19 - 05 - 2025

السفير الأمريكي بمجلس الأمن يحذر من شلل الأطفال في غزة ويدعو لوقف إطلاق النار

السفير الأمريكي بمجلس الأمن يحذر من شلل الأطفال في غزة ويدعو لوقف إطلاق النار

في جلسة إحاطة لمجلس الأمن الدولي عُقدت في 29 أغسطس 2024، ألقى السفير روبرت وود، الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة للولايات المتحدة، كلمة سلط فيها الضوء على التحديات الصحية الخطيرة التي تواجه قطاع غزة، مع التركيز على عودة ظهور حالات شلل الأطفال في المنطقة، وهو مرض كان قد تم القضاء عليه تقريبًا بفضل جهود دولية طويلة الأمد بقيادة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.

وفي كلمته، أكد السفير وود أن ظهور حالات جديدة من شلل الأطفال في غزة يشكل تهديدًا خطيرًا لصحة المدنيين، لا سيما الأطفال الذين هم الأكثر عرضة للإصابة في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها القطاع منذ أكثر من عشرة أشهر من النزاع المتواصل.

 وأعرب عن قلقه البالغ إزاء هذه الأزمة الصحية، مشددًا على الحاجة الملحة لتنفيذ حملة تطعيم عاجلة في جميع أنحاء غزة لاحتواء انتشار المرض.

وشدد السفير وود على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لضمان نجاح حملة التطعيم، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدعم جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد. ودعا جميع الأطراف، خاصة السلطات الإسرائيلية، إلى تسهيل وصول فرق التطعيم وضمان فترات من الهدوء خلال الحملة. 

وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أثار هذه المسألة خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، مشددًا على أهمية تنفيذ الحملة دون تأخير.

وفي سياق متصل، أعرب السفير وود عن استيائه من تكرار الحوادث الأمنية التي تعرضت لها المنظمات الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى حادثة إطلاق النار الأخيرة على مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي من قبل الجيش الإسرائيلي.

 ورغم تأكيد إسرائيل على أنها تحقق في الحادثة، أبدى السفير وود قلقه إزاء استمرار مثل هذه الحوادث، مشددًا على ضرورة تحمل إسرائيل لمسؤولية أخطائها واتخاذ إجراءات ملموسة لضمان عدم تكرارها.

كما أشار السفير وود إلى حادثة أخرى أطلق فيها الجيش الإسرائيلي النار على مركبة تابعة لليونيسيف، محذرًا من أن هذه الحوادث تجعل عمل المنظمات الإنسانية في غزة أكثر صعوبة، وتزيد من المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني.

وفي ختام كلمته، شدد السفير وود على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن إطلاق سراح الرهائن، كما دعا مجلس الأمن في قراره 2735. وأوضح أن مثل هذا الاتفاق لن يسهم فقط في إعادة الرهائن إلى ديارهم، بل سيساعد أيضًا في تخفيف الأزمة الصحية العامة في غزة، والتي تشمل أمراضًا أخرى مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي أ، وهي أمراض يمكن تجنبها إذا تم اتخاذ التدابير اللازمة.

ودعا السفير وود المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه المالي للمنظمات الإنسانية العاملة في غزة، مؤكدًا أن مستوى المعاناة الإنسانية في القطاع هائل، وأن المدنيين الفلسطينيين، الذين نزح العديد منهم مرارًا وتكرارًا، يتحملون أسوأ الظروف في ظل استمرار النزاع.

واختتم السفير وود كلمته بالتأكيد على أن أفضل وسيلة لتخفيف معاناة المدنيين في غزة وإسرائيل تكمن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتنفيذه بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتحقيق ذلك.