في ذكرى مرور ثلاث سنوات على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، أصدرت لويز أمتسبيرغ، مفوضة الحكومة الفيدرالية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية في وزارة الخارجية الألمانية، بيانًا يعكس القلق العميق بشأن الوضع الراهن في البلاد.
وذكرت أمتسبيرغ في بيانها أن "حالة حقوق الإنسان في أفغانستان تدهورت بشكل ملحوظ منذ أغسطس 2021". وأضافت أن النساء والفتيات في أفغانستان يتعرضن للتمييز بشكل أكثر حدة ومنهجي، بينما يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان للمضايقة والاضطهاد، وتواجه الأقليات تزايدًا في قمعهم.
وصف البيان الوضع المأساوي للنساء والفتيات تحت حكم طالبان، حيث تم استبعاد المرأة تمامًا من المشاركة السياسية وأُلغيت حقوقهن في التعليم العالي. الفتيات يُمنعن من الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس، والنساء يُحظر عليهن العمل في المنظمات غير الحكومية والدولية. أولئك الذين ينتهكون هذه القيود يواجهون تهديدات بالعقاب الجسدي والعنف الجنسي، في ظل غياب الخدمات اللازمة للحماية والدعم.
وفي ظل هذا الوضع، يعاني ملايين الأشخاص في أفغانستان من الجوع، ويظل الوضع الإنساني في البلاد محفوفًا بالمخاطر.
أضافت أمتسبيرغ أن "العديد من الأفغان لا يزالون يكافحون من أجل حقوقهم وحرياتهم الأساسية، رغم القمع الواسع النطاق". وأشارت إلى أن العديد منهم تعرضوا للاضطهاد بسبب التزامهم بحقوق الإنسان والديمقراطية، وأُجبروا على مغادرة البلاد، بينما الذين بقوا في أفغانستان يواجهون خطرًا دائمًا على حياتهم وحريتهم.
وأعربت أمتسبيرغ عن احترامها والتزامها العميق تجاه أولئك الذين يواصلون النضال من أجل حقوق الإنسان في ظل هذه الظروف الصعبة.
وفي ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة في أفغانستان، شددت لويز أمتسبيرغ، مفوضة الحكومة الفيدرالية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية في وزارة الخارجية الألمانية، على أهمية عدم ترك الفئات الضعيفة في أفغانستان لمصيرها.
وأكدت أمتسبيرغ أن حوالي 34,000 من الأفغان الضعفاء، بما في ذلك أفراد أسرهم المؤهلين، تمكنوا من دخول ألمانيا بفضل الإجراءات المتبعة في إطار برنامج القبول الفيدرالي.
وأوضحت أن هذا البرنامج يشكل أداة حيوية لتوفير الحماية والمساعدة للأفغان الضعفاء، مشددة على ضرورة استمراره نظرًا للحالة الإنسانية المأساوية في أفغانستان. وأضافت أن الوضع في البلاد يظل محفوفًا بالمخاطر، حيث لا يزال أكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويعاني حوالي 30% منهم من الجوع المزمن ولا يمكنهم البقاء دون دعم إنساني.
منذ استيلاء طالبان على السلطة، واصلت وزارة الخارجية الألمانية تقديم دعم إنساني بقيمة تتجاوز مليار يورو، موجهًا في الأساس إلى الأمن الغذائي والرعاية الصحية الأساسية والحماية وإزالة الألغام. وتعمل المساعدات على ضمان قدرة النساء على العمل والوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأكدت أمتسبيرغ أن دعم حقوق الإنسان في أفغانستان يظل جزءًا أساسيًا من الالتزامات الدولية، وأن حكومة طالبان ملزمة بالوفاء بهذه الحقوق. ودعت إلى الاستمرار في الوقوف إلى جانب الأفغان، مساعدة في تخفيف معاناتهم، والدفاع عن حقوقهم في مواجهة القمع والاضطهاد الذي يمارسه نظام طالبان.