14 - 05 - 2025

الجارديان: العقل المدبر لـ 7 أكتوبر هدف لغارة قاتلة في غزة حسب ادعاء إسرائيل

الجارديان: العقل المدبر لـ 7 أكتوبر هدف لغارة قاتلة في غزة حسب ادعاء إسرائيل

- مسؤولون صحيون يقولون إن 90 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 289 آخرون في غارة على مخيم للنازحين في خان يونس

تقول القوات الإسرائيلية إن القائد العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، كان هدفا لغارة في خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت، وفقا لخدمات الطوارئ في القطاع، عن مقتل 90 شخصا وإصابة مئات آخرين.

ويعتقد أن ضيف (58 عاما)، الذي كان على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ عام 1995 ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية متعددة، هو المهندس الرئيسي للهجوم الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل وأثار الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية إن رافع سلامة، وهو مسؤول كبير آخر في حماس ، كان مستهدفا أيضا في الغارة. ولم تتوفر لدى قوات الدفاع الإسرائيلية تفاصيل بشأن ما إذا كان الرجلان قد قُتلا.

وقال مسؤول عسكري في وقت لاحق إنهم "ما زالوا يتحققون ويتأكدون من نتيجة الضربة"، ولم ينكر أنها وقعت داخل منطقة حددها الجيش الإسرائيلي على أنها آمنة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.

وجاء في بيان مشترك صادر عن جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز المخابرات الإسرائيلي "شن سلاح الجو والقيادة الجنوبية هجوما، استنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة، على المنطقة التي كان يختبئ فيها هدفان رئيسيان لمنظمة حماس ومقاومون آخرون بين المدنيين". وأضاف البيان "المنطقة التي تعرضت للهجوم هي منطقة مفتوحة وغابات، بها عدة مبان وحظائر".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لا يوجد حتى الآن يقين قاطع بأن المحاولتين تم إحباطهما، ولكنني أريد أن أؤكد لكم أننا بطريقة أو بأخرى سنصل إلى قمة حماس".

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية لقناة الجزيرة إن الضيف لم يُقتل في الغارات، وأضاف مخاطبا نتنياهو: "الضيف يستمع إليك الآن ويسخر من أكاذيبك".

في السياق ذاته قالت وزارة الصحة في غزة يوم السبت إن غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين في خان يونس أسفرت عن مقتل 90 فلسطينيا على الأقل وإصابة 289 آخرين. وقال السكان إنهم شهدوا ما لا يقل عن خمس "طائرات حربية كبيرة تقصف وسط منطقة المواصي غرب خان يونس".

تم نقل معظم المصابين إلى مستشفى ناصر. ومع ذلك، وفقًا للمسؤولين والمسعفين، فإن المنشأة "لم تعد قادرة على العمل" حيث "أصبح الأطباء مثقلين بالأعداد الكبيرة من الضحايا".

قالت حركة حماس إن مزاعم إسرائيل باستهداف قادة الحركة المسلحة الفلسطينية "كاذبة" وتهدف إلى "تبرير" الهجوم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن غارته على ضيف كانت في "منطقة مسيجة تابعة لحماس" وأن معظم الناس هناك من المسلحين.

وفي وقت سابق، وصف مسؤول كبير في حماس الاتهامات الإسرائيلية بأنها "هراء". وقال سامي أبو زهري لرويترز "كل الشهداء مدنيون وما حدث كان تصعيدا خطيرا لحرب الإبادة الجماعية بدعم أمريكي وصمت عالمي". وأضاف أن الضربة أظهرت أن إسرائيل غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ولم يؤكد ما إذا كان ضيف موجودا.

وتضم المنطقة المستهدفة في شارع النُص أكثر من 80 ألف نازح من مختلف أنحاء قطاع غزة.

وقال شهود عيان إن سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني استهدفت بعد الغارة، حيث قامت عدد من الطائرات الإسرائيلية المحلقة "بإطلاق النار واستهداف سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ بشكل مباشر عند وصولها".

وقالت وزارة الصحة في غزة: إن "أعداد الضحايا في تزايد مستمر بسبب استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض".

وقال بيان صادر عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن "فرق الإنقاذ لا تزال تنتشل عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من موقع القصف والاستهداف، وتأتي هذه المجزرة بالتزامن مع عدم وجود مستشفيات قادرة على استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة".

لم يظهر ضيف، المعروف باسم "الضيف"، علناً منذ سنوات، وكان يغير أماكن تواجده بشكل متكرر للتهرب من الاكتشاف الإسرائيلي. انخرط ضيف في حركة حماس منذ سن مبكرة، ونظم سلسلة من التفجيرات التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين في تسعينيات القرن العشرين، ثم مرة أخرى بعد عقد من الزمان.

وتشير التكهنات إلى أن ضيف ربما أصيب بالإعاقة في إحدى المحاولات الإسرائيلية العديدة لاغتياله، حيث قتلت زوجته وأطفاله الصغار في غارة جوية عام 2014. وتطلق عليه السلطات الإسرائيلية لقب "الرجل الميت الذي يمشي"، واسم ضيف الحقيقي هو محمد دياب إبراهيم المصري.

وفي 7 أكتوبر، أصدرت حماس تسجيلاً صوتياً نادراً للضيف يعلن فيه عن عملية "طوفان الأقصى".

وذكرت قناة الحدث السعودية أن سلامة قائد لواء خانيونس التابع لحماس قتل في الغارة وأن الضيف أصيب بجروح خطيرة.

إن مقتل الضيف قد يمثل انتصاراً كبيراً لإسرائيل وضربة مدمرة لحماس. وقد توفر العملية لنتنياهو ميزة محتملة، حيث أوضح نيته مواصلة الحرب حتى تدمير القدرات العسكرية لحماس، وتشكل وفاة الضيف خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

وتأتي غارات السبت في الوقت الذي كان فيه وسطاء أميركيون ومصريون وقطريون يعملون بشكل نشط على تضييق الفجوة بين إسرائيل وحماس في خطة مقترحة لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل وإطلاق سراح الرهائن.

وقال مصدران أمنيان مصريان يوم السبت إن المحادثات توقفت بعد فشل ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة في التوصل إلى نتيجة قابلة للتطبيق، وألقيا باللوم على إسرائيل لعدم وجود نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق.

وقالت المصادر التي تحدثت لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتها إن سلوك الوسطاء الإسرائيليين كشف عن "خلاف داخلي".

وبحسب المصادر فإن الوفد الإسرائيلي سيعطي موافقته على عدد من الشروط قيد النقاش، ثم يعود بتعديلات أو يقدم شروطاً جديدة تهدد بإغراق المفاوضات.

وقالت المصادر إن الوسطاء اعتبروا "التناقضات والتأخير في الردود وإدخال شروط جديدة خلافا لما تم الاتفاق عليه سابقا" مؤشرات على أن الجانب الإسرائيلي ينظر إلى المحادثات باعتبارها إجراء شكليا يهدف إلى التأثير على الرأي العام.

واتهم زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، السبت، نتنياهو بالسعي إلى عرقلة وقف إطلاق النار في حرب غزة من خلال "المجازر البشعة".

وقال هنية في بيان إن حماس أبدت "استجابة إيجابية ومسؤولة" للمقترحات الجديدة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكن "الموقف الإسرائيلي الذي اتخذه نتنياهو هو وضع العراقيل التي تمنع التوصل إلى اتفاق".

لقراءة الموضوع بالإنجليزية يرجى الضغط هنا