في الفوضى الأولية التي أعقبت الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، استخدمت القوات المسلحة الإسرائيلية ما يعرف باسم بروتوكول هانيبال، وهو توجيه باستخدام القوة لمنع اختطاف الجنود حتى على حساب حياة الرهائن، وفقا لتقرير.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الأحد، بعد تسعة أشهر من الهجوم الذي قتل فيه نحو 1200 شخص واختطف 250 آخرين إلى قطاع غزة، أن الإجراء العملياتي استخدم في ثلاث منشآت عسكرية هاجمتها حماس، مما قد يعرض المدنيين للخطر أيضًا.
وفي رسالة أخرى وجهت إلى فرقة غزة الإسرائيلية في الساعة 11.22 صباحاً، أي بعد حوالي خمس ساعات من بدء الهجوم، أمرت إسرائيل بأن: "لا تتمكن أي مركبة من العودة إلى غزة".
وقال مصدر في القيادة الجنوبية للصحيفة: "كان الجميع يعلمون في ذلك الوقت أن مثل هذه المركبات قد تحمل مدنيين أو جنودا مختطفين... كان الجميع يعلمون ماذا يعني عدم السماح لأي مركبة بالعودة إلى غزة".
وقالت صحيفة هآرتس إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مدنيون أو جنود قد تضرروا نتيجة لهذه الأوامر، أو كم عددهم، لكن وثائق وشهادات جنود، فضلاً عن ضباط متوسطي وكبار في الجيش الإسرائيلي، تشير إلى أن هذه الممارسة استخدمت على نطاق واسع في 7 أكتوبر وسط نقص المعلومات الواضحة بينما كان جيش إسرائيل يكافح للرد على الهجوم.
وردًا على التقرير، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن التحقيقات الداخلية جارية فيما حدث في السابع من أكتوبر والفترة السابقة. وجاء في البيان: "الهدف من هذه التحقيقات هو التعلم واستخلاص الدروس التي يمكن استخدامها في مواصلة المعركة. وعندما تنتهي هذه التحقيقات، سيتم تقديم النتائج للجمهور بشفافية".
إن التحقيق الذي أجرته صحيفة هآرتس هو أحدث تقرير في وسائل الإعلام الإسرائيلية يسلط الضوء على إخفاقات الاستخبارات العسكرية والاستجابات العملياتية بشأن هجوم حماس، وهو الهجوم الأكثر دموية على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة في عام 1948.
ولم تحقق الحملة الإسرائيلية التي تلت ذلك في غزة العديد من أهدافها المعلنة، الأمر الذي أثار مخاوف من أن الصراع على وشك التحول إلى حرب مستمرة على غرار التمرد .
ووفقاً لوزارة الصحة المحلية، قُتل أكثر من 38 ألف شخص نتيجة للعمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ونزح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة من منازلهم في أزمة إنسانية كارثية.
في يناير الماضي، ظهرت مزاعم تفيد بأن القوات الإسرائيلية ربما استخدمت بروتوكول هانيبال لمنع مقاتلي حماس من العودة إلى غزة مع رهائن. ورغم أن هذا البروتوكول لم يستخدم قط إلا فيما يتصل بالجنود، فإن الحادث الذي وقع في مستوطنة بئيري، حيث أمر عميد دبابة بإطلاق قذائف على منزل كان بداخله مسلحون من حماس و14 إسرائيلياً، مما أسفر عن مقتل 13 من الرهائن، أثار تساؤلات حول الإجراءات العملياتية التي قد تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما قتل أكثر من عشرة من مواطنيه خلال الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر.
وفي يوم الأحد أيضا، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن نظام الإنذار المبكر المتطور على حدود غزة الذي طورته الوحدة 8200، وهي جزء من مديرية الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لم يتم صيانته بشكل صحيح وكان معروفا أنه يتعطل بشكل متكرر.
وذكر التقرير أن ملفا قدمه ضباط الوحدة 8200 قبل 7 أكتوبر تضمن تفاصيل خطط حماس المعقدة للغزو، بما في ذلك الغارات على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، وسيناريوهات احتجاز الرهائن والنتائج المحتملة.
وفي نوفمبر قالت عضوات وحدة "المراقبين" النسائية التي تم نشرها في نقطتين على طول محيط غزة إنهن حاولن تحذير رؤسائهن في مناسبات عديدة بشأن نشاط غير عادي على طول السياج الحدودي قبل هجوم حماس، لكنهن تجاهلن تحذيراتهن. وفي السابع من أكتوبر، قُتلت خمس عشرة من المراقبات واختطفت ست أخريات.
لقراءة الموضوع بالإنجليزية يرجى الضغط هنا