04 - 05 - 2025

"خطوط وظلال" تطلق سلسلة كتب تعني بالتجارب الإبداعية عابرة حدود النوع الأدبي

أكدت الشاعرة الأردنية د.هناء البواب مؤسسة ومديرة دار خطوط وظلال أن إطلاق الدار لسلسلة كتب تعني بالتجارب الإبداعية عابرة حدود النوع الأدبي، يأتي لاستعادة بريق العالم، عبر مفرداته الصغرى، غير المرئية، ونبش دهشة الاعتياد، فالكل ،مثلا، يدخل البيت من العتبة، لكن في غالب الأمر لم ندرك كم مرة شربت تلك العتبة وقع أقدمنا وأقدام الغرباء، وهي الحال التي يتفتح فيها وجود الموجود ويكشف عن نفسه في لحظة صادمة.

وتقول عن السلسلة التي حملت شعار "أشياء" "آثرنا اختبار تلك الأشياء شبه المنسية على غناها وعمق معانيها، عبر مجموعة من الكتّاب المحترفين من باب إعادة توجيه انتباه القارئ إلى البساطة الغائرة في الموجودات، بساطة تقول الكثير عن نفسها وعن العالم. إننا نعوّل على المخيلة الطازجة في استنبات دهشة تورق في القراءة والتفاعل مع النص".

وتلفت البواب إلى أن السلسلة صدر منها أربعة كتب، اثنان منهما للروائي والقاص العراقي د.لؤي حمزة عباس الأول بعنوان "اللانهائي.. السلالم التي تبتكرنا" والثاني "كتاب المراحيض"، وكتاب "السرير الجسد في خلوته" للرسام والناقد والفنان تشكيلي العراقي متعدد الإهتمامات هاشم تايه، وكتاب "رائحة المذاق.. المطبخ وأدواته" للطبيب والكاتب المصري د.هاني حجاج.. 

وتؤكد أن هذه الكتب الأربعة تعيد اكتشاف المهمش من مفردات الحياة التي نرتبط به في محيطنا، وذلك عبر لغة سردية تحمل وهج الشعر، وتملك من الجماليات يفتح آفاق الدهشة، خذ مثلا كتاب "السرير الجسد في خلوته" حيث يبحر تايه في تساؤلات السرير وعوالمه؛ وجوده، تاريخه وتاريخ النوم، الإبداعات الفنية والروائية التي احتفت به، والأهم من ذلك هو الكتابة المنسوجة بروح ابداع عابر للتصنيف، كذلك يقدم د.هاني حجاج في كتابه "رائحة المذاق" نظرة تأملية عميقة في تاريخ المطبخ وتفاصيله، أما كتابا د.لؤي "اللانهائي.. السلالم التي تبتكرنا" و"كتاب المراحيض"، ففي أولهما يعيد فهم السلم بوصفه واقعة وجودية وتأؤيله عبر ما يمكن أن يفلسفه ويرويه من وقائع يسميها وقائع السلم، حتى ليأمل أن يكون كتابه تحقيقا في السلم يشبه طموح الفنان سيزان في تحقيق لوحاته، وفي كتابه الثاني ووفقا للكاتب المغربي صدوق نور الدين فإنه يؤسس فعل التخييل من منطلق الاهتمام بما يمثل منسيات المحفل الأدبي، المنسيات التي قد لا يجرؤ التفكير على الخوض في ملامستها بالرغم من ارتباطها بما يعتبر حميميات اللحظة الإنسانية في بعدها المتمثل في الخير والشر.

وترى البواب أن الكثير من دور النشر لا تولي اهتماما بالكتابة العابرة للنوعية، على الرغم مما تحمله من رؤى وأفكار وتجليات فنية وجمالية متمردة على السياق العالم للكتابة الأدبية، وقادرة على فتح أفق التجديد ولفت النظر للمزيد من عوالم الدهشة في تفاصيل الحيوات التي نعيشها بشكل يومي.

وتلفت إلى ضرورة تجاوز المبدع للسياق التقليدي في الفكرة والكتابة، والسعي إلى خلق كتابة جديدة تواجه ما نحن عليه الآن من اضطراب وتناقض وغياب، انظر لما يجري حولنا ألا يستدعي منا كتابة تتجاوز المألوف في وضع يدها على ما نمر عليه ولا نلتفت إليه على الرغم من حضوره وتأثيره.