17 - 05 - 2025

مرحلة جديدة لحركة حماس .. خالد مشعل تحت المجهر بعد رحيل إسماعيل هنية

مرحلة جديدة لحركة حماس .. خالد مشعل تحت المجهر بعد رحيل إسماعيل هنية

تعد حركة حماس من أبرز الفصائل الفلسطينية التي كان لها دور محوري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد شهدت في السنوات الأخيرة تحولات ملحوظة في قياداتها واستراتيجياتها. 

ومع وفاة إسماعيل هنية، الأمين العام الحالي لحركة حماس، تثار تساؤلات حول مستقبل الحركة وما ستؤول إليه أوضاعها في المرحلة القادمة.

إسماعيل هنية، الذي قاد الحركة في فترة مليئة بالتحديات، سيترك وراءه مرحلة جديدة من القيادة يتعين على حماس التعامل معها. ومن المتوقع أن تسارع الحركة في اختيار قائد جديد، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على استراتيجياتها السياسية والعسكرية. 

قد يحدث تغيير في تعامل الحركة مع قضايا مثل المصالحة الوطنية، العلاقات الإقليمية، واستراتيجيات التفاوض مع إسرائيل.

وتسارعت التحضيرات داخل حركة حماس عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن الحركة تقترب من إعلان خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، رئيسًا مؤقتًا للمكتب السياسي.

و يُنتظر عقد اجتماع طارئ لقيادة حماس في الدوحة بعد مراسم تشييع هنية، حيث سيجري اتخاذ إجراءات تعيين مشعل في المنصب الجديد. 

تشير  التقارير إلى وجود توافق شبه كامل بين قيادات الحركة على هذا القرار، ويأتي التحرك السريع استجابة للملفات الحساسة التي تواجهها الحركة، خاصةً ملف إنهاء الحرب على قطاع غزة.

خالد مشعل، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس حركة حماس في الخارج، يعتبر من الشخصيات البارزة في تاريخ الحركة، وكان ثاني رئيس لمكتبها السياسي. رغم علاقاته الواسعة مع دول عديدة، تظل علاقته بإيران، الحليف التقليدي لحركة حماس، معقدة. 

مشعل ارتبط بمحاولات الابتعاد عن التحالف مع إيران، مما أثر على مكانته داخل الحركة.

في ظل التحديات السياسية الكبيرة التي يواجهها مشعل، يبرز تساؤل حول مدى قدرته على التعامل مع الوضع العسكري الميداني للحركة، نظراً لابتعاده عن غزة وتواجده خارج القطاع. القيادة العسكرية للحركة في غزة قد تكون بعيدة عن متناول مشعل، مما قد يؤثر على تنسيق الاستراتيجيات بين الجناحين السياسي والعسكري.

استقبل مشعل في الدوحة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي قدم تعازيه في اغتيال هنية بحضور عدد من قيادات المكتب السياسي للحركة، ويُنتظر أن تساهم هذه اللقاءات في تعزيز موقف مشعل ودعمه في المرحلة المقبلة.

المرحلة القادمة ستكون اختبارًا كبيرًا لحركة حماس في قدرتها على التكيف مع التغيرات الجديدة واستمراريتها في مواجهة التحديات الكبيرة. 

سيكون للتغيير في القيادة تأثير كبير على الساحة الفلسطينية بشكل عام، حيث ستسعى حركة حماس للحفاظ على قوتها ومكانتها كقوة رئيسية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، ولكنها قد تواجه تحديات تتعلق بتعزيز الدعم الشعبي والتعامل مع الضغوط السياسية والاقتصادية.

العلاقات الإقليمية والدولية لحركة حماس قد تشهد أيضًا تغييرات، فقد يكون للزعيم الجديد دور كبير في إعادة تشكيل العلاقات مع الدول العربية والعالمية، بما في ذلك محاولة تحسين العلاقات مع دول كانت لها تحفظات على سياسات الحركة السابقة. 

الفترة المقبلة بعد وفاة إسماعيل هنية ستكون غير واضحة المعالم، وسيظل مستقبل حركة حماس معتمدًا على كيفية إدارتها لهذه المرحلة الانتقالية وتكيفها مع التحديات القادمة.


خالد مشعل

خالد  مشعل كان شخصية محورية في حركة حماس منذ أواخر التسعينيات، فقد عاش معظم  حياته خارج الأراضي الفلسطينية، حيث وُلد عام 1956 في بلدة سلواد قرب رام  الله، وانتقل مع عائلته إلى الكويت في صغره.

 انضم في سن الخامسة عشرة إلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
عمل  مشعل مدرسًا قبل أن يتجه إلى حشد التأييد لحماس من الخارج على مدى سنوات  في الوقت الذي كان قادة آخرون من الحركة قابعين في السجون الإسرائيلية منذ  فترات طويلة وكان مسؤولاً عن جمع التبرعات الدولية في الأردن.
في  عام 1999، انتقل مشعل إلى قطر، ثم إلى سوريا في 2001 وكان يدير حركة حماس  من دمشق منذ عام 2004، بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين وخلفه عبد العزيز  الرنتيسي، وبقي في دمشق حتى يناير 2012. 

غادر  العاصمة السورية بسبب تأييده الصريح للمعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد،  وانتقل إلى الدوحة حينها، ثم إلى القاهرة، وبات يتنقل بين العاصمتين.
أثرت  مغادرته المفاجئة من سوريا على علاقاته مع إيران، المصدر الرئيسي لتمويل  حماس، مما أضعف موقفه داخل الحركة لصالح منافسين في غزة.
في ديسمبر 2012، قام مشعل بأول زيارة إلى قطاع غزة  وألقى خطابًا رئيسيًا في احتفال حماس بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها،  حيث لم يزر الأراضي الفلسطينية منذ مغادرته الضفة الغربية في سن الحادية  عشرة.

 ظهرت خلافات بينه وبين قادة حماس في غزة  بسبب محاولاته لتحقيق المصالحة مع عباس، مما دفعه إلى إعلان رغبته في  التنحي عن منصبه، وفي عام 2017 خلفه إسماعيل هنية، الذي يعمل من الخارج  أيضًا.
في عام 2021، انتُخب مشعل رئيسًا لمكتب حماس السياسي في الخارج  لكن التطورات اللاحقة واغتيال هنية في طهران في 30 يوليو 2024، تضع خالد  مشعل في موقع القيادة المحتملة لحركة حماس، ومواجهة التحديات القادمة وسط  مشهد سياسي متوتر للغاية.