ما أشبه الليلة بالبارحة، حيث يتذكر اللبنانيون وجمهور المقاومة الوطنية بالمنطقة يوم الخميس الموافق ١٤ يوليو عام ٢٠٠٦ ، الخطاب الشهير للراحل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني والذى اعلن فيه على الهواء وفى نفس لحظة القصف تدمير المقاومة اللبنانية للبارجة الحربية الإسرائيلية (ساعر 5) فى عرض البحر.
كان ذلك في ثالث أيام العدوان الإسرائيلي على لبنان ، يومها نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي طائراته في كامل سماء لبنان، وجهز جنوده على طول الحدود البرية، ووضع أهم بارجاته العسكرية" ساعر ٥" مقابل شواطي بيروت ، في محاولة لإحكام الطوق على المقاومة.
وفي المساء تحديدا عند الساعة الثامنة ، ألقى نصرالله أولى خطاباته منذ اندلاع الحرب، وفيما كان العالم يستمع لكلام نصرالله، الذي تحدث ليلتها عبر اتصال هاتفي مع قناة "المنار" المملوكة لحزب الله ولسان حاله ، فجر أولى مفاجآت المقاومة فى تلك الحرب، على الهواء مباشرة، معلنا استهداف البارجة الإسرائيلية. وبثت "المنار" صورها وهى تحترق .
بعد ١٨ عاما يسافر بنيامين نتنياهو سفاح العصر، وأسوأ من حكم تل ابيب ، لالقاء كلمته امام الجمعيه العامة للأمم المتحدة،والتى جاءت تصعيدية محشوة بكلمات موتورة تؤجج لنيران الصراع والحرب، فى الوقت الذى يدعى فيه العالم لوقف النار وفتح أبواب الدبلوماسية، لانقاذ المنطقة من أتون حرب اقليمية مجنونة وشيكة، لم يعد خافيا على أي متابع أن نتنياهو يدفع لتاجيج نيرانها، للهروب من مستنقع غزة ومحاكمات ملفات فساده التى تنتظره هو وأسرته..!!
بدا نتنياهو "متحديا واثقا" بنبرة عالية فى شيء ما يلوح بالافق ، وراح من فوق منبر الامم المتحدة يبشر شعبه بالنصر وهزيمة من سماهم "محور الشر" !
وبينما كان نتنياهو - الذى قاطع خطابه أحرار العالم - يخاطب جدران قاعة الأمم المتحدة وأهالى الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية فى غزة، والذين اصطحبهم معه خصيصا ضمن وفده لمواجهة مشهد المقاطعة الدولية لخطابه، كان طياروه على متن مقاتلات امريكية، وبقذائف امريكية متطورة خارقة للتحصينات يدكون حصون أحد مراكز قيادة حزب الله بالضاحية الجنوبية من بيروت، ليستيقظ العالم بعد ساعات على نبا اغتيال حسن نصر الله ..
وبعد ساعات قليلة من الغارة الوحشية الإسرائيلية - الامريكية ، والتى نفذت بدعم معلوماتى استخباراتى إسرائيلى من على الارض اللبنانية ، خرج بنيامين نتنياهو الغارق حتى آذانه فى دماء الأبرياء فى مدن فلسطين المحتلة بغزة والضفة الغربية ولبنان "مزهوا منتشيا " بقتل نصرالله، وراح" يغمز ويلمز "، ويتوعد اى مقاومة للاحتلال تنطلق من اى عاصمة عربية.. فى تحدى سافر جديد لحكام العرب والمسلمين..!!
نتنياهو وبغطاء ودعم امريكيين يعربد فى المنطقة بالسلاح الفتاك، والوعد والوعيد لاى مقاوم او رافض لهمجيته فمن يردعه..؟؟!
---------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي