18 - 05 - 2025

كواليس تصعيد "السنوار" رئيسًا لحركة حماس: بالتعيين وليس بالانتخاب لظروف الحرب

كواليس تصعيد

بعد استشهاد اسماعيل هنية في طهران ودفنه في الدوحة يوم الجمعة الماضي ، بدأت اجتماعات مجلس الشورى لحركة حماس ، وبالتحديد حركة حماس بالخارج مع التواصل ببعض من الشخصيات في الضفة وقطاع غزة

حيث أكد لـ"المشهد" الكاتب الصحفي إبراهيم الدراوي المتخصص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أنه تم الاتفاق على إختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة بالتعيين وليس بالإنتخاب ، خلفًا لإسماعيل هنية لعدة أسباب أهمها أنه كان نائبا له ورئيس قطاع غزة.

وتابع الدرواي ، أن  يحيى السنوار كان من يتحكم في صفقة تبادل الأسرى وصاحب القرار وطريقة وكيفية التعامل مع إسرائيل ، في ظل تواجد اسماعيل هنية والوفد المفاوض الذي كان يأتي إلي  القاهرة والدوحة، بالاضافة أن السنوار هو الأقرب للقاهرة عن غيره من قيادات حركة حماس، حيث قام بالتعاون مع العاصمة المصرية بشكل جيد ، كما أن علاقته مع القيادة المصرية كانت قوية وما زالت حتى وقتنا الحالي.

وأكد الدراوي وجود تواصل دائم ومستمر ما بين السنوار والقيادة المصرية حول  ما يدور من أحداث في قطاع غزة منذ عام 2017م بل هناك علاقة  تفاهمية وتحديدا في إعادة إعمار غزة،  وعزم مصر على تخصيص حوالي 500 مليون دولار لإعمار غزة بعد انتهاء الحرب.

واستكمل الدراوي تصريحاته الخاصة ل "المشهد" ، أن هناك علاقة طيبة بين السنوار والفرقاء الفلسطينيين وعلى رأسهم محمد دحلان، حيث كان صديقًا له وجاراً سابقًا له في الحي السكني الخاص بهما، وزملاء في المرحلة الجامعية، موضحا أن  هناك تقريب لوجهات النظر بين حماس ومحمد دحلان في الآونة الأخيرة، التي قام بها السنوار وساعد على  تقريب وجهات نظر بين قيادات من فتح وحماس وحركة الجهاد الإسلامي وجميع الفصائل، بالإضافة أن السنوار هو صاحب قرار بدء طوفان الاقصى والمنفرد به في السابع من أكتوبر الماضي ، ومن هنا  أصبح قرار حركة حماس داخلياً خالصًا وليس خارجياً، واصبح رأي حركة حماس بالخارج  استشاريًا بالنسبة للسنوار.

واستطرد الدراوي، أن يحيى السنوار لم يطلب تعيينه رئيسًا للحركة ولكن فُرض عليه هذا التعيين لعدة أسباب، أولهما أنه من الممكن أن يتم خروجه من قطاع غزة، لأن قيادات حركة حماس يتم إخراجهم من قطاع غزة، عندما يتم اختيارهم لرئاسة المكتب السياسي ، مؤكدًا أن  هذه المرة هناك توقعات من داخل حركة حماس أن يحيى السنوار لن يترك قطاع غزة، وسيكون هناك نوابًا لديه،  ويتم ابعاثهم للتفاوض مع بعض الاطراف في الدول العربية والإسلامية، وأن يكونوا سفراء لحركة حماس في الخارج، ولكن القرار السياسي والعسكري سيكون من الداخل الفلسطيني، وكل هذه الأمور كانت في الحسبان حين تم تكليف وتعيين يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي من دون إنتخابه من أعضاء الحركة .

وأوضح الدراوي أن إنتخابات المكتب السياسي لحركة حماس ستجرى في موعدها اذا انتهت الحرب، وستكون بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من إنتهاء الحرب ، وهناك توقعات بأن السنوار سيتم إنتخابه بالإجماع رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس ، مضيفاً أنه لم يتم إنتخاب مجلس قيادات حركة حماس، وكذلك مسؤوليها في الضفة الغربية وقطاع غزة خلفاً  ليحيى السنوار، بل لم يتم تعيين أو توصية بتكليف أحد من القيادات ان يكونوا نوابا له في قطاع غزة أو خارجه، لأن رئيس المكتب السياسي يكون له نواب بالخارج ، وعندما كان خالد مشعل في إقليم الخارج والسنوار كان نائبا في الداخل بالنسبة لإسماعيل هنية، وزاهر جبارين بالضفة الغربية بعد اغتيال صالح العاروري.

وأشار الدراوي، أن كل ذلك لم  يحدث به تغيير، ولن يحدث إلا بالإنتخاب في الفترة المقبلة، لكن عندما استشهد إسماعيل هنية، تم الاتفاق على اختيار نائبه وهو يحيى السنوار أن يكون رئيسا لحركة حماس، بشكل مؤقت حتى انتهاء الحرب ثم تجرى الإنتخابات بعد ذلك

هذه  هى كواليس حركة حماس بالخارج ، مشيرا أنه تم التواصل مع من استطاعت الحركة بالخارج التواصل مع من في الداخل، لاتخاذ القرار الانسب والأصلح.

وأختتم الدراوي تصريحاته ، بأن كان من المفترض أن يأتى رئيس المكتب السياسي من أعضاء حركة حماس بالخارج، وكان الأقرب للمنصب هو خالد مشعل أو زاهر جبارين او خليل الحية أو موسى أبومرزوق، لأنهم مجموعة من قيادة الصف الأول المتواجدين بالخارج، ولكن اختاروا السنوار لكي يكون القرار السياسي والعسكري من الداخل الفلسطيني وتحديدا قطاع غزة،  مع تقدير ما يراه القطاع من استمرار الحرب أو أنهائها بما يتناسب مع تحقيق مطالب ومصالح القضية الفلسطينية بشكل عام .