احتفلت سفارة جمهورية فيتنام الاشتراكية بالقاهرة بالذكرى الـ 79 لاستقلال البلاد، في حفل رسمي حضره عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين المصريين والفيتناميين.
وألقى السفير الفيتنامي لدى القاهرة، نجوين هوي زونج، كلمة أكد فيها على قوة العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وفيتنام، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية شهدت تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
وقال السفير زونج خلال كلمته إن الثاني من سبتمبر عام 1945 يُعد يوماً تاريخياً خالداً في ذاكرة الشعب الفيتنامي، حيث أُعلن فيه استقلال جمهورية فيتنام الديمقراطية في ساحة با دينه بهانوي، معلناً نهاية حقبة الاستعمار وبداية مرحلة جديدة من الاستقلال الوطني".
وأضاف السفير أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال بالحرية، بل هو فرصة للتأمل في تضحيات الأبطال وتجديد الامتنان للرئيس هو تشي مينه، الأب المؤسس الذي قاد البلاد نحو الاستقلال.
كما أشار السفير إلى أن الإنجازات التي حققتها فيتنام منذ الاستقلال، حيث تواصل البلاد مسيرتها التنموية بنجاح تحت القيادة الحكيمة للحزب والدولة. وذكر أن الاقتصاد الفيتنامي شهد نمواً ملحوظاً في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 6.42%، مقارنة بـ 3.84% في العام السابق. وأكد أن الاقتصاد الكلي استمر في الحفاظ على استقراره مع السيطرة على معدلات التضخم.
وفي سياق العلاقات الثنائية، لفت السفير إلى أن مصر كانت من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام في عام 1963.
وأوضح أن العلاقات التجارية بين البلدين تمتد إلى ما قبل ذلك، حيث افتتحت فيتنام مكتبها التجاري في القاهرة عام 1958. وأعرب عن فخره بالتقدم الذي شهدته علاقات التعاون بين البلدين، خاصة بعد تبادل الزيارات الرئاسية في عامي 2017 و2018، مما ساهم في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأضاف السفير زونج أن العلاقات الثنائية شهدت تطوراً ملحوظاً في العام الماضي بفضل التبادل النشط للوفود الرسمية، مشيراً إلى النمو المشجع في حجم التجارة بين البلدين.
وأوضح أن صادرات فيتنام إلى السوق المصرية بلغت في النصف الأول من عام 2024 نحو 246 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 4.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي مجال الاستثمار، أشار السفير إلى بدء تشغيل أكبر مشروع استثماري فيتنامي في مصر بمدينة السادات بمحافظة المنوفية برأس مال قدره 30 مليون دولار أمريكي، مؤكداً اهتمام الشركات الفيتنامية المتزايد بالسوق المصرية.
وفي ختام كلمته، أعرب السفير عن امتنانه العميق لجميع الضيوف الحاضرين للاحتفال بذكرى استقلال فيتنام وتعزيز صداقتها مع مصر، مشيراً إلى أهمية تطوير العلاقات الديناميكية بين دول الآسيان ومصر. ودعا الحضور للاستمتاع بأمسية ثقافية تتضمن بعض الأطباق الفيتنامية التقليدية وصوراً تجسد روح وجمال فيتنام.
وأعرب السفير عن إيمانه بأن هناك إمكانيات واسعة لتعزيز التعاون بين فيتنام ومصر، وكذلك بين الآسيان ومصر، معربا عن ثقته بأنهم سيعملون معاً لرفع مستوى التعاون إلى آفاق جديدة.
وعينت مصر أول سفير لها لدى الآسيان في عام 2011، وفي عام 2016، انضمت مصر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا (TAC)، مما يعكس التزامها بتعزيز السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة. وقد أُنشئت لجنة الآسيان في القاهرة (ACC) في عام 2011 لتعزيز علاقات التعاون بين الآسيان ومصر. وتحتضن مصر اليوم أكثر من 20,000 شخص من دول الآسيان.
وتُعد رابطة الآسيان قوة اقتصادية كبرى تضم أكثر من 600 مليون نسمة، ويبلغ حجم اقتصادها نحو 2.3 تريليون دولار أمريكي، مما يجعلها خامس أكبر اقتصاد عالمي. علاوة على ذلك، بلغ حجم التجارة بين الآسيان ومصر أكثر من 3.5 مليار دولار في عام 2023، بينما تجاوز إجمالي الاستثمارات أكثر من 11 مليار دولار، مما يجعل الآسيان ثاني أكبر مستثمر من شرق آسيا في مصر.