10 - 06 - 2025

وزير الخارجية الأردني: لن نسمح بأن تكون بلادنا ساحة حرب لإيران أو إسرائيل

وزير الخارجية الأردني: لن نسمح بأن تكون بلادنا ساحة حرب لإيران أو إسرائيل

أكد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أن المنطقة تواجه خطرًا حقيقيًا بالانزلاق نحو حرب إقليمية، في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية ولبنان، بالإضافة إلى رفض إسرائيل المتواصل للجهود الدولية الرامية لوقف العنف. 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الصفدي مع نظيره المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، حيث شدد الوزيران على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة.

أوضح الصفدي أنه يتطلع للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الأربعاء، حيث سيقوم بتسليمه رسالة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. 

وأعرب الصفدي عن شكره العميق للدكتور بدر عبد العاطي على حفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أن هذه المباحثات تأتي ضمن إطار التنسيق المنهجي والمؤسساتي بين البلدين، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي والملك عبد الله، بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المشتركة.

وأكد الصفدي أن العلاقات بين مصر والأردن تستند إلى أسس راسخة تاريخيًا وأخويًا، وتتمتع بتجذر عميق في مختلف المجالات. 

وأضاف أن البلدين يسيران على طريق واضح نحو تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين، مشيرًا إلى أن مواقف البلدين متطابقة حيال القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لا تزال تمثل جوهر النزاع في الشرق الأوسط.

وتابع الصفدي قائلاً إن مصر والأردن يتشاركان ذات "الخطوط الحمراء" تجاه القضايا الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض العدوان الإسرائيلي المستمر.

 وأضاف أن مواقف مصر واضحة وثابتة في دعم المواقف الأردنية فيما يخص ما يحدث في الضفة الغربية والقدس المحتلة، مثمنًا الدور الذي تلعبه القاهرة في هذا السياق.

وحذر الصفدي من أن المنطقة تجد نفسها أمام تصعيد إقليمي خطير، مشيرًا إلى أن مصر والأردن سبق وحذرتا من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة سيدفع المنطقة إلى تصعيد لن يسلم منه أحد.

 وأضاف أن ما نشهده الآن هو تصعيد جديد من قبل إسرائيل في الضفة الغربية، والذي يهدد الوجود الفلسطيني هناك. 

وأوضح أن الضفة الغربية تعيش حالة من "الغليان"، وإذا ما تفجر الوضع، فإن التصعيد قد يأخذ مدى أكثر خطورة مما هو عليه الآن.

وفيما يخص الوضع في لبنان، أشار الصفدي إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية يزداد خطورة يومًا بعد يوم، لافتًا إلى أن إسرائيل ترفض حتى المطالب التي وجهت لها من قبل حلفائها، مثل الولايات المتحدة وفرنسا. 

ودعا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لحماية القانون الدولي والإنساني، وكذلك لحماية الأبرياء الذين يقتلون في غزة والضفة ولبنان.

وخلال حديثه، تساءل الصفدي عن سبب تردد المجتمع الدولي في التحرك لحماية ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، محذرًا من أن المنطقة قد تنزلق إلى حرب إقليمية شاملة إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد الإسرائيلي.

 وأكد أن مصر والأردن تواصلان التنسيق الوثيق لمحاولة إنهاء العدوان الإسرائيلي على جبهات غزة والضفة ولبنان، مشيرًا إلى أن الوزير بدر عبد العاطي قد تم اطلاعه على نتائج الزيارة التي قام بها الصفدي إلى بيروت مؤخرًا.

وفي سياق حديثه عن لبنان، أكد الصفدي على ضرورة دعم القرار الوطني اللبناني لإعادة تفعيل المؤسسات، بدءًا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية. 

وقال إن انتخاب رئيس جديد سيكون له تأثير كبير في تعزيز قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة التحديات الحالية.

 وأعرب عن دعمه الكامل لما يتوافق عليه اللبنانيون بشأن هذا الملف، مؤكدًا أن لبنان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل وجود نحو مليون و200 ألف نازح في البلاد، وأدان بشدة العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وخاصة القصف الذي يستهدف العاصمة بيروت.

وأشار الصفدي إلى أن المجموعة العربية قد قدمت العديد من المقترحات لوقف هذه الحروب وإيجاد خطة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وذلك من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس المحتلة. 

وأكد أن الوضع الراهن بات قريبًا من الانهيار، وأنه لا مجال للمماطلة أو السماح لإسرائيل بأن تكون دولة فوق القانون.

وفي رده على سؤال حول جهود مصر والأردن لوقف التصعيد، أكد وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، أن الجهود المصرية تستند إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الاتصالات المصرية تستهدف الدول الإقليمية والدولية المؤثرة للعمل على وقف العدوان الإسرائيلي. 

ولفت إلى أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يستمر في ازدواجية المعايير، حيث أن إسرائيل تواصل خرق القانون الدولي دون محاسبة.

وحول التصعيد الإقليمى ،  قال الصفدى أن هناك تطابق فى المواقف بين مصر والأردن ومن خلال تحرك اللجنة العربية الإسلامية المشتركة لمنع التصعيد ، مشددا على أن موقف الأردن واضح بأنها لن تكون ساحة حرب لإيران  أو  لاسرائيل .
واضاف أنه يبدو أن هناك اقتناع اسرائيلى بأنه يمكنها حسم الصراع ولكن التاريخ يقول غير ذلك ، فحزب الله ولد بسبب الاجتياح الاسرائيلى للبنان وحماس انطلقت بسبب استمرار الاحتلال الاسرائيلى للضفة الغربية .

وحول التأثير المباشر للتصعيد الإسرائيلي على الأردن، أشار الصفدي إلى أن هذا السلوك العدواني الإسرائيلي يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين، محذرًا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. 

وأضاف أن الأردن يعاني من انعكاسات أمنية وسياسية واقتصادية بسبب التصعيد، مشيرًا إلى أن التاريخ يثبت أن الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقهما دون مواجهة جذور الأزمة.

وفي ختام تصريحاته، شدد الصفدي على أن الأردن يلتزم بثوابته الوطنية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والالتزام بتحقيق السلام العادل والشامل.

وأضاف أن الأردن، بالتعاون مع مصر ودول المنطقة، مستمر في توظيف كافة إمكانياته لحماية المنطقة من التداعيات الكارثية لهذه الصراعات، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمنع اندلاع حرب إقليمية قد تكون مدمرة للعالم بأسره.