة العلاقات الثنائية التي تربط مصر والأردن، سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني.

 وشدد على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال اللجنة العليا المشتركة، التي عُقدت في القاهرة في مايو 2024.

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أوضح عبد العاطي أن مصر والأردن تعملان بشكل مكثف على التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة، والتي قد تكون لها تداعيات كارثية غير مسبوقة. 

وأكد تضامن البلدين مع لبنان في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سيادة أراضيه، والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا.

وأضاف عبد العاطي أن المحادثات أكدت ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فوراً، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل، ودون انتقائية. 

كما تناولت ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية وتعزيزها، مع التأكيد على أهمية وجود قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة ودورها في تحقيق الاستقرار.

كما تناولت المباحثات الوضع في غزة، حيث أكد عبد العاطي أن مصر والأردن تبذلان جهوداً حثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع ووقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية. 

كما شدد على أهمية حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته، وعدم الاكتفاء بالإدانة دون اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدماء المستمر.

وشدد الوزير على رفض السياسات الإسرائيلية التي تستهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح من أراضيهم، مؤكداً أن هذا يعد خطاً أحمر لكل من مصر والأردن. 

كما تطرقت المحادثات إلى خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة، بعد عام من العدوان الإسرائيلي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وأدى إلى تشريد الملايين وتدمير البنى التحتية في القطاع.

وفي سياق آخر، أدان عبد العاطي الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، والتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، والذي أعاق وصول المساعدات الإنسانية وأدى إلى تفاقم المعاناة في القطاع. 

وأكد أن مصر والأردن تدينان هذه الانتهاكات، وتطالبان بوقف كافة الأعمال العدوانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس.

كما تطرق عبد العاطي إلى دعم مصر الكامل للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشيداً بالدور الأردني في حماية الهوية العربية للمدينة المقدسة. 

وأكد أن المحادثات شددت على ضرورة التمسك بالترتيبات القانونية والتاريخية القائمة في القدس، ورفض سياسة اقتحام الحرم الشريف والمسجد الأقصى.

و أكد عبد العاطي أن مصر تدعم الجهود المستمرة لإيجاد حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية، يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 كما أكد أن استمرار الجهود الدبلوماسية مع الأردن والدول العربية الأخرى سيكون ضرورياً لتحقيق هذا الهدف.

ورداً على سؤال حول الجهود الدبلوماسية المكثفة التي يبذلها الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، لاحتواء التصعيد الإقليمي، وتقييمه لتحركات المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في غزة ولبنان، أكد عبد العاطي أن مصر والأردن يعملان بقوة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على كلا البلدين.

وأوضح عبد العاطي أنه قام في الفترة الماضية بإجراء سلسلة من الاتصالات المكثفة مع عدد من وزراء الخارجية والمسؤولين الدوليين، بمن فيهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وإيران وبريطانيا، وكذلك المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان وعدد من المسؤولين اللبنانيين. 

وقد كانت هذه الاتصالات تركز على وقف العدوان الإسرائيلي بأسرع وقت ممكن، مع الحفاظ على سيادة لبنان.

 وأشار إلى أن هناك أربعة محاور رئيسية كانت محور هذه المحادثات، أولها هو وقف العدوان الإسرائيلي، ثم دعم مؤسسات الدولة اللبنانية لتقوم بمسؤولياتها، والحفاظ على الجيش اللبناني، والتعامل مع أزمة الشغور الرئاسي من خلال انتخاب رئيس يحظى بتوافق بين جميع الطوائف اللبنانية. 

وأعرب عن القلق الشديد إزاء الكارثة الإنسانية الناجمة عن النزوح الجماعي لأكثر من 1.2 مليون لبناني بسبب العدوان.

وأكد عبد العاطي أن مصر تعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي لمواجهة الأزمة، مشيراً إلى أن مصر كانت أول دولة تُسير طائرة مساعدات إغاثية كجزء من جسر جوي مستمر لتقديم الدعم، خاصة في مجالات الإيواء.

 وأضاف أن التنسيق جارٍ مع المملكة الأردنية لحشد المزيد من المساعدات والدعم، مع التفكير في عقد مؤتمر دولي خلال الشهر الجاري لبحث الأبعاد الإنسانية لهذه الأزمة.

وانتقد عبد العاطي إسرائيل بشكل مباشر، واصفاً إياها بالدولة التي تتجاوز القانون الدولي وتنتهك بشكل صارخ قواعد القانون الدولي الإنساني. 

وأكد أنه طلب من الأطراف الدولية، وخصوصاً الولايات المتحدة، التدخل للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذا العدوان.

وأشار عبد العاطي إلى أن هناك استعداداً لبنانياً واضحاً لتنفيذ القرار 1701 فوراً، وهو تطور بالغ الأهمية يجب دعمه وتفعيله، بالإضافة إلى تمكين الجيش اللبناني من القيام بمهامه على أكمل وجه. 

وقد نقل هذا الموقف اللبناني إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والمبعوث الفرنسي، وكذلك وزير الخارجية الإيراني، داعياً إلى ضرورة استغلال هذا التطور الإيجابي في سبيل تحقيق الاستقرار.

وفي ختام حديثه، أشار عبد العاطي إلى أن الجهود الدبلوماسية ستستمر بهدف تكثيف العمل العربي لوقف العنف وسفك الدماء في لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، مؤكداً أن الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف تبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي، بالتوازي مع حل أزمة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للبنان.