عرفت الأستاذ سليمان قناوي قبل عشرة أعوام عندما كنت أعمل في جريدة "البحر الأحمر" التي كانت تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم طوال عام 2010 في المحافظة، وهي أول صحيفة مصرية تصدر بأربع لغات وتغطي الشأن الاقتصادي والسياحي في هذا الاقليم الحيوي، وقد كنت اتناول الشق التاريخي والحضاري في باب تحت عنوان "حكايات أهلنا"، وقد جمعت هذه الفصول في كتاب مستقل بعنوان "أهلنا في محافظة البحر الأحمر – تاريخ وأسرار" وصدر في سلسلة حكاية مصر العدد 58 والتي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكان الأستاذ سليمان قناوي يخصص لي صفحات بأكملها رغم أني كنت في بداية الطريق، وسارت الجريدة من نجاح إلى نجاح وكان الناس ينتظرونها في بداية كل شهر وفي منتصفه، حيث كانت تصدر مرتين كل شهر.. وقد توقفت الجريدة بعد ثورة 25 يناير 2011.
وفي شهر سبتمبر من نفس العام اختاره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ليتولى رئاسة تحرير جريدة "صوت الأزهر"، ونهض بها إلى سابق عهدها في عهد الصحفي الكبير جمال بدوي الذي كان أول رئيس تحرير لها، واتصل بي لأحرر القسم الثقافي وترك لي حرية الكتابة والاختيار، فكنا نجرى حواراً مع أحد أعلام العصر، ثم نستعرض الكتب التي صدرت حديثاً، ونتحدث عن أحد الرموز الأزهرية أو الفكرية في باب "ماذا عن قدوتك". ثم عُين الأستاذ قناوي رئيساً لتحرير جريدة "أخبار اليوم" في أغسطس سنة 2012 واستمر في هذا المنصب حتى يوليو 2014 ورغم هذه المهام الجسيمة إلا أن الاتصالات كانت لا تتوقف بيني وبينه وكذلك اللقاءات، فقد تعودت أن أزوره في مكتبه مذ عرفته وحتى الآن وأمضى معه الأوقات التي تستغرق الساعات نتجاذب أطراف الحديث في الفكر والسياسة وحديث الذكريات العطر.
وقد وقف الأستاذ سليمان إلى جانبي في مواقف عديدة يصعب حصرها في هذا المقام الضيق، أما عن صفاته وأخلاقه فحدث ولا حرج، فقد اتفق الجميع على محبته، وحدث أن ذهب معي من مكتبه في الدور الثالث من المبنى الصحفي إلى المبنى القديم ليشهد معي ميلاد كتابنا "بليغ .. عبقري النغم" الذي صدر عن قطاع الثقافة في اخبار اليوم في سبتمبر 2018. رأيت كل الكبار والصغار يقفون إجلالاً وتقديراً لهذا الرجل الخلوق والكل يحتفي به كأنه كان غائباً عنهم وأتى من سفر طويل .. وبقى لنا أن نعرف به في السطور التالية:
ولد سليمان سيد قناوي بدوي في حي السيدة زينب في 25 سبتمبر سنة 1954 لأسرة تمتد جذورها إلى صعيد مصر، وتعلم في مدارس الحي الابتدائية، ثم الإعدادية فالثانوية، ثم التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة ليتلقى العلم على كبار الأساتذة الكبار من أمثال: خليل صابات، وإبراهيم عبده وعواطف عبدالرحمن، وغيرهم. ثم تخرج فيها في مايو سنة 1976 ليعين بعدها في مؤسسة أخبار اليوم ويتخصص في الشئون الخارجية ويتعلم على يد نخبة من كبار الصحفيين في هذه المؤسسة العريقة وعلى رأسهم المؤسس الكبير مصطفى أمين، ثم موسى صبري، وسعيد سنبل، وإبراهيم سعده وغيرهم، واستمر محرراً للشئون الخارجية من يوليو 1976 حتى ابريل 1998. وقد عمل خلال هذه الفترة مراسلا لجريدة "أساهى" اليابانية في القاهرة من نوفمبر 1983 حتى أبريل 1998بفترة انقطاع لمدة عامين عمل خلالها محرراً بجريدة "المسلمون" بلندن خلال الفترة من أكتوبر 1985 حتى مايو1987. ثم قام بتغطية الحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفيتي من بيشاور في صيف عام 1988.
ثم عين رئيساً لتحرير مجلة "أخبار السيارات" من أبريل 1998 حتى يوليو2005. وقام بتأسيسها كأول مجلة سيارات تصدرها مؤسسة صحفية قومية، كما رأس تحرير جريدة "أخبار 6 أكتوبر" (التي تصدرها اكاديمية أخبار اليوم) منذ فبراير 2006 حتى يوليو 2008، وهى معمل صحفي لتدريب طلاب قسم الصحافة بالأكاديمية وكانت تطرح للبيع فى مدينة 6 أكتوبر، وحملت فى البداية اسم "أخبار المدينة"، وتم تغيير الاسم بعد تحويل 6 اكتوبر إلى محافظة، ثم رأس تحرير جريدة "البحر الاحمر" والتي صدرت نصف شهرية اعتبارا من 22 يناير 2010 بالتعاون بين مؤسسة أخبار اليوم ومحافظة البحر الأحمر (أول جريدة مصرية تصدر بأربع لغات: العربية والروسية والالمانية والايطالية) وتوقفت فور الثورة بسبب تدهور أحوال السياحة. وذلك بعد أن صدر آخر عدد منها بتاريخ 22 يناير سنة 2011. ثم عين رئيساً لتحرير جريدة "صوت الأزهر" الأسبوعية التي تصدر عن مشيخة الازهر وجامعة الأزهر، وذلك منذ سبتمبر 2011 وحتى 8/8/2012، وفي الوقت نفسه رأس تحرير الموقع الإلكتروني لمشيخة الأزهر منذ ابريل 2012 وحتى 8/8/2012. ثم توجت رحلته الإدارية ببلاط صاحبة الجلالة بتوليه رئاسة تحرير جريدة "أخبار اليوم" اعتبارا من 8/8/2012 وحتى الأول من يوليو 2014، ثم عين مشرفاً عاماً على ملحق الشئون الخارجية "العالم بين يديك" بجريدة الاخبار منذ يوليو 2014 وحتى الآن.
وقد حصل الأستاذ سليمان قناوي على دورة فى الصحافة المطبوعة لمدة شهر لدراسة الصحف الاقليمية الأمريكية فى ست ولايات، خلال مايو عام 1989، ثم قام بتدريس الترجمة الصحفية والتحرير الصحفي في العديد من الجامعات الحكومية والخاصة منها: كلية الإعلام جامعة القاهرة، وجامعة 6 أكتوبر، وأكاديمية اخبار اليوم، ومركز أخبار اليوم للتدريب والاستشارات. وقد شارك في تأليف كتابي "الامبراطورية الأمريكية" الجزء الثاني، وكتاب "صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية حول العالم"، وشارك أيضاً في ترجمة كتاب "حقوق المؤلف". ويعكف الآن على إعداد كتاب عن النكتة السياسية، وكتاب آخر عن مشواره في بلاط صاحبة الجلالة .. وهو عضو نقابتي الصحفيين: المصرية والبريطانيةN.U.J . كما يكتب عمود أفكار متقاطعة في جريدة الأخبار وصحف أخرى عمل بها منذ أغسطس 2008. وقد زار معظم دول العالم في رحلات صحفية ومن أهم البلاد التي زارها بريطانيا والبرازيل وأمريكا والسعودية وقطر والبحرين والكويت وماليزيا وأفغانستان وغيرها.
-------------------
بقلم: أبو الحسن الجمال
* كاتب ومؤرخ مصري