06 - 05 - 2024

مدينتي الفاضلة | يا نيابة.. عندك نور !!

مدينتي الفاضلة | يا نيابة.. عندك نور !!

فاقت الحكومة حد الفشل في إدارة أزمة الطاقة.. بدلا من إغلاق مبكر للأنشطة التجارية التي تستهلك ثلثي الطاقة، قررت إجبار المواطن على التضحية بأمنه وأمانه وحياته.. مقابل نجاح خطتها لجمع 2 تريليون ج ضرائب هذا العام!! الحكومة أرست نظام جدولة إظلام مفتوح، أجبرها على التوسع في استثناءات فئويه وطبقية خجلا أو مصالح!! قطع الكهرباء عن أجهزة الأكسجين لمرضي المنازل هو جريمة، شركاؤها خطوط الاستغاثة المرفوعة من الخدمة إلا في شريط التليفزيون!!

الحكومة ألقت أحمالها ظلاما على المواطن الأمين المسحول غلاءً.. سلبت حقه عليها في تأمين الغذاء والتعليم والصحة والعمل والإنتاج.. مقابل ضرائب سابقة التحصيل، من مرتبه ومعاشه وممتلكاته ومشترواته ومياه شربه وصرفه وغازه وهواتفه!! أربع ساعات إظلام انتقائى يوميا قتلت مرضانا ومصالحنا وزرعت فينا الخوف من الغد!! 

أبدعت طبول الإعلام، فتمادت الحكومة.. حملتنا ذنوب سوء إدارتها لأزمة الطاقة، وهي الجاني!! أدارتها رأسماليا واستثماريا لتحصد 2 تريليون ج ضرائب!! مستهدفة جيوبنا قبل أمننا!! يئن المطحون فترفع تسعيرة الكهرباء!! يصرخ المسحوق، ترجع السكر للمجمعات، وتنشر كتائب تموين تجاهد لتخفيض سعر سندوتش الفول!! يتسول الموظفون وأصحاب المعاشات، تنير لهم دور العبادة!! ومجلس موافقون المستثنى، فاتح إذاعة بلاش عتاب، لأن مقراته الفخيمة منوره من القاهرة للعلمين!! ولأن الصبر والاحتمال واجب وطني.. والتضحية بحياة مرضانا إيمان وتقوى!! 

  المدهش، أن جدول النواب خال ولو من مناقشة حق الشعب دستوريا في استدامة الإنارة!! ولا استجواب الحكومة عن سوء إدارة أزمة الطاقة.. أو استضافة وزير بترولنا أسامة كمال الذي أبلغ أن الأنشطة التجارية وبالأخص المولات والكافيهات، تستهلك ثلثي الطاقة في مصر، وأن الإغلاق في الثامنة يوفر طاقة إنارة كل المنازل.. هل مجلسنا لا يسترشد إلا بالوزراء الحاليين فقط!! وهل يعلم قدر الطاقة المستدامة المخصصة لمناطق الجذب الاستثماري الحديثة، ولنشاطها الترفيهي صيف شتا!! والطاقة المخصصة للاعلانات التجارية المبهرة!! 

والمحزن، أن الاظلام الانتقائي ( فئوى، طبقي واستثمارى) سالب حقوق دافعى الضرائب، قسم المجتمع إلى قلة أثرياء منورين، وغالبية مسحولين.. وكشف إخلال الحكومة بواجبها الرئيسي في تأمين سلامة المواطن.. كيف لا يزعجها ارتفاع حوداث قطع التيار!! وأن اللصوص ينعمون بالسرقة في عز الضهر، والكاميرات عمياء!

وإليكم سادتي الحكومة والنواب، مشاهد من حياتنا والنور مقطوع.

مشهد اعتيادي!! ارتباك سيستم مواقع خدمية هامة مثل السنترالات أربع ساعات يوميا، مثل المنازل.. لأن سيستم وزارة الكهرباء فشل في فصل شبكة النت وحرارة التليفون عن الكهرباء!! تتكرم الكهرباء بمنح أولوية القطع للنت والتليفون ساعتين، ثم ينضم الثلاثة لحفل الصمت الرهيب!!

مشهد تهليل!! ماسورة أطفال شوارع انفجرت، حافظين جدول الإظلام صم.. تعمي الكاميرات ينجزوا بجرأة وإتقان!! تاني يوم يتبادلوا المواقع ومعلوماتها.. تسأل امين الشرطة، او المخبر- اللى مش سري- عن صورة حراميك على موبايلك، يجيبك "مش من منطقتنا، اشكر ربنا أنك بخير، دي عيال مبرشمة"!!

مشهد انهيار عصبي.. ياويلك لو مريضك بالمنزل على جهاز تنفس.. الخدمات العاجلة - نجدة واسعاف - تواصل وضعها الاستفزازي المٌنغًم" جميع الخطوط مشغولة بتلقي البلاغات".. وتنفرد شكاوى الكهرباء بـ" هذا الخط مرفوع من الخدمة"!! يرجع النور مايردوش برضه! 

مشهد الجاني متلبسا.. سقط المصعد بالشاب محمود خطاب- 45 عاما- صاحب شركة سياحة.. شهد السكان أمام النيابة باعتيادهم الانزلاق من علبة المصعد كلما انقطع النور.. وان المرحوم ساعد جاره الطفل على منع الانزلاق، لكنه سقط مرتطما بالقاع ".. الحمد لله خلى الخبر من " ضحية الشهامة" أو " أجره وثوابه عند الله".. لكننى ارفض قبول" صرحت النيابة بدفن الجثة لعدم وجود شبهة جنائية"!! والجاني طليق ومستمر، وهو إدارة الحكومة لأزمة الطاقة!! الحادث هو مقتل وليس "مصرع"، ارتضاه القدير جرس إنذار لكم، ولنا.

 وأخيرا المشهد المٌخزي.. تسول الحقوق!! وهذا ما تداولته مواقع التواصل من مناشدة الدولة استثناء قطع التيار عن الكنائس أسوة برمضان وعيد الأضحى!! نصا :- "... حيث تقام الصلوات بالكنائس طوال اليوم بدءا من أحد الشعانين حتى يوم شم النسيم، وتكون ممتلئة بالمصلين.. فنرجوا من سيادتكم التكرم بعدم تطبيق جدول فصل الكهرباء أسبوعا من 26/4 حتى 6/5/ 2024، لأننا في فصل الصيف!! المراوح الكهربائية وأجهزة الصوت والإضاءة تعمل بشكل دوري طوال هذا الأسبوع..  مطلوب التكرم بعدم قطع النور عن كنائس الجمهورية.. والرب يحفظ مصرنا الحبيبة، ولسيادتكم جزيل الشكر والاحترام.. رجاء نشر البوست على أوسع نطاق ليصل إلى الجهات المعنية التي راعت عدم قطع النور في أعياد اخوتنا المسلمين!!

 متسولي حقوقكم، ياريتكم طالبتم بإنارة مدارس أولادكم، ومنازل المرضى.. مبروك عليكم تكرم الحكومة بالموافقة على إنارة الكنائس أسبوع الآلام!!  ولم غضبكم وادانتكم لخبر انتشر  كالبرق، مصحوبا بسخرية جارحة، بأن  الحكومة أسكنت عيد العمال يوم 5/5 بديلا لعيد القيامة المجيد!! منتظرين تكذيبا.
--------------------------
بقلم: منى ثابت 

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | يا نيابة.. عندك نور !!





اعلان