15 - 05 - 2025

تركيا تحيي الذكرى الـ 50 لعملية السلام في جزيرة قبرص

تركيا تحيي الذكرى الـ 50 لعملية السلام في جزيرة قبرص

تحتفل تركيا وجمهورية قبرص التركية في 20 يوليو من كل عام بذكرى "عملية السلام"، التي نفذتها تركيا في عام 1974. 

هذه العملية كانت تهدف إلى إنقاذ القبارصة الأتراك من الهجمات التي شنها تنظيم "EOKA" الذي أسس بهدف ضم جزيرة قبرص إلى اليونان.

بدأ تنظيم "EOKA" هجماته على القبارصة الأتراك في عام 1958، وتمكنت تركيا من تنفيذ "عملية السلام" في 20 يوليو 1974، بعد حدوث انقلاب عسكري قاده نيكوس سامبسون ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث في 15 يوليو من نفس العام. 

وقد دعم المجلس العسكري اليوناني الانقلاب، في حين كانت هجمات تنظيم "EOKA" تستهدف السكان الأتراك في الجزيرة.

في 21 ديسمبر 1963، بدأت منظمة "EOKA" في تنفيذ سلسلة من الهجمات التي استهدفت القبارصة الأتراك، مما أسفر عن مقتل 364 شخصًا وإخلاء 103 قرى ذات غالبية تركية. 

هذا اليوم يعرف في جمهورية قبرص التركية باسم "عيد الميلاد الدامي"، وهدفه كان قتل وتهجير المسلمين من الجزيرة كما حدث في جزيرة كريت اليونانية.

خلال عام 1964، ارتكبت القبارصة الروم مجازر في مدن ليماسول وفاماغوستا وأكروتيري وديكيليا تحت قيادة تنظيم "EOKA". كانت هذه المجازر تتضمن دفن الضحايا في مقابر جماعية.

حتى عام 1974، واصل القبارصة الروم سياسة القتل الجماعي ضد الأتراك، مما أدى إلى دفن الضحايا في مقابر جماعية في مختلف أنحاء الجزيرة. في عملية السلام عام 1974، ارتكبت مجازر أخرى في مناطق مثل "ألامينو"، "ليماسول"، "مراد آغا"، "سانداللر"، و"آتليلر" على يد أفراد من تنظيم "EOKA" وعناصر الشرطة القبرصية.

وبحسب بيانات جمعية أسر الشهداء والمحاربين القدامى المعاقين، فإن المجازر التي ارتكبها القبارصة الروم بين عامي 1958 و1974 أسفرت عن مقتل 1038 شخصًا، من بينهم 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 0 و10 سنوات، و124 امرأة من كبار السن والمعاقين.

 كما تشير التقديرات إلى اختفاء نحو 200 مدني من القبارصة الأتراك خلال هذه المجازر.

وفقًا للجنة القبرصية للمفقودين، تم التعرف على 295 من أصل 492 قبرصياً تركياً من المفقودين وتسليم رفاتهم إلى عائلاتهم، بينما لا يزال البحث جاريًا عن رفات 197 تركياً في المقابر الجماعية. 

في هذا العام، تم تسليم بقايا عظام الشهيد أشرف صالح، التي استخرجت من مقبرة جماعية في منطقة عازلة خاضعة لسيطرة الأمم المتحدة، إلى عائلته.

وأكد الأكاديمي أطا أتون من جامعة رؤوف دنكطاش أن القبارصة الأتراك كانوا في حالة حصار قبل عام 1974، وكان من المستحيل عليهم التخطيط للمستقبل بدون عملية السلام التركية.

 وأضاف أن هذه العملية حالت دون وقوع المزيد من المجازر في الجزيرة.

وأشار حقي مفتي زاده، العضو التركي في لجنة المفقودين القبرصية، إلى استمرار الجهود لتحديد هويات الضحايا في المقابر الجماعية، موضحًا وجود نحو 20 مقبرة جماعية للأتراك يمكن التعرف عليها في الجزيرة.

من جانب آخر، أوضح أحمد آشير، رئيس جمعية إحياء ذكرى شهداء مراد آغا وأتليلر وسانداللر، أن الجنود السويديين التابعين للأمم المتحدة لم يتحركوا لحماية المدنيين الأتراك من القتل خلال المذبحة التي تلت عملية السلام.

 وشكر تركيا والجنود الأتراك على إنقاذهم من الظلم وإحلال السلام في قبرص، معبرًا عن عدم الرغبة في العودة إلى تلك الأيام العصيبة.