18 - 06 - 2024

استكشاف تشنجيانج.. تجربة ساحرة من الثقافة والطبيعة الصينية

استكشاف تشنجيانج..  تجربة ساحرة من الثقافة والطبيعة الصينية

تشنجيانج، المعروفة بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، تُعتبر واحدة من أكثر المدن الصينية جاذبية للزوار.

تمتاز هذه المدينة بمزيج فريد من الطبيعة الخلابة والتاريخ الغني والمعمار المذهل، مما يجعلها وجهة ممتازة للاستكشاف والاستمتاع.

رحلة إلى تشنجيانج هي تجربة ثرية متألقة بكل المقاييس، منذ اللحظة التي تدخل فيها هذه المدينة الساحرة، تبدأ في الانغماس في عالم من الجمال والتاريخ والثقافة.

تشنجيانج، أو بالإنجليزية Chengdu، هي عاصمة مقاطعة سيتشوان في جنوب غرب الصين، تُعتبر إحدى المدن الكبرى في الصين، وتتميز بتاريخها العريق وطبيعتها الساحرة، بالإضافة إلى ثقافتها الغنية ومأكولاتها الشهيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر تشنجيانج موطنًا لباندا العملاقة، وتوجد فيها مراكز لحماية هذا الحيوان الرمزي للصين.

تعد تشنجيانج مدينة رائعة تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العريق والثقافة الغنية، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن تجربة شيقة وممتعة في الصين.


زيارة البازار العالمي في شينجيانغ


وفي بداية المعرفة بالمدينة الجميلة ، كان لنا الاستمتاع بزيارة البازار العالمي بمنطقة xinjiang  بمدينة أورمتشي عاصمة تشنجيانج، حيث تشتهر أورومتشي بتراثها الأويجوري الغني، مع الموسيقى التقليدية والرقص والحرف اليدوية.

تضم أورومتشي العديد من المواقع التاريخية الهامة مثل قلعة نانشانغ وموقع قرية الجزيرة.

والبازار الكبير، هو المكان الذي يعكس جوهر الحياة التجارية والثقافية في المنطقة.

وبمجرد الوصول إلى البازار، تُغمرك أجواء من الأصالة والتراث التاريخي وتجتاحك الحماسة لمعرفة تفاصيل كل المعروضات داخل البازار بداية المسجد الكبير في أول البازار والمبني المضئ باللون الأحمر رمزا لعلم الصين، وكذلك المنتجات كالأعشاب والمكسرات المجففة والشنط والإكسسوارات وكذلك التحف الفريدة والمشغولات اليدوية، فضلا عن روائح البهارات والتوابل التي تملأ المكان.

كما  تتواجد المحلات الملونة والمتنوعة على جانبي الطرقات، وكل متجر يعرض مجموعة متنوعة من السلع، من الملابس الشعبية والحرف اليدوية الجميلة وصولاً إلى الأطعمة الشهية والتحف الفنية،  حيث يمكنك العثور على كل شيء تقريبًا..

زيارة البازار ليست مجرد تجربة تسوق، بل جاءت كفرصة لاستكشاف الثقافة والتقاليد المحلية في الصين، حيث كان لنا النصيب في تذوق بعض المعجنات التي تشتهر بها مدينة أورمتشي وكذلك الشاي بلبن الماعز الحادق، وكانت تجربة ممتعة .

ولم تقتصر الزيارة على المشاهدة فقط بل أيضا كان لنا حديث مع الباعة والتعرف على المنتجات والأسعار، و الاستمتاع بالمشاهد الحيوية والنشاطات المتنوعة في البازار، حيث يتجول الناس من محل إلى آخر بحثًا عن المنتجات الفريدة.

ومن محل إلي أخر  يقوم المشتري بالتفاوض على الأسعار، فهذا جزء لا يتجزأ من تجربة التسوق في البازار.

زيارة البازار في أورمتشي هي رحلة ممتعة ومثيرة للاستكشاف، حيث تتيح لك الفرصة للتعرف على الثقافة المحلية والتجارة التقليدية. فلا تتردد في الغوص في أجواء البازار واستمتع بكل لحظة من تجربتك في هذا السوق الحيوي والمليء بالحركة والألوان.

ويُعتبر البازار الدولي الكبير في أورمتشي واحدًا من أهم المعالم التاريخية والثقافية في الصين، حيث يجتذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف ثرواته التجارية وتنوع منتجاته الفريدة.

كما يُعتبر هذا البازار جسرًا ثقافيًا يربط بين الشرق والغرب، ويعكس تاريخًا حافلاً من التجارة والتبادل الثقافي على طول طريق الحرير.

يعود تاريخ هذا البازار إلى قرون مضت، حيث كان نقطة تجمع تجارية هامة على طريق الحرير، واليوم يستمر في جذب الزوار بسحره وجماله الفريد.

بحيرة السماء في تشيجاينج.. ملاذ طبيعي ساحر في قلب الصين

وفي نفس الرحلة الممتعة، كان لبحيرة السماء الوقت الكافي لزيارتها والاستمتاع بأجوائها الخلابة، حيث تعتبر بحيرة السماء في تشيجاينج واحدة من أجمل الوجهات الطبيعية فهي ملاذ طبيعي ساحر في قلب الصين .

وتعد بحيرة السماء في تشيجاينج واحدة من أكثر المعالم الطبيعية الساحرة في الصين، وتجسد جمال الطبيعة وروعتها بطريقة لا تُضاهى حيث تحيط بحيرة السماء مناظر طبيعية خلابة، يتخللها الجبال الشاهقة والوديان الخضراء والأشجار النضرة الممتعة حتي الوصول للبحيرة.

وتوفر البحيرة العديد من الأنشطة والمغامرات، بما في ذلك رحلات القوارب والتي قمنا بها خلال الزيارة الممتعة.

كما أن هناك دراجات هوائية لاستكشاف المناطق المحيطة بالبحيرة، والاستمتاع بنزهة مريحة على الضفاف والاستمتاع بجمال الطبيعة المحيطة.

وتقع في جنوب شرق مقاطعة شينجيانغ ، وتعتبر جزءًا من سلسلة جبال تيانشان، و تتميز البحيرة بمياهها الزرقاء الساحرة والتي تعكس سماء الصيف الصافية، مما يمنحها مظهرًا ساحرًا يلهم الزوار.

كما أنها تعتبر وجهة مثالية لمحبي الطبيعة وعشاق التصوير الفوتوغرافي.

تتميز بحيرة السماء بأجواء معتدلة ومنعشة طوال العام، مما يجعلها وجهة سياحية مثالية في أي فصل من فصول السنة.

تعتبر بحيرة السماء مكانًا ذو أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة للشعب الصيني، حيث تحظى بمكانة خاصة في الأساطير والقصص الشعبية.

وتسعى السلطات المحلية في شينجيانغ إلى تعزيز السياحة المستدامة في بحيرة السماء، من خلال حماية البيئة الطبيعية المحيطة والحفاظ على التنوع البيولوجي.

دار ضيافة تشانغجي..  ملاذ هادئ في قلب شينجيانغ


وفي نفس الرحلة الممتعة، انتقلنا إلي دار ضيافة تشانغجي، حيث تناول الغداء، وهي الملاذ الهادئ في قلب شينجيانغ.

وتعتبر دار ضيافة تشانغجي واحدة من أبرز وجهات الإقامة في شينجيانغ، حيث تقدم تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الراحة والضيافة التقليدية الصينية.

تقع دار الضيافة في مدينة تشانغجي، وهي منطقة معروفة بجمالها الطبيعي وثقافتها الغنية.

تقع دار ضيافة تشانغجي في موقع استراتيجي قريب من المعالم السياحية الرئيسية في المنطقة، مما يجعلها قاعدة مثالية لاستكشاف المناطق المحيطة، وتبعد دار الضيافة مسافة قصيرة بالسيارة عن المراكز التاريخية والطبيعية.

تمتزج دار الضيافة بتصميمها التقليدي والعصري، حيث تتميز بديكورات مستوحاة من التراث الصيني الأصيل مع لمسات حديثة لتوفير أقصى درجات الراحة للزوار.

توفر دار ضيافة تشانغجي مجموعة متنوعة من وسائل الراحة والخدمات لتلبية احتياجات الجميع، توفر دار الضيافة أجواءً مثالية للاسترخاء والرفاهية.

وفي الداخل مطعم تقليدي يقدم أشهى الأطباق المحلية والصينية الأصيلة،

كذلك يوجد  حدائق جميلة ذات المناظر الطبيعية الخلابة ، كما تنظيم رحلات استكشافية إلى المعالم السياحية الشهيرة في المنطقة مثل بحيرة السماء ووادي تشانغجي.

يشتهر فريق العمل في دار الضيافة بحسن الاستقبال والضيافة، حيث يسعى الفريق لتوفير إقامة مريحة وخالية من المتاعب للزوار.

مسرح تشانغجي الفني.. قلب الثقافة والفنون في شينجيانغ

وفي رحلة ممتعة للتعرف على الفن الصيني، كان لنا زيارة لمسرح تشانغجي الفني الذي يعد مركزًا حيويًا للفنون والثقافة في شينجيانغ، ويساهم بشكل كبير في تعزيز الوعي الثقافي والفني في المنطقة.

يقع مسرح تشانغجي الفني في مدينة تشانغجي بمنطقة شينجيانغ الصينية، ويعتبر منارة للفنون والثقافة في المنطقة.

يتميز مسرح تشانغجي الفني بتصميمه المعماري المذهل الذي يمزج بين الطراز التقليدي والحديث.

يضم المبنى مساحات واسعة للعروض، مع تجهيزات صوتية وضوئية متقدمة لضمان تجربة عرض مثالية. القاعات مزينة بأعمال فنية تعكس الثقافة المحلية وتضيف إلى جمالية المكان.من خلال عروضه المتنوعة وبرامجه التعليمية، يقدم المسرح تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والتعليم، مما يجعله وجهة مميزة للزوار.

قدم المسرح مجموعة متنوعة من العروض الفنية التي تشمل المسرحيات التقليدية والمعاصرة، وعروض الرقص والموسيقى، بالإضافة إلى استضافة الفعاليات الثقافية والمهرجانات، كما كان لنا دور فعال للمشاركة في الرقص الصيني مع الفرق الشعبية.

كما قام بعروض تستند إلى القصص والأساطير المحلية والتاريخية، ةعروض راقصة تعكس تنوع الثقافات في شينجيانغ، بما في ذلك الرقصات الشعبية التقليدية والأداءات الموسيقية الحية، فضلا عن تقديم مسرحيات معاصرة تعالج قضايا حديثة وتجريبية، مما يعكس التطورات الاجتماعية والثقافية.

يقدم المسرح مجموعة من الورش والأنشطة التعليمية التي تستهدف جميع الفئات العمرية، حيث استضافة مهرجانات ثقافية وورش عمل ومعارض فنية.

يعتبر زيارة مسرح تشانغجي الفني تجربة غنية وممتعة للزوار، حيث الاستمتاع بالعروض الفنية المتنوعة والتفاعل مع الفنانين.

يضم المسرح أيضًا متجرًا لبيع الهدايا التذكارية التي تعكس الثقافة المحلية، ومقهى يقدم مجموعة من المشروبات والوجبات الخفيفة.

تأسس مسرح تشانغجي الفني ليكون مركزًا ثقافيًا يجمع بين الفنون التقليدية والتجريبية، ويهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي الغني للمنطقة مع تقديم ابتكارات فنية حديثة.

و منذ إنشائه، أصبح المسرح منصة للفنانين المحليين والدوليين لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور.

مسجد شنشي في مدينة تشانغجي .. رمز التراث الإسلامي


وفي إحدي الزيارات التي قمنا بها إلي مدينة أورمتشي وبالتحديد في منطقة تشانغجي، كان لنا حظ زيارة مسجد شنشي العتيق و هو واحد من أبرز المعالم الدينية في المدينة، ويعتبر أحد أقدم المساجد في البلاد ويحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة بين المسلمين في الصين.

ويقع المسجد تحديدا في زقاق يونغخهتشنغ بشارع خهبينغنانلو في أورومتشي.

وكان في استقابلنا الشيخ يونس إمام وخطيب المسجد، حيث أعرب عن ترحيبه الشديد منذ رؤيتنا وحتي المغادرة.

وقال الشيخ يونس للوفد الصحفي الذي يزور الصين حاليا، إن المسجد يقوم بكافة الطقوس مثل أي مسجد أخر بداية من تحفيظ القرآن وحتي التي تجري في شهر رمضان المبارك، مشيرا إلي حرص المسجد على الإفطار الجماعي في الشهر الفضيل.

وأوضح الشيخ يونس، أن قاعة المسجد تساع نحو 500 مُصلي ، مؤكدا أن المسجد مفتوح على مدار الأسبوع منذ آذان الفجر وحتي صلاة العشاء، فضلا عن صلاة الجمعة وعيدي الفطر والأضحي المباركين.

ويتميز المسجد بالبساطة الشديدة والرقي في تصميمه،حيث يختلف عن المساجد الأخري ويسوده الهدوء والراحة والجمال بالخارج والداخل.

ويعتبر الأكبر في أورومتشي، بني في القرن السابع الميلادي  فترة الإمبراطور تشيان لونغ "1736 – 1795م" لأسرة تشينغ، وأعيد بناؤه سنة 1906.

وقد شهد المسجد عدة تجديدات وتوسيعات عبر القرون لكنه حافظ على جوهره وأصالته على مر الزمن، مما يجعله شاهدًا على تاريخ الإسلام في الصين.

يتميز مسجد شنشي بتصميمه الأنيق والبسيط، حيث يتميز بالعناصر الإسلامية التقليدية مثل القبة والمآذن، مع تفاصيل فنية دقيقة تعكس الحرفية والمهارة في العمارة الإسلامية.

كما تمثل المساحة الداخلية للمسجد مكانًا للصلاة والتأمل، مع زخارف إسلامية رائعة تزين الجدران والسقف.

ويعتبر مسجد شنشي مركزًا حيويًا للحياة الدينية والثقافية للمسلمين في تشانغجي، حيث يجتمع المؤمنون هنا لأداء الصلوات الخمس ولأداء الطقوس الدينية الأخرى.

كما يشكل المسجد أيضًا مكانًا للتواصل الاجتماعي وتبادل الأفكار والمعرفة بين أفراد المجتمع الإسلامي.

تعتبر زيارة مسجد شنشي تجربة ثقافية وتاريخية مميزة للزوار، حيث يمكنهم استكشاف العمارة الإسلامية التقليدية والاستمتاع بالهدوء والسكينة داخل المسجد.

كما يعد المسجد جذبًا سياحيًا مهمًا للزوار الراغبين في استكشاف التراث الإسلامي في الصين.

كما يعتبر مسجد شنشي رمزًا للتراث الإسلامي في البلاد، حيث يجمع بين الجمال المعماري والقيم الدينية والثقافية للمسلمين في الصين عبر العصور.


معرض شينجيانغ الزراعي..  نافذة الزراعة الحديثة في قلب الصين


في تجربة فريدة من نوعها، كان لنا سابقة الزيارة لمعرض الزراعة الحديثة، حيث يقام المعرض سنويًا في منطقة شينجيانغ، وهو حدث رئيسي يجمع بين المزارعين والمنتجين والخبراء الزراعيين من جميع أنحاء الصين والعالم.

ومن عوامل الإبهار التي تم استكشافها في المعرض ، أنه يعمل من خلال جهازين "كمبيوتر" فقط ، مما يؤكد أن الصين أصبحت من أهم الدول المتقدمة تكنولوجيا في العالم.

يعرض المعرض أحدث التقنيات والابتكارات في مجال الزراعة، مثل تقنيات الري الحديثة، والمعدات الزراعية المتطورة، والحلول البيئية المستدامة.

ويهدف المعرض إلى تعزيز التكنولوجيا الزراعية الحديثة، وتبادل الخبرات، وعرض المنتجات الزراعية المتنوعة التي تنتجها المنطقة.

يعتبر معرض شينجيانغ الزراعي واحدًا من أقدم وأهم المعارض الزراعية في الصين، حيث يُنظم منذ عدة عقود. ويعكس المعرض أهمية الزراعة في شينجيانغ، وهي منطقة تشتهر بتنوع محاصيلها وإنتاجها الزراعي الغني.

يلعب المعرض دورًا كبيرًا في دعم المزارعين المحليين، وتعزيز الابتكار في القطاع الزراعي، وتحقيق التنمية المستدامة.

يقام المعرض في مدينة أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ، وعادة ما يُنظم في فصل الخريف حيث يكون الطقس ملائمًا لعرض المنتجات الزراعية الطازجة.

يمتد المعرض على مدار عدة أيام، مما يتيح للزوار والمشاركين فرصة الاستفادة القصوى من الفعاليات والأنشطة المختلفة.

ويضم المعرض مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية المحلية، بما في ذلك الخضروات والحبوب والمنتجات، حيث تذوقنا جميع المنتجات منها الخيار والطماطم وغيرهم.

ويقول المشرف على المعرض، إنه يوفر برنامجًا غنيًا بالورش العملية والمحاضرات التي يقدمها خبراء في المجال الزراعي، حيث تغطي هذه الورش موضوعات مثل الزراعة العضوية، وإدارة الموارد المائية، وتقنيات الزراعة الذكية.

كما يعتبر منصة ممتازة لتبادل الخبرات والأفكار بين المزارعين والمنتجين والمستثمرين.

يساهم معرض شينجيانغ الزراعي بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي، وتحفيز الابتكار، وتعزيز تصدير المنتجات الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، يسهم المعرض في تعزيز الوعي الزراعي بين الجمهور، ودعم المجتمعات الريفية من خلال توفير فرص جديدة للتنمية والنمو.

يعد معرض شينجيانغ الزراعي حدثًا بارزًا يعكس الديناميكية والتنوع في القطاع الزراعي الصيني،  من خلال تقديم أحدث التقنيات والابتكارات، وتعزيز التواصل وتبادل الخبرات، كما يلعب دورًا حيويًا في تطوير الزراعة وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، وتعد زيارة معرض شينجيانغ الزراعي تجربة غنية ومفيدة.

رحلة من محطة سكة حديد أورومتشي إلى محطة توربان الشمالية عبر القطار عالي السرعة


وفي نهار اليوم التالي، كان لنا تجربة ركوب القطار السريع من محطة  أورمتشي حيث تعد تجربة السفر بالقطار عالي السرعة من أورومتشي إلى توربان واحدة من أروع الرحلات التي يمكن أن يخوضها المسافر في منطقة شينجيانغ بالصين.

تتميز هذه الرحلة بالراحة والسرعة، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي يمكن رؤيتها على طول الطريق.

تقع محطة سكة حديد أورومتشي في المدينة، وهي المحطة الرئيسية في منطقة شينجيانغ، وتُعد المحطة نقطة انطلاق رئيسية لعدة رحلات بالقطار، سواء كانت محلية أو دولية.

كما قمنا بالانتظار في قاعة انتظار واسعة مجهزة بمقاعد مريحة وشاشات عرض تعرض مواعيد القطارات.

كما تتوفر مطاعم ومقاهي تقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات.

وتوفر القطارات عالية السرعة بين أورومتشي وتوربان وسيلة نقل سريعة وفعالة، حيث تعتبر هذه القطارات من الأحدث في الصين، وتتميز بتصميمها المتطور وخدماتها الممتازة.

تصل سرعة القطار إلى حوالي 300 كيلومتر في الساعة، مما يجعل الرحلة قصيرة ومريحة.

أثناء الرحلة، كانت المناظر الطبيعية الخلابة التي تتنوع بين الصحاري والجبال والوديان الخضراء، كان طريق القطار فرصة رائعة لرؤية جمال شينجيانغ الطبيعي.

وتقع محطة توربان الشمالية على مشارف مدينة توربان، وهي بوابة إلى واحدة من أكثر المناطق الثقافية والتاريخية إثارة في الصين، مصممة بشكل يوفر الراحة للركاب مع توفر جميع الخدمات الأساسية.

حديقة كاريز في توربان..  رحلة إلى قلب التراث المائي في شينجيانغ


بعد استقلال القطار السريع، توجهنا إلي حديقة كاريز والتي تعد واحدة من أبرز المعالم السياحية في مدينة توربان بمنطقة شينجيانغ، وتعتبر شاهداً حياً على التاريخ العريق لنظام الري التقليدي المعروف باسم "كاريز".

تجمع الحديقة بين جمال الطبيعة والتكنولوجيا القديمة، مما يوفر للزوار تجربة تعليمية وثقافية فريدة.

ويعد نظام "الكاريز"، أحد أقدم أنظمة الري في العالم، حيث يعود تاريخ هذا النظام إلى أكثر من 2000 عام، وهو يعتمد على قنوات تحت الأرض تنقل المياه من الجبال إلى المناطق الزراعية في الواحات.

يستخدم نظام الكاريز الجاذبية لتوجيه المياه بلطف عبر الأنفاق، مما يضمن تدفقها المستمر دون الحاجة إلى ضخ.

تقع حديقة كاريز في مدينة توربان، وهي واحدة من أكثر المدن سخونة على سطح الأرض.

تتميز الحديقة بتصميمها الذي يعكس أهمية نظام الكاريز في الحياة اليومية للمنطقة، تشتمل الحديقة عدة أقسام تُظهر كيفية بناء وتشغيل نظام الكاريز، بالإضافة إلى مناظر طبيعية خلابة وحدائق مزروعة بأشجار الفاكهة والنباتات المحلية.

يحتوي المعرض على نماذج توضيحية لنظام الكاريز، بما في ذلك مجسمات تفاعلية وخرائط تظهر كيفية تصميم الأنفاق والقنوات.

توفر الحديقة فرصة لاستكشاف بعض الأنفاق الأصلية لنظام الكاريز، وتضم الحديقة مساحات مزروعة بأنواع مختلفة من الفاكهة والنباتات التي تعتمد على نظام الكاريز للري.

وبالداخل يوجد متحف صغير يحتوي على قطع أثرية وأدوات استخدمت في بناء وصيانة نظام الكاريز،  بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتحف معلومات تاريخية وثقافية حول أهمية المياه في توربان ودورها في تطور الحضارات في هذه المنطقة.

وحديقة كاريز ليس فقط موقعًا سياحيًا، بل هي أيضًا رمز للابتكار الهندسي والقدرة على التكيف مع البيئة.

تلعب الحديقة دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي وتعليم الأجيال الجديدة أهمية استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام.

تعد زيارة حديقة كاريز في توربان تجربة غنية تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن لاكتشاف أحد أعظم إنجازات الهندسة القديمة.

توفر الحديقة فرصة فريدة للتعرف على كيفية استغلال المياه في واحدة من أكثر البيئات تحديًا، مما يجعلها وجهة لا غنى عنها للزوار إلى منطقة شينجيانغ.

آثار جياوخه.. مدينة قديمة في قلب شينجيانغ


تعد آثار جياوخه "Jiaohe Ruins"  من أبرز المعالم الأثرية في منطقة شينجيانغ.

تقع هذه المدينة القديمة في واحة توربان، وتمثل أحد أقدم وأفضل المدن الطينية المحفوظة في العالم. توفر آثار جياوخه لمحة عن الحياة في آسيا الوسطى قبل قرون، حيث كانت مركزًا ثقافيًا وتجاريًا مهمًا على طريق الحرير.

تقع آثار جياوخه على بعد حوالي 10 كيلومترات إلى الغرب من مدينة توربان، على هضبة ترتفع حوالي 30 مترًا فوق مستوى الأرض المحيطة.

تأسست المدينة في القرن الثاني قبل الميلاد، وكانت مسكونة حتى القرن الرابع عشر الميلادي،  تطورت جياوخه كمركز تجاري وثقافي بفضل موقعها الاستراتيجي على تقاطع طرق التجارة القديمة.

تم بناء جياوخه باستخدام الطين اللبن والطوب المجفف بالشمس، وهي مواد تتناسب مع المناخ الجاف للمنطقة.

تتميز المدينة بتصميمها الفريد الذي يتكيف مع التضاريس الطبيعية للهضبة.

يشمل تخطيط المدينة شوارع ضيقة ومنازل متراصة، بالإضافة إلى مرافق عامة مثل المعابد والأديرة.

كانت المدخل الرئيسي للمدينة وتضم برجًا للمراقبة. توفر هذه البوابة إطلالة رائعة على المدينة بأكملها.

تحتوي جياوخه على العديد من المعابد والأديرة البوذية التي تعكس أهمية الدين في حياة السكان.

قصر الحاكم،  يقع في الجزء الأوسط من المدينة ويعكس الهيكل المعماري المميز للأسرة الحاكمة في تلك الفترة.

وكانت جياوخه مركزًا حضريًا متنوعًا ثقافيًا ودينيًا. عاش في المدينة تجار، وحرفيون، ورهبان بوذيون، مما خلق بيئة مزدهرة ومتناغمة. ازدهرت الفنون والحرف التقليدية، وكان السكان يستفيدون من طرق التجارة المارة عبر المدينة.

تلعب آثار جياوخه دورًا مهمًا في فهم التاريخ القديم لمنطقة شينجيانغ وآسيا الوسطى بشكل عام.

تقدم المدينة أدلة على التأثيرات الثقافية والدينية المتنوعة التي مرت عبر المنطقة على مر القرون.

كانت جياوخه محطة رئيسية على طريق الحرير، مما جعلها نقطة تلاقٍ للتجار والثقافات من الشرق والغرب.

تعكس المعابد والأديرة البوذية في المدينة انتشار وتأثير البوذية في المنطقة.

تعتبر آثار جياوخه موقعًا تراثيًا محميًا، وقد بذلت الحكومة الصينية جهودًا كبيرة للحفاظ عليها وترميمها، حيث تهدف هذه الجهود إلى حماية الموقع من التدهور الناجم عن العوامل الطبيعية والبشرية، وضمان بقاء المدينة القديمة للأجيال القادمة.

وتعد زيارة آثار جياوخه تجربة فريدة لرحلة عبر الزمن، وكنزًا تاريخيًا وثقافيًا في قلب شينجيانغ، تعكس روعة الحضارات القديمة وتطورها.

زيارة هذه المدينة القديمة توفر فرصة لاستكشاف جزء مهم من تاريخ طريق الحرير وفهم التأثيرات الثقافية والدينية التي شكلت المنطقة.

تعتبر جياوخه شاهدًا حيًا على عظمة وإبداع الحضارات التي ازدهرت في آسيا الوسطى.


زيارة وادي العنب في توربان..  تجربة فريدة في قلب شينجيانغ


يعتبر وادي العنب في توربان واحدًا من أهم الوجهات السياحية في منطقة شينجيانغ، الصين.

يُعرف هذا الوادي بكرومه الخضراء المورقة ومناظره الطبيعية الخلابة، وهو يوفر فرصة لاكتشاف جمال المنطقة وثقافتها الزراعية الفريدة.

يقع وادي العنب على بعد حوالي 10 كيلومترات إلى الشرق من مدينة توربان، ويعتبر جزءًا من الواحة الشهيرة التي لطالما كانت مركزًا زراعيًا مهمًا.

يمتد الوادي على مساحة كبيرة ويحتضن آلاف الأفدنة من مزارع العنب، التي تنتج مجموعة متنوعة من العنب المشهور بجودته العالية.

لعب وادي العنب دورًا حيويًا في اقتصاد وثقافة منطقة توربان لعدة قرون.

يعود تاريخ زراعة العنب في هذا الوادي إلى أكثر من 2000 عام، حيث استخدم السكان المحليون تقنيات زراعية تقليدية ومتطورة للحفاظ على جودة المحاصيل.

يُستخدم العنب المنتج في الوادي لإنتاج النبيذ والزبيب، إضافة إلى الاستهلاك الطازج.

زيارة وادي العنب توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة ، كمل يُعد مكانًا مثاليًا للاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعة.

يحتوي الوادي على متاحف صغيرة تعرض تاريخ زراعة العنب وإنتاج النبيذ في المنطقة.

هذه المتاحف توفر معلومات تاريخية وثقافية حول أهمية العنب في حياة السكان المحليين.

ويُنظم في وادي العنب العديد من الفعاليات والمهرجانات على مدار العام، منها مهرجان العنب الذي يُعقد في فصل الصيف،  يتضمن هذا المهرجان عروضًا موسيقية ورقصات تقليدية، بالإضافة إلى مسابقات وجلسات لتذوق العنب.

وادي العنب ليس مجرد منطقة زراعية، بل هو جزء لا يتجزأ من ثقافة وتراث منطقة توربان.

السكان المحليون في الوادي ودودون ومرحبون، وغالبًا ما يشاركون الزوار في قصصهم وتجاربهم الحياتية.

يُعرف أهالي توربان بكرم الضيافة، ويحرصون على تقديم أفضل المنتجات الزراعية للزوار.

زيارة وادي العنب في توربان تعد تجربة فريدة تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن لاكتشاف جمال وثقافة هذه المنطقة الزراعية الغنية، من خلال استكشاف مزارع العنب، وادي العنب يمثل بحق أحد جواهر شينجيانغ التي تستحق الاكتشاف.


اختتام الزيارة لمدينة تشنجيانج

في نهاية التجربة الفريدة لمقاطعة تشنجيانج، فهي تترك في الذاكرة بصمة لا تُنسى تفوح بروح الاكتشاف والتنوع الثقافي.

وعندما يحين وقت الرحيل، تتغمر القلوب بمزيج من الحنين والامتنان لكل لحظة قضيناها في هذه المدينة الرائعة.

يمكن أن يكون لحظة الوداع مليئة بالعواطف، حيث تتراقص ذهولنا بين جمال المعالم التاريخية وروعة المناظر الطبيعية والورود والمساحات الخضراء التي تملأ المدينة التي شهدناها.

ومع كل وداع، نحمل معنا ذكريات لا تُنسى وأصدقاء جدد وتجارب ثرية أثرت فينا بطرق عميقة.


ةم

ج






اعلان