18 - 05 - 2025

جنرال إسرائيلي يحذر نتنياهو من اجتياح رفح

جنرال إسرائيلي يحذر نتنياهو من اجتياح رفح

نشر الكاتب والصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة على صفحته على منصة إكس ترجمة لمقال لأحد أكبر خبراء الكيان العسكريين إسحاق باريك الذي كتبه لجريدة "معاريف" اليوم وحذر فيه من دخول الجيش الصهيوني إلى رفح لما سيتسبب فيها من خسائر فادحة للكيان على المستوى الإقليمي والدولي. 

وأكد باريك في مقاله أنه أصبح "اليوم من الواضح للجميع أن التدمير الكامل لحماس هو خيال رئيس الوزراء وأتباعه. باسم هذا الوهم الذي يخدعون به الجمهور، يخلق المستوى السياسي العقبات للإفراج عن المختطفين". مضيفًا أن "النتيجة: لا نصر كامل على حماس، ولا إطلاق سراح لجميع المختطفين".

وأشار إلى أن ذلك "سيكون هذا أسوأ فشل تعرّض له شعب إسرائيل في جميع حروبه منذ تأسيس الدولة اليهودية وحتى يومنا هذا".

ولفت باريك إلى ما ذكره رئيس خارجية الولايات المتحدة قائلًا "لقد قال بلينكن لمجلس الوزراء الحربي خلال زيارته لإسرائيل قبل بضعة أيام إن (أمن إسرائيل ومكانتها الدولية في خطر. إن لم تفهموا ذلك بعد، فإنكم تخاطرون بالتعثر في غزة، وتخاطرون بالعزلة العالمية)".

وأضاف "في كل مرة يعيد نتنياهو إطلاق شعاره الأجوف معدوم الأساس "ادخلوا رفح وأسقطوا حماس بالكامل"، فإنه يعيد المفاوضات مع حماس لإطلاق سراح الرهائن عشرات الخطوات إلى الوراء، حتى لو كانت قد بدأت بالفعل خطوة واحدة إلى الأمام".

أوضح باريك أن "دخول رفح اليوم هو رهان على أمن البلاد، لأنه قد يفجّر علاقاتنا مع الولايات المتحدة، التي هي بالفعل هشة للغاية اليوم، ويزيد مقاطعة العالم كله لإسرائيل. أضف إلى ذلك المقاطعة الاقتصادية وحظر إرسال الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الأساسية، على غرار ما حدث لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".


وأردف أن "الدخول إلى مخيمات رفح قد يؤدي إلى حرب إقليمية متعددة الجوانب، وفقدان السلام مع مصر في حال تشابك القتال في منطقة محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، وهو الوضع الذي قد يؤدي أيضا إلى مشاكل مع الأردن والإمارات، مع مقتل جميع المختطفين. وهذه مقامرة خطيرة جدا لا ينبغي الإقدام عليها، فقد تكون المسمار الأخير في نعش بقائنا".

وشدد باريك على أن تصريحات نتنياهو وأحد أمثاله الذي سيسيطر على الذراع العسكري لحماس بعد تدمير الكتائب الأربع في رفح، هي تصريحات غبية لا أساس لها من الصحة، وتظهر عدم فهم كامل لماهية حرب العصابات". مضيفًا أنه "على سبيل المثال، استولى الجيش على مدينة غزة والأحياء المحيطة بها، لكن ذلك لم يمنع الآلاف من مقاتلي حماس من العودة عبر الأنفاق إلى شمال قطاع غزة، إلى مدينتي غزة وجباليا وحي الشجاعية والزيتون. إنهم يستعيدون السيطرة على شمال قطاع غزة في جميع الأماكن التي تركها رغم أننا قصفنا كتائبهم. لذا فإن تدمير أربع كتائب أخرى لحماس في رفح لن يغير شيئا".

وختم مقاله بقوله "لا توجد علاقة بين سيطرة الجيش على كتائب حماس وبين تدمير البنية التحتية المحيطة بها وبين قدرة حماس على مواصلة القتال كمقاتلين فدائيين. وإذا أضفنا إلى ذلك أنه حتى هذه اللحظة ليس لدى المستوى السياسي أي خطة لكيفية استبدال الحكم المدني لحماس في قطاع غزة، فمن الممكن أن نفهم لماذا وصلنا إلى أسوأ فشل في تاريخ دولة إسرائيل".