عندما نتحدث عن دعم الأطفال في الدول العربية، لا يمكننا إلا أن نذكر قطر، الدولة التي كانت وما زالت تبذل جهوداً جبارة لضمان حياة أفضل للأطفال في مختلف البلدان.
هذا الدعم ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لسنوات عديدة من العطاء والاهتمام، فمنذ سنوات عديدة، وضعت قطر الأطفال في قلب استراتيجياتها الإنسانية والتنموية، إدراكاً لأهمية الأطفال كمستقبل للأمم.
ولا تعمل قطر بمفردها، بل تتعاون مع منظمات عالمية لتحقيق أكبر أثر ممكن، ومن أبرزها منظمة اليونيسيف، حيث تعمل قطر مع اليونيسيف لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والحماية للأطفال في المناطق المتضررة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث تدعم قطر جهود المفوضية في تقديم المساعدة للأطفال اللاجئين والمشردين.
و في إطار تعزيز التعاون بين قطر واليونيسف لمواجهة التحديات الإنسانية التي تواجه الأطفال في العالم العربي، التقى السفير طارق الأنصاري، سفير دولة قطر في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، مع جيريمي هوبكن، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في مصر.
وقال السفير القطري إن اللقاء شهد مناقشات مثمرة حول التحديات الجسيمة التي يواجهها الأطفال في المنطقة، خاصة تلك الناجمة عن النزاعات والصراعات المستمرة.
وأشار الأنصاري إلى أن هذه الأزمات تؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال وحقوقهم الأساسية، مثل حقهم في التعليم والرعاية الصحية.
وأوضح الأنصاري أنه تم خلال اللقاء التطرق إلى صعوبة الوصول إلى التعليم في العديد من المناطق المتضررة، حيث يتعرض الأطفال للحرمان من فرص التعلم والنمو السليم بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، فضلا عن التحديات التي تواجه القطاع الصحي، بما في ذلك نقص الخدمات الصحية الأساسية وصعوبة الوصول إلى العلاجات اللازمة.
وأكد الأنصاري أن قطر تولي اهتماماً كبيراً لهذه القضايا، مشدداً على التعاون المستمر والدائم بين قطر واليونيسف لتحقيق تقدم ملموس وإيجابي نحو حياة أفضل للأطفال في هذه الظروف الاستثنائية.
من جانبه، أشاد جيريمي هوبكن بالدور الفعّال الذي تقوم به قطر في دعم الأطفال في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا التعاون يمثل نموذجاً يحتذى به في العمل الإنساني والدولي.
وأعرب هوبكن عن تطلعه لتعزيز هذه الشراكة لتحقيق أهداف اليونيسف في حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم.
و اتفق الجانبان على مواصلة الجهود المشتركة والتنسيق المستمر لتقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز البرامج التنموية التي تستهدف الأطفال في المناطق المتضررة، مؤكدين على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان مستقبل مشرق للأطفال في العالم العربي.
وبعض الأمثلة الملموسة على الجهود القطرية تشمل برنامج "علّم طفلاً" الذي يسعى لضمان أن يحصل كل طفل على حقه في التعليم، حيث تم إطلاقه بالشراكة مع منظمات مثل اليونيسيف واليونسكو، كما تستثمر قطر في بناء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية في الدول العربية المحتاجة لضمان تقديم الرعاية الطبية المناسبة للأطفال.
لقد أثبتت قطر أنها دائماً كانت حاضرة في الأزمات، حيث قدمت المساعدات الإنسانية للأطفال في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية، ولم تذهب الجهود القطرية سدى، بفضل هذه المبادرات، حصل آلاف الأطفال على فرص تعليمية جديدة، مما فتح لهم أبواب المستقبل، كما تم توفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال المرضى والمحتاجين، مما حسن من جودة حياتهم ويقلل من معدل الوفيات.
وفي مجال الصحة، استثمرت قطر بشكل كبير في بناء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية في الدول العربية المحتاجة، وكان الهدف هو ضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأطفال، سواء كانوا يعانون من أمراض مزمنة أو يحتاجون إلى تطعيمات وبرامج صحة وقائية، هذا الدعم الصحي لا يشمل فقط البنية التحتية بل أيضاً تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.