أقامت البطريركية الأورشليمية تذكار قطع رأس القديس السابق المجيد يوحنا المعمدان.
القديس يوحنا المعمدان حسب الكتاب المقدس هو “صوت الصارخ في البرية”، وعمّد آلافاً من المؤمنين اليهود, وعمّد السيد المسيح ورأى الروح القدس نازلا عليه في هيئة حمامة. عاش حياة زهدية، “وكان ملفوفا بحزام من الجلد على حقويه” كإيليا النبي.
في هذا اليوم تتذكر الكنيسة بألم هذا الحدث كما يرويه الإنجيلي القديس مرقص (إصحاح 6) “لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ» فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ، دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: «مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ». وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ «مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي». فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا: «مَاذَا أَطْلُبُ؟» فَقَالَتْ: «رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: «أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالًا رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَق» فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا. فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سَيَّافًا وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ, فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَق وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا”.
في تذكار “الأعظم من مواليد النساء” كما قال عنه السيد المسيح, أقيمت خدمة القداس الإلهي في الدير القديم التاريخي المُكرس على إسم القديس السابق المجيد الواقع في وسط الحي المسيحي جنوب غرب البطريركية, حيث أقيمت خدمة صلاة الغروب مساءً وخدمة القداس الإلهي صباحاً ترأسها سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس يشاركه الآباء قدس الأرشمندريت ميلاتيوس, سلوانوس, كلافذيوس, خريستوذولوس, فيلومينوس, الأرشمندريت يوحنا ممثل البطريركية الرومانية, آباء الرعية الأورثوذكسية قدس الأب فرح وقدس الأب نيكتاريوس, والشماسان المتوحدان الأب باتريكيوس وذوسيذيوس, بحضور عدد من مصلين.
خلال القداس الإلهي حضر الى الدير صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع آباء من أخوية القبر المقدس للسجود واللتبارك.
الرئيس الروحي ومُرمم الدير الأرشمندريت بارثيلماوس أعد ضيافة لغبطة البطريرك وسيادة متروبوليت كابيتولياذا وللآباء والمصلين.
تم أيضًا تذكار هذا اليوم في المكان الذي حدث فيه هذا الحدث الرهيب، في سبسطية بالسامرة حيث ترأس الخدمة الرئيس الروحي لدير بئر يعقوب قدس الأرشمندريت يوستينوس يشاركه الرئيس الروحي في رافيدا قدس الأرشمندريت ليونديوس, وبمساعدة المشرف على مزار العشرة برص في برقين الراهب فيساريون.