أغلقت الشرطة الإيرانية الثلاثاء معهد اللغة الألمانية في طهران، مما أجبره على وقف عملياته، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها انتقام لحظر برلين لمركز إسلامي في هامبورغ في يوليو الماضي. وفقًا لتقارير محلية، قامت السلطات الإيرانية بمداهمة المعهد وإزالة اللافتات من المبنى، ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية المعهد بأنه "مراكز غير قانونية تابعة للحكومة الألمانية" متهمة إياه بارتكاب "أعمال غير قانونية وانتهاكات مالية واسعة النطاق."
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية التصرفات الإيرانية، مشيرًا إلى أن "المعهد كان مكانًا شعبيًا ومعترفًا به يساهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين الإيراني والألماني.
وأضاف أن الوزارة استدعت السفير الإيراني لبحث هذا الأمر، ودعت الحكومة الإيرانية الجديدة إلى "استئناف التدريس فورًا.
تأسس معهد اللغة الألمانية في طهران (DSIT) عام 1995، ويقدم دورات لغوية من المستوى A1 إلى C2، بالإضافة إلى منح بحثية وإقامات. المعهد، الذي يعمل بتمويل ذاتي عبر رسوم الدورات والامتحانات، يشغل حاليًا 85 مدرسًا محليًا. كان معهد جوته، الذي يتبع سياسة تعزيز اللغة الألمانية، قد عمل في طهران من عام 1958 إلى 1987.
تأتي هذه الخطوة بعد أقل من شهر من حظر وزارة الداخلية الألمانية لمركز هامبورغ الإسلامي، والذي وُصف بأنه "بؤرة استيطانية" للنظام الإيراني، ومتورط في "أهداف إسلامية متطرفة" وفقًا للسلطات الألمانية. ردت طهران على الحظر باعتباره "عملًا عدائيًا" و"حالة واضحة من الإسلاموفوبيا."
العلاقات بين برلين وطهران شهدت توترًا متزايدًا بعد اختطاف جمشيد شارمهد من قبل الأمن الإيراني، وحكم عليه بالإعدام في 2023 بتهمة "الفساد في الأرض". كما تدهورت العلاقات إثر تهديدات إيرانية ضد إسرائيل، ورفض طهران لدعوات ألمانية وفرنسية وبريطانية لضبط النفس.
تظل الأوضاع بين ألمانيا وإيران متوترة، حيث يلقي كل طرف اللوم على الآخر في تصعيد الأزمات، في وقت تسعى فيه الدولتان لتقليل تأثير هذه التوترات على علاقاتهما الثنائية.