22 - 05 - 2025

جدل في دولة الاحتلال حول مصير السنوار.. حرب نفسية أم فخ لدفعه إلى الظهور لاستهدافه؟

جدل في دولة الاحتلال حول مصير السنوار.. حرب نفسية أم فخ لدفعه إلى الظهور لاستهدافه؟

على وقع حرب مشتعلة بدأت رحاها في الدوران مع حزب الله اللبناني الثلاثاء الماضي ومجازر في غزة ومواجهات في الضفة الغربية المحتلة يبدو أن أجهزة دولة الاحتلال تتلهف لانتزاع أي انتصار معنوي فيما يتعلق بغزة الصامدة التي أفشلت حتى الآن كل السيناريوهات التي خططت لها حكومة اليمين الفاشي في دولة الاحتلال.

فقد ثار جدل محتدم في دولة الاحتلال خلال الساعات القليلة الماضية بشأن مصير زعيم حركة حماس يحيى السنوار، الذي يختبئ في مكان حصين داخل قطاع غزة. وتداولت وسائل إعلام عبرية تقارير عن أن جيش الاحتلال يحقق في إمكانية أن يكون السنوار قد قتل في غارة، رغم أن مصادر عسكرية نفت هذا الاحتمال. 

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن جيش الاحتلال قال الأحد إنه "لا يستطيع تأكيد أو نفي التقارير" حول احتمال مقتل السنوار ، وحسب الصحيفة، لم تشر أي مصادر إلى أي نوع من عمليات الاغتيال المحددة، التي نفذها الاحتلال مؤخرا لقتل السنوار. وأشارت "جيروسالم بوست"، إلى احتمال أن يكون التواصل بين السنوار وأعضاء حماس الذين يشاركون في المفاوضات المتعثرة لوقف القتال وتبادل الرهائن قد انقطع. 

وفي نفس السياق، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن أجهزة أمن تجري تحقيقات في احتمالية مقتل زعيم حماس "رغم أنها غير مرجحة إلى حد كبير". واعترفت الصحيفة أن "جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رفض التقارير (بشأن مقتله)، ويعتقد أن السنوار على قيد الحياة". بينما كتب الصحفي باراك رافيد على منصة "إكس"، أن المسؤولين الذين لديهم معرفة مباشرة أخبروه أن إسرائيل لا تمتلك معلومات استخباراتية تشير إلى مقتل السنوار. ونقل رافيد عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله: "كلها آمال وتخمينات تستند إلى حقيقة أن السنوار كان معزولا عن العالم الخارجي في الأسابيع الأخيرة". 

وفي ديسمبر الماضي، تسربت تقارير عدة تفيد أن السنوار قتل أو أصيب أو فر إلى خارج قطاع غزة، كما أشارت تقديرات أخرى إلى أن اتصاله مع أعضاء حماس انقطع. لكن تبين لاحقا أنه كان مختبئا، وأن إسرائيل كانت وراء تلك التقارير في إطار "حرب نفسية" تحاول من خلالها دفع مقاتلي حماس إلى الاستسلام. 

واغتالت سلطات الاحتلال عددا من أبرز قادة حماس، وهم قائد لواء خان يونس رافع سلامة في غارة جوية على غزة في يوليو الماضي، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في غارة على بيروت في يناير الماضي. كما استشهد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو الماضي، في هجوم نسب إلى إسرائيل رغم أنها لم تعلن تبنيه حتى الآن.

وقبل أسابيع قليلة زعم جنرال إسرائيلي أن القوات الإسرائيلية كانت على "بعد دقائق" من القبض على زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وأن قهوته كانت "لا تزال ساخنة". ووصف قائد الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي العميد دان غولدفوس في مقابلة مع القناة الإسرائيلية 12، كيف عثرت القوات الإسرائيلية على مخبأ يحيى السنوار تحت الأرض، وقال غولدفوس، الذي انتهت مهمته في غزة للقناة 12 الإخبارية إن الجيش الإسرائيلي كان "على بعد دقائق" من القبض على زعيم حماس يحيى السنوار في مجمع بأحد أنفاق غزة.

وفي المقابلة المطولة، سُئل العميد دان غولدفوس عن مدى قربه من القبض على الرجل الذي يقف وراء هجوم حماس علي مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر، فأجاب: كنا قريبين جدا.. كنا في مجمعه تحت الأرض.. كانت ساخنة". وأوضح غولدفوس عندما سئل عما يقصده بـ"ساخنة" قائلا "وجدنا الكثير من المال هناك.. وكانت ’القهوة‘ لا تزال ساخنة.. والأسلحة مبعثرة في كل مكان". وسأله المحاور "إذن كان ذلك بعد دقائق من مغادرته؟" رد غولدفوس: "دقائق.. حقا دقائق". 

يشار إلى أن السنوار اختير لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس مؤخرا، في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

وحتى الآن لا يعرف أحد إذا ما كانت المعلومات التي تنشرها صحف إسرائيلية خاضعة للرقابة العسكرية في إطار حرب نفسية تعودت المشاركة فيها؟ أم محاولة لدفع السنوار إلى إجراء اتصالات تمكن من رصده واستهدافه، ولا ننسى عدد المرات التي أعلنت فيها السلطات الإسرائيلية نجاحها في القائد العسكري لحماس محمد الضيف ، وتبين لاحقا كذبها جميعا.