29 - 03 - 2024

علم نفس الأرهاب ..

علم نفس الأرهاب ..

بداية لم أكن أعرف أن هناك فرع من فروع علم النفس يسمى "علم نفس الارهاب " ومن الواضح أنه نوع من  الدراسات النفسية الجديدة التى تواكب موجات  الهوس الأرهابى  الذى نعايشه حاليا  و ينافس أفلام الرعب وقصص الخيال حول مصاصى الدماء وآكلى لحوم البشر.

كثير من علامات الأستفهام تدور حول  فكر الأرهاب والأسباب التى تدفع اليه وأسئله محيرة عن سمات  الشخصية الأرهابية  التى يسهل عليها اتخاذ قرار  التفجير عبر حزام ناسف أو نحر أنسان بكل بساطه وكأنه يتناول كوبا من الشاى بجوار  شاطىء البحر .

ترتبط معظم العمليات الأرهابية ببيان تتم تلاوته قبل التنفيذ وغالبا يذكر فيها أسم الله وبعض آياته عن الجهاد والقتل والهدف من العملية هنا يتراءى سؤال ملح.. هل القاتل مقتنع بما أقترفت يداه فعليا ؟ هل  يشعر  بالرضا عن تلك الجرائم ؟ وماذا عن كوابيس الليل ورائحة الدم وتوسلات  القتلى ؟؟ كلها أسئله تحتاج الى تفكير ودراسه كانت سابقا أمرا نظريا  بحتا لعدم وجود عينات من الأرهابيين تتم الأختبارات عليهم أما حاليا بعد مازادت أعدادهم وبات  ظهورهم  من خلال الفيديوهات والحديث علانيه عن تجاربهم أمرا متكررا وكثير منهم لديه صفحات  على مواقع التواصل الاجتماعى تروج لمثل أفكارهم  ، و هناك تقارير صحفية يتم نشرها  عن حياتهم ولقاءات مع بعضهم  وأقرب مثال تقرير صحفى قام به مراسل ألمانى عاش داخل داعش لفترة ثم نقل عنهم وحقق الفيديو الخاص به نسبة مشاهدة عالية على اليوتيوب .

فى علم النفس يتم تشبيه التحول الى التطرف بسلم يطلقون عليه " سلم الأرهاب " وهو عريض عند القاعدة ضيق فى الأعلى  لتوضيح  أن  الدخول الى عالم الأرهاب  سهلا فى البدايات ولكن التراجع أو النزول من طرف السلم الضيق فى الأعلى شديد الصعوبة .

 كثير من عمليات تفريخ التطرف والفكر الارهابى تتم فى السجون التى يتعرض فيها المساجين الى عمليات التعذيب والعنف  مثل جوانتانامو وسجن أبوغريب وسجون أخرى فى العراق .

هناك أعتقاد سائد   أن الصداقة خلف الأسوار هى علاقة  شديدة القوة والمتانة ؛  ولكننى من الواضح أن هذا هو بداية الوقوع فى  الفخ  لأن هذا النوع من العلاقات ينشأ تحت ظروف من الضغط والقهر النفسى الذى يخلق حالة من التعاطف والقرب  لمواجهة نفس المعاناة   ولكنها فى الحقيقة  صداقات تنشأ بعيدا عن ضوء الشمس  ونسيم الحرية المتجدد ، علاقات  مرضية تكونت فى ظل  روائح العفونه ورطوبة الهواء الفاسد وظلمة الزنازين والأفكار التى ترغب فى الأنتقام من  المجتمع الذى رفضهم أو نبذهم وكان أحد أسباب أزمتهم ، و المشكلة تكون فى محاولة الابتعاد أو الخلاص من الاندماج فى جماعات التطرف  بعد الخروج الى العالم الطبيعى ،بعض الفارين من أتون هذه الجماعات عبروا عن صدمتهم بما رأوه فى الواقع من عمليات قتل وترويع بعيدة عن منطق الجهاد الحقيقى  وبين الأفكار التى كان يتم الترويج لهاخلف الأسوار .

ورغم أن الأرهاب لا ينتمى الى ديانه أو جنسية بعينها  وهناك أشكال متعددة له  مثل أرهاب الدول " اسرائيل "  و أرهاب الجماعات  مثل داعش وغيرها   لكن للأسف نجح الاعلام الغربى فى ربط صورة الأرهابى   بالشخص المتلحى صاحب الجلباب ولم نستطع نحن حتى الأن محو هذا المفهوم أو تغييره .

من المؤكد أن أى شخص يفكر فى الأنضمام الى أحدى الجماعات الأرهابية لديه اضطرابات نفسية ومشاعر عزلة وأضطهاد دفعته الى التواجد بين جماعات تنفصل عن الدولة وتتكون فى الخفاء وتعتنق فكر  الترويع وتعتبره نوعا من الجهاد رغم أن أغلب هذه  الجماعات يتم تمويلها لتحقيق مصالح بعض الدول على حساب البعض الآخر وعندما يفهم بعضهم هذا لا يستطيع الفرار أوالخروج من دائرة النار .

ينتفض العالم كله حاليا لمحاربة الأرهاب  ويشارك علماء النفس رجال السياسة  والحكومات  بالبحوث والدراسات  التى تعنى  بالمشاكل النفسية والأجتماعية التى تسببت فى وجود    أشخاص يحاولون أبداء أراءهم المتطرفة عن طريق  خطف الطائرات أو تفجير السيارات  أو أرتداء حزام ناسف أو التصوير مع الرؤوس التى تم نحرها  .

ويبقى الأرهاب أحد الامراض الخطيرة التى تواجه البشريه وتحتاج الى علاج فعال يحقق السلام الأنسانى للعالم كله .

##

مقالات اخرى للكاتب

وزيرة الثقافة ومحافظ الجيزة يفتتحان الدورة 12 من معرض فيصل للكتاب





اعلان