16 - 06 - 2024

القومية المصرية

 القومية المصرية

تتمتع الشخصية المصرية بصفات وخصوصية قد لا تجدها في أي من شعوب الأرض وهذه ليست شوفينية منى أو انحيازا، فكثير من الناس يخلطون ما بين الهوية والقومية، فالهوية متغيرة وبالإكتساب، فقد تجد الشخص الواحد يحمل أكثر من جنسية أو هوية، وتبقى القومية المصرية ( الذات ) دون تغير رغم كل عوامل الزمن.

 كثيرون هم من مروا على مصر.. غزاة ومحتلون طغاة وحكام، لكنهم ذهبوا أدراج الرياح وبقيت الذات المصرية عصية على الإندثار والتحول، قد نتفاعل مع الأحداث لكننا لا نتأثر أي لا يبقى أثر ينال من شخصية مصر ونسيجها الإجتماعي الفريد. عرب البوادي والجبال، فلاحون، وصعايده، نوبيون وبشارية وعبابدة إلا أن المخرجات الإجتماعيه والعرفية واحدة مع الإحتفاظ بخصوصية كل مجتمع وخواصه دون الإنفصال عن الثقافة الحاضنة الأم. وأبلغ دليل على ذلك تلك الجماعة التي لا يعرف عنها الكثير في مصر وهم مصريو البلقان حيث غادر آباؤهم وآجدادهم مع الإسكندر المقدوني الى مقدونيا في القرن الثالث قبل الميلاد بعد عودته من حملته في الشرق، وكان أغلبهم من مدينة الإسكندرية حيث عاشوا واستقروا هناك، وحسب تعداد عام 96 في كوسوفو أصبح عددهم 87,000  (سبعة وثمانون ألف) نسمه وفي مقدونيا 3843 ( ثلاثة ألاف وثمانمائة وثلاثة وأربعون )  بحسب تعداد عام 2002 وغيرهم في البوسنة وصربيا ويعترف بهم دستور دولة كوسوفو الجديد الذي وضعته الأمم المتحدة على أنهم أقلية مصرية من مواطني دولة كوسوفو. 

المهم والعجيب أن هذه الجماعة من مصري البلقان رغم انتزاعهم من محيطهم الإجتماعي منذ 2300 سنة إلا أن العادات والتقاليد المصرية لم تغادر حياتهم، فمثلاً اذا جلسوا على مقهى يتسابقون من سيدفع أولاً الحساب وهكذا في المطعم، وهي خصوصية مصرية خالصة. تعالى إلى مطبخهم حيث يأكلون الملوخية ووجبة السمين الوجبة الشعبية الشهيرة في مصر والفتة والكوارع وهكذا، وهم شديدو العاطفة والشوق الدائم الى مصر وكل ما هو مصري .. كان لابد أن أسوق لكم هذه الحكاية لأن دلالاتها عميقة ولكى تطمئنوا على قوميتكم التي لن تنال منها المكائد والمؤامرات وأي من التجمعات ونعرات الإنفصال والتشرذم، سيذهب الجميع وتبقى مصر تعزف نشيد الخلود ..أغادركم الى بعض أشعارى :

ولأني أقسم بالبلد .. ولأني أؤمن بالولد .. قد يأتي يوماً بالصباح

بالخبز وحليب نقي طاهر..  من ضرع أوهام القصيدة الخالدة
-----------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب

المؤامرة وكوبري غمرة





اعلان