* المفاوضون متفائلون لكن الولايات المتحدة تعتقد أنها الفرصة الأخيرة لتأمين إطلاق سراح الرهائن
قال وسطاء إنهم متفائلون بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس بعد يومين من المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، وأعلنوا أنه تم الاتفاق على "اقتراح مؤقت".
ولكن التفاؤل السابق بقرب التوصل إلى اتفاق كان في غير محله. ففي فبراير، قال جو بايدن إنه يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار "وشيك"، في حين تم الترويج أيضاً لبداية شهر رمضان في مارس، والجهود الدبلوماسية المكثفة قبل غزو إسرائيل لرفح في مايو/أيار، باعتبارها "الفرصة الأخيرة".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، خلال زيارة لإسرائيل، إن المحادثات الأخيرة تمثل "ربما أفضل فرصة، وربما الفرصة الأخيرة" لتأمين هدنة وإطلاق سراح الرهائن.
ومن المتوقع أن تستأنف المفاوضات في القاهرة يوم الأربعاء أو الخميس. ولا تشارك حماس بشكل مباشر في المفاوضات، حيث يتم إطلاع الحركة على التطورات من قبل الوسطاء قطر ومصر.
لماذا كل هذه الجهود الدبلوماسية الآن؟
قام بلينكن بتسع رحلات إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب، وعاد خالي الوفاض في كل مرة تقريباً. والآن أصبحت المفاوضات الرامية إلى التوسط في التوصل إلى هدنة في الصراع المستمر منذ عشرة أشهر أكثر إلحاحاً بعد اغتيال أحد كبار قادة حزب الله ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، خلال زيارة إلى إيران في الشهر الماضي.
من المأمول أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تخفيف التوترات في الشرق الأوسط، وثني إيران وحزب الله عن القيام بعمل انتقامي قد يتسبب في تحول الحرب في غزة إلى صراع على مستوى المنطقة.
كما تحرص واشنطن على التوسط في التوصل إلى اتفاق قبل أن يتحول تركيزها حتماً نحو الانتخابات الأميركية في نوفمبر.
وفي الشهر الماضي، اتفقت حماس وإسرائيل من حيث المبدأ على تنفيذ إطار من ثلاث مراحل اقترحه بايدن علناً في مايو.
ومنذ ذلك الحين، قالت حماس إن النسخة الأخيرة من الاقتراح تنحرف بشكل كبير عن الخطة الأولية لأن مطالب إسرائيلية جديدة أضيفت، بما في ذلك نشر عسكري إسرائيلي دائم على طول الحدود بين غزة ومصر وممر نتساريم، وهو الحاجز الجديد الذي تسيطر عليه إسرائيل ويقطع مدينة غزة عن جنوب القطاع.
ما هو الموضوع المطروح على الطاولة ولماذا هناك رسائل متضاربة حول احتمالات التوصل إلى اتفاق؟
تتضمن الخطة وقف إطلاق نار مبدئي لمدة ستة أسابيع، يتم خلاله إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة.
وعلى النقيض من الهدنة التي استمرت أسبوعا وانهارت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، فإن وقف إطلاق النار هذا سيكون قابلا للتمديد إلى أجل غير مسمى بينما يناقش المفاوضون تفاصيل المرحلة التالية، وبالتالي فإن الطريق المسدود لن يؤدي بالضرورة إلى عودة الأعمال العدائية.
وفي أول بيان رسمي لها بشأن الجولة الجديدة من المحادثات، قالت حماس مساء الأحد إن اقتراح الجسر قيد المناقشة قريب للغاية من الخط الإسرائيلي، مما ينفي المزيد من الاتفاق على الصفقة.
ما هي النقاط الخلافية؟
هناك أسباب كثيرة، لكن الأهم هو أن حماس تعتبر وقف إطلاق النار بمثابة مقدمة لإنهاء الحرب، كما رفضت إسرائيل استبعاد العودة إلى القتال.
منذ بداية الصراع، كانت هويات وأعداد الرهائن والسجناء الذين سيتم تبادلهم موضع خلاف. فإسرائيل لا تريد إطلاق سراح كبار القادة السياسيين مثل مروان البرغوثي، أو الأشخاص المدانين بارتكاب جرائم عنيفة.
وزعمت حماس في بعض الأحيان أنها لا تعرف مكان أو حالة العديد من الرهائن: فقد انهار وقف إطلاق النار في نوفمبر بعد أن لم تتمكن حماس من تقديم المزيد من الأسيرات للمبادلة أو لم ترغب في ذلك.
وهناك قضية رئيسية أخرى تتعلق بكيفية انسحاب القوات الإسرائيلية، ومن أين. إن إصرار إسرائيل الواضح على الحفاظ على وجود عسكري على طول الحدود بين غزة ومصر يشكل خطاً أحمر بالنسبة لحماس ومصر على حد سواء.
من يتفاوض نيابة عن الأطراف؟
ويضم الوفد الإسرائيلي عادة ديفيد برنياع رئيس الموساد، ورونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك، واللواء الاحتياطي نيتسان ألون ممثل الجيش لشؤون الرهائن.
كما حضر أوفير فالك، أحد مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعض المحادثات بصفته "عيون وآذان" رئيس الوزراء. وفي الجولات السابقة، ورد أن أعضاء فريق التفاوض رفضوا إشراك فالك في الاجتماعات. واتهم منتقدو نتنياهو في الداخل والخارج بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق لتحقيق مكاسب شخصية.
ويقود فريق حماس خليل الحية، وزير خارجية حماس غير الرسمي، الذي يتخذ من قطر مقراً له. وكان الحية قريباً من رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، الذي اغتيل الشهر الماضي. إن قرار المجموعة بتعيين زعيمها المحاصر في غزة، يحيى السنوار، رئيساً جديداً للمكتب السياسي ليس له تأثير عملي كبير على المحادثات، ولكنه يشير إلى موقف أكثر تشدداً من المجموعة بشكل عام.
وقد توسطت الولايات المتحدة وقطر ومصر في المحادثات. وحضر معظم المفاوضات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وعباس كامل، رئيس المخابرات المصرية والذراع اليمنى للرئيس عبد الفتاح السيسي.
لقراءة الموضوع بالإنجليزية يرجى الضغط هنا